العمل الشركسي الموحد المطلوب

العمل الشركسي الموحد المطلوب

عادل بشقوي

30 يناير/كانون الثاني 2023

تجعل الاوضاع والتطورات التي حصلت بالنسبة للقضية الشركسية خلال السنوات الماضية، وخاصة السنة الأخيرة منها أن من الضروري القاء نظرة فاحصة على نشوء ظروف لم يكن من السهل التغلب عليها وذلك بسبب اتساع المساحة التي توجد فيها التناقضات والتوافقات وذلك على النحو التالي:

لقد ثبت أنه كلما كبرت الطموحات والتطلعات لصالح المجتمع بأكمله الذي يمثل الأمة، للعمل بجد وفاعلية لتحقيق ما لم يستطع أحد تجاوزه وتحقيقه للآن، ويتمثل بالمرحلة الحرجة التي يجب اجتيازها من أجل التمكن من الانتقال إلى مراحل متقدمة أوسع. بدلاً من ذلك، لا يستطيع الناس تنسيق جهود الجميع للعمل من أجل المصلحة المشتركة والأهداف السامية. فهناك دائما ثغرات تبرز، تمثل أفكارا ضيقة لا تعكس سوى الأنانية والنرجسية وتجاهل ما يمكن تحقيقه في الأوقات المناسبة التي لا يمكن التغاضي عن أهميتها وضرورة الالتزام بها وذلك بوسائل وطرق مختلفة.

لا يمكن لأمة مظلومة تحاول النضال لتأكيد حقها، البعيد والقريب، أن تنهض وتصل إلى المستوى الذي يطمح أفرادها الفخورون إلى تحقيقه. فهناك ضرورة لحث المثقفين وأولئك الذين يُعتبرون أشخاصًا مهتمين وذوي ضمير حي على عدم الالتفات إلى الجماعات التي يتمثل هدفها الوحيد واهتمامها في الظهور و/أو فرض آرائهم الخاصّة على الجميع. وبالتالي الاستخفاف بجهود الآخرين ومحاولة تقزيمهم وتقزيم أفكارهم وأعمالهم النبيلة التي ينوون القيام بها.

ومع ذلك، فإن هذه المجموعات تمثل حجمًا وأهمية محدودة للغاية. لكنهم ينجذبون إلى إحباط السّير في مسيرة الخير والنّماء. إنهم يميلون إلى منع المحاولات الجادّة للخروج من عنق الزجاجة. مع العلم أن هذه الكيانات محدودة الحجم والجهود، لكن يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا إذا لم يتم أخذها على محمل الجد.

من الطبيعي أن يكون هناك أمة بحجم الأمة الشركسية، وأن يكون لديها مجموعات متعددة الأفكار والمشاريع للشروع في طريق الخلاص. ومع ذلك، لا يحق لأي فرد أن يتذاكى وأن يحاول وضع عقبات من أي نوع.

حرية الرأي والعمل مكفولة، ولا يجوز لأيٍ كان محاولة توزيع الحِكم والمواعظ التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة والانقسام. إن نمط تبني التنوع والتعددية هو أسلوب الحياة الذي تتبعه تيارات مختلفة من السياسات الاجتماعية والسياسية من قبل العديد من الأشخاص الذين يختارون طرقًا وآراءً مختلفة من المواظبة. حتى يجتمع الجميع للعمل من أجل المصلحة الوطنية، ومن يحصل على موافقة الأغلبية ودعمها يظفر بالأسلوب الذي ينبغي اتباعه، لكن لا يحق لأحد الإساءة ووصف الأمور بشكل غير صحيح.

هناك عدم وجود اتفاق بين تطلعات القائمين على إدارة الجمعيات والمؤسسات الشركسية في المجتمعات الشركسية المختلفة، سواء في الوطن أو في الشتات، وبين النشطاء القوميين الذين يسعون للمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة وفق القوانين والأعراف الدولية. .

بصراحة تامة، فإن بعض شرائح الناس المعتادين على العمل وراء الكواليس والفوضى والضجيج لن تفهم الحاجة إلى الديمقراطية والحق في التعبير عن الرأي والعمل وفق أجندة يتفق الجميع على أهدافها، فالأفعال تعكس النوايا.

هذه الظاهرة المنتشرة في عشرات المواقع البعيدة عن الوطن الأصلي، وعدم وضوح الرؤية أو محاولة إخفاء الحقائق التي لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها، تجعل هذه الحقائق معقدة ولا بد من التغلب عليها.

خلاصة القول تشير إلى أن هناك أزمة نقص في التمثيل الحقيقي في المجتمعات الشركسية، وبالتالي تحاول مجموعات مختلفة اتخاذ القرار نيابة عن الجميع. لكن مساعيها لن تكون إلا لمصلحة الأعداء الذين لا يريدون لهذه الأمة أن تكون أمة موحّدة، لها احترامها وكرامتها رغم المحن.

Share Button