اتهامات عشوائية: الشراكسة لا يستجدون شهادة حسن سلوك من روسيا

اتهامات عشوائية:

الشراكسة لا يستجدون شهادة حسن سلوك من روسيا

عادل بشقوي

15 مارس/آذار 2023

على ضوء تكرار الاتهامات والاكاذيب والاشاعات التي تنطلق عبر الأبواق الساذجة ذات الاقنعة المتلونة وتجد من هو على استعداد لترويجها ونشرها وتلقيها واحيانا اعادة تدويرها باساليب ووسائل متاحة بغض النظر عن النتائج غير المحمودة.

لذلك، لا بد من متابعة الحقائق التالية:

لا يمكن تبديل الحقائق أو تعديلها، وبالتالي لا يجب توجيه الاتهامات جزافًا أو على غير هدى ضد أولئك الذين لم يتورّطوا في مغامرات الآخرين.

فعلى سبيل المثال لم يدفع الشركس ولا الولايات المتحدة ولا غيرهما الفيدرالية الروسية للاعتداء على شبه جزيرة القرم التابعة إلى أوكرانيا واحتلالها وضمها الى الدولة الروسية مباشرة بعد انتهاء ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية في عام 2014.

ولم يجبر الشركس ولا الولايات المتحدة ولا غيرهما الفيدرالية الروسية على تحريك جيشها وقواتها المسلحة ومرتزقتها في فبراير/شباط 2022 على غزو أوكرانيا بهدف احتلالها واخضاعها وربما ضمها إلى الدولة الروسية، لكنجنت على نفسها براقش“.

إذا كانت مصالح طرفين أو أكثر تتلاقى أو تتطابق في قضية أو قضايا ما، فهذا لا يعني بالضرورة أن الأطراف التي تؤمن بمبادئ مماثلة تعمل لصالح طرف آخر، أو أنها تعمل وفقًا لتعليمات المؤسسة الأمنية الأمريكية.

الأوطان لا تُبنى على الإشاعات ولا تحل مشاكل الناس بناءً على ذلك.

الأمة الشركسية، التي تعرضت لأقسى حرب عدوانية وإبادة جماعية غير مسبوقة، تعرضت لجريمة مروعة لم تتعرض لها أي أمّة أخرى في القرن التاسع عشر.

ظن الجناة أن جرائمهم ستنسى بتوطين الوطن الشركسي بالمرتزقة والأجانب بعد تهجير الأمة الشركسية بأكملها.

ظل الشركس في عشرات البلدان يتساءلون قائلين: ”أين وطننا وماذا حدث لأمتنا“. فهم لديهم بالفعل القدرات العلمية والمهنية والإرادة البشرية للبحث عن وثائق تثبت وقوع جرائم الغزو والاحتلال والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري.

لا يحتاجون إلى جيمستاون والولايات المتحدة الأمريكية وجورجيا والمنظمات الدولية وغيرها لإخبارهم بما يجب عليهم فعله. بل على العكس من ذلك تمامآ، فقد اتصل الشركس بهذه الدول والكيانات للاستفسار منهم،لماذا لا يتحركون لمساعدة الشركس على استعادة حقوقهم المشروعة“.

حتى أن الشركس كتبوا إلى القيادة الروسية عدة مرات، لكنهم لم يتلقوا أي رد إيجابي حتى الآن.

هل من يفكر بسذاجة وينشر دعاية خبيثة، مصدرها معروف وبعد معرفة كل الحقائق التي لا تقبل الجدل أو التأويل بحسب الأرشيف الروسي، لن يحفز لديه الشعور القومي الشركسي؟

وإذا أصبحت كل الأطراف التي تتهم الولايات المتحدة بالضغط عليها يعتبر اتهام في غير محله، في حين ان الجرائم الروسية مدوّنة في الوثائق الروسية نفسها، بالإضافة إلى ما نقله الكتاب والمحللين الذين يكون هدفهم عادة كشف الحقيقة، حتى ضد أي شخص.

هل يجب أن تكون الدولة الروسية مُحصّنة من الاتهامات المثبتة لأنها (تعتبر مسؤولة قانونًا) ستدفع ثمن كل الجرائم؟ أو لأن روسيا معادية علانية لمن تتهمهم تعسفيا، وفي نفس الوقت تزيد من اتهاماتها إلى أعلى سقف ممكن، الذي لن يغير من الحقائق في شيء.

لكن من الواضح أن كل هذا الشغب والصراخ الرسمي هو لصرف الأنظار عن القضايا الحقيقية.

ما هذا العبث والاتهام غير المبرر بأن الشركس لا يحرّكوا إصبعًا إذا لم يدفعهم أحد لفعل ذلك!

أبواق الدعاية والنفاق لا تعالج مطالب الشركس الذين ما زالوا يعيشون تحت نير الحكم الروسي في وطنهم التاريخي، والتعرض للإجراءات الخرقاء ضد المثقفين والعلماء والباحثين ونشطاء حقوق الإنسان.

تتجاهل روسيا الإجراءات غير المقبولة من قبل الجمعية الشركسية العالمية، على ما يبدو لأن هناك علاقة مؤسسية خاصة بينهما.

هل الشراكسة في الوطن سعداء بتجاهل روسيا لهم وللغتهم وثقافتهم ومطالبهم المشروعة بحق العودة لمواطنيهم المنتشرين حول العالم بسبب الجرائم الروسية المتوافقة مع وصف القوانين والأعراف الدولية وحتى مع القوانين الروسية نفسها؟

لماذا لا يجيبون على تساؤلات فاليري خاتاجوكوف (Valery Khatagukov)، رئيس مركز حقوق الإنسان في جمهورية قباردينوبلكاريا. فقد وجّه كلماته إلى حاوتي سوخروكوف (Hauti Sokhrokov) وجمعيّته وأعتبر بأنّهُما لا يتحدثان نيابة عن الشركس. بدلاً من ذلك، كلاهما يعكس وجهات نظر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، الذي سيطر على هذه الجمعيّة منذ عقدين من الزمن. أيضًا، تساءلت مدينا خاكواشيفا (Medina Khakvacheva)، وهي باحثة أولى في معهد أبحاث قباردينوبلكاريا للعلوم الإنسانية، أن قادة جمهورية قباردينوبلكاريا لم يدركوا بعد أن فقدان اللغات غير الروسية سيعني فقدان الهيبة للجمهورية.

ما هو دور الولايات المتحدة في ذلك؟ هل تتجاهل الولايات المتحدة الأمة الشركسية في وطنها؟

في نهاية المطاف، تزعج الحقيقة والحقائق أولئك الذين يروجون للباطل.

Share Button