إحياء ذكرى المناسبات الشركسية

إحياء ذكرى المناسبات الشركسية

عادل بشقوي

25 أبريل/نيسان 2023

من المناسب أن تعالج السياسات الإمبريالية والاستعمارية فيما يتعلق بما حدث مع الأمة الشركسية وغيرها من الشعوب والأمم المستهدفة، وذلك من خلال ربط النقاط بعضها ببعض، وتحديدها ووضع الأمور في نصابها الصحيح. فقد انتهكت الإمبراطورية الروسية وجحافلها العسكرية الشرّيرة ونهبت أوطان الشعوب والأمم غير الروسية. كانوا يهدفون إلى إضعافهم منذ أن تم غزوهم واحتلالهم وإبادتهم وضمهم لاحقًا إلى الإمبراطورية الروسية ظلماً وعدوانًا. وبالتالي السيطرة على الأوطان والمصائر وحقوق الإنسان واستغلالها وإساءة استخدامها بقوة السلاح والإكراه.

إن السياسات الإمبريالية والاستعمارية تقوم فقط بفرض وتنفيذ المخططات التي كان قد تم رسمها وخُطِطَ لها، ثم تنفيذها، عندما قررت هذه الإمبراطورية المارقة الاستيلاء على أوطان جيرانها وما وراءها، بقبضة من حديد ونار. فتجاهلوا بذلك الشعوب المستهدفة، بل وداسوا على حقوق الأفراد والقوميّات المختلفة. حدثت تغييرات في خضم تطبيق سياسة الاستحواذ المرتبطة بالاستقطاب والتناقضات التي رافقت النِّزاع الاستعماري في ضوء تضارب المصالح و/أو التفاهمات مع الدول الإستعمارية الأخرى.

أدخلوا بعد الاحتلال مباشرةً تغييرات إدارية روسية في المناطق المحتلة، وبالتالي استحدثوا التقسيمات الإدارية الرئيسية والفرعية. حتى أنهم أعطوا أسماء وألقاب غريبة لهذه المناطق. لقد ساهم الدوس المنهجي على الحقوق الأساسية وغير القابلة للتصرف للأفراد والقوميات في سحق لحقوق الشعوب والأمم غير الروسية. كل ذلك ترك لخيارات وأهواء الجنرالات والقادة العسكريين الروس، لفرض وتنفيذ التقسيمات والتغييرات في الوضع الإداري والجغرافي.

يوم العلم الشركسي

يصادف يوم الخامس والعشرين من أبريل/نيسان من كل عام يوم العلم الشركسي. فالعلم الشركسي هو أحد العناصر الأساسية للهوية الوطنية الشركسية. بالإضافة إلى العلم، هناك الثقافة واللغة والعادات والتراث والتقاليد والإرث الحضاري والأماني المشتركة والشعور بالانتماء إلى وطن الأجداد.

العلم الشركسي، كان قد تم إقراره على اثر عقد مؤتمر شركسي في وادي بسِيفاب (Psefabe) في عام 1836 بحضور ممثلي القبائل الشركسية، وذلك إبّان الحرب الروسيةالشركسية. ويُعتبر العلم بأنّهُ مفهوم حديث لكافّة الشراكسة في ظل وجود 10٪ فقط من الأمة الشركسية في الوطن الشركسي التاريخي، مقسمين في عدة مناطق إدارية مصطنعة. بينما 90٪ منهم، أي حوالي سبعة ملايين نسمة موزعين في شتات واسع يضم عشرات دول العالم وفق خطة استعمارية تم إعدادها وتنفيذها منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كل هذا للتخلص من الأمة الشركسية والاستيلاء على شركيسيا بدون شعبها الشركسي. خططت روسيا لإبادة تلك القبائل الشركسية التي كانت مقيمة منذ العصور القديمة على طول شاطئ البحر الأسود. ثم تم استبدالهم بالمستوطنين الروس ومرتزقتهم الأجانب من أصول مختلفة.

إحياء يوم الذكرى

صادف الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار، منذ عام 1864، ليكون يوم إحياء ذكرى إبادة وترحيل 90٪ من الأمة الشركسية إلى منفى قسري دائم. وفقًا لهذا الواقع، فإن عدم القدرة على استعادة حق تقرير المصير حتى هذا التاريخ، لا يشكل قبولًا بالأمر الواقع للأمة الشركسية بأي شكل من الأشكال. بل إنه يحفز أصحاب العزم على المطالبة باستعادة حقوقهم غير القابلة للتصرف، بغض النظر عن مدى الصعوبة أو المدة التي سيستغرقها ذلك.

من المناسب في هذا النطاق استعارة تعبير مناجاة هاملت في إحدى إبداعات ألفريد هيتشكوك التي تنص على: ”أكون أو لا أكون“. إنه ينطبق بالضرورة على المثال الشركسي الذي يمكن وصفه بالشكل التالي: ”أن تكون أو لا تكون أمة محترمة“. حاولت الدولة الروسية في جميع المناسبات، حتى الآن، تقزيم وتمزيق هذه الأمة الشجاعة وإبادتها تمامًا بأي ثمن، لكن دون نجاح. بينما لم تنجح كل الجهود الشريرة. وهكذا ، كانت موازية للمعجزة الإلهية التي تثبت أصالة هذه الأمة الأصلية التي نجت من إبادة متعمدة ومحددة سلفًا.

على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح والموارد بالإضافة إلى خسارة الوطن الثمين خلال الحرب المدمرة، إلا أن الرؤية الثابتة لا تزال تركز على الحفاظ على الذات وحماية الهوية القومية، بالطريقة التي صمم بها أسلاف الشركس للدفاع عن بلادهم. فالباب مفتوح على مصراعيه لمستقبلهم الوطني الواعد. لا يزال الشركس في طور استعادة حقوقهم المشروعة، على الرغم من استمرار المشاريع القمعية والرعناء وكذلك السياسات الإقصائية واللاإنسانية التي واجهوها منذ فترة طويلة وما زالوا كذلك للآن.

جوهر الاضطهاد

في التعامل مع الصحافة ونشطاء حقوق الإنسان، تعكس الأخبار الواردة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما يحدث بالفعل فيما يتعلق بالتصرُّفات الخرقاء للسلطات الحاكمة تجاه المواطنين الشركس في وطنهم المجزأ ومواجهتهم للأحكام المغرضة والجائرة. إن ما يحدث في الجزء الشركسي من شمال القوقاز يسلط الضوء على معاناة المواطنين الشركس في ظل القوانين العنصرية والتمييزية والظالمة للسلطات المحلية والمركزية.

وهذا يشير إلى تنفيذ قرارات خطيرة، وأحكام قضائية يمكن أن تسيء السلطات استخدامها، وقرارات مسيسة. هذا من شأنه أن يعبر عن الكراهية الحاقدة ضد كل من يحاول التعبير عن آرائه وينتقد النّزعة للدخول في حرب مع دولة مجاورة مثل أوكرانيا. فهناك تداعيات كارثية على كل من شارك في إشعال هذه الحرب المدمرة التي لها عواقب سلبية على روسيا نفسها.

المطالب الشركسية المشروعة

إن الشركس لا يطالبون بأكثر مما هو معقول. ما يركزون عليه في الوقت الحاضر هو جزء يسير من حقوقهم المشروعة التي لا تخضع لقانون التقادم، وفقًا للقوانين والأعراف الدولية. وهذا يندرج تحت الواقع المؤلم وغير المنطقي، في مواجهة عناد استعماري لا مثيل له بتجاهل مسؤولية إعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين. إن الأشخاص ذوي الضمير الحي والنشطاء الشركس المستنيرين في وطنهم وفي الشتات العالمي الواسع ليس لديهم مطالب مستحيلة لا يمكن تلبيتها، بل على العكس من ذلك تماما.

يطالب أغلبية الرأي العام الشركسي بالتالي:

شركيسيا حرة الآن،

الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية،

حق عودة الشركس إلى شركيسيا.

وهذا يتوافق مع تحقيق السلام والكرامة والمساواة وفق الحقوق الأساسية للمواطنين والتي يجب أن تتماشى مع:

إعلان استقلال شركيسيا [1]

ميثاق الأمم المتحدة [2]

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان [3]

القانون الدولي والعدالة [4]

اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها [5]

إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية [6]

إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة [7]

• إعلان اليونسكو بشأن حقوق اللغة كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان [8]

[1] Appendices, Circassia: Born to be free, Adel Bashqawi

[2] https://www.un.org/en/about-us/un-charter/full-text

[3] https://www.un.org/en/about-us/universal-declaration-of-human-rights

[4] https://www.un.org/en/global-issues/international-law-and-justice#:~:text=Among%20the%20greatest%20achievements%20of,advancing%20international%20peace%20and%20security.

[5] http://www.preventgenocide.org/law/convention/text.htm

[6] https://www.un.org/development/desa/indigenouspeoples/wp-content/uploads/sites/19/2018/11/UNDRIP_E_web.pdf

[7] https://legal.un.org/avl/pdf/ha/dicc/dicc_ph_e.pdf

[8] https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000143762

Share Button