شركيسيا ليست للمغامرين والمقامرين

شركيسيا ليست للمغامرين والمقامرين

عادل بشقوي

17 يونيو/حزيران 2023

في خضم ما يحدث على الساحة الشركسية، وبالتالي في القفقاس والساحة الإقليمية، ستبقى شركيسيا حاضرة حتمًا في ذاكرة ووجدان أفراد الأمة الشركسية، سواء في وطنهم أو في الشتات، وذلك وفقًا لمهارة تجنب السقوط. فعلى ما يبدو، تؤثر تحركات وسياسات روسيا على الجميع بمزيد من الدعاية والمعلومات المضللة.

في أعقاب الكشف عن النوايا الخفية والحقائق السرية لحالات مختلفة، فإنّهُ عندما يحين الوقت، ستوضح حتما كلا الصورة والرؤية. لم تؤخذ حقوق الشعوب الأصلية، ولا تزال، في عين الاعتبار بشكل رئيسي من قبل الإمبراطورية الروسية وأنظمتها المتعاقبة. حتى القوانين والأعراف الدولية يتم تجاهلها وعدم أخذها بعين الاعتبار.

حول تأثير الكشف عن النوايا الخفية والحقائق السرية للحالات المختلفة، فإنّهُ عندما يحين الوقت، ستصبح الصورة والرؤية واضحة لا محالة.

وحول تأثير الحرب العدوانية المستمرة في أوكرانيا، فهي مربكة حقًا وحتى غير مقبولة. يجب أن تؤخذ الفظائع الرهيبة في عين الاعتبار. إن ذلك يعيد ذكرى المذابح الوحشية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية ضد الشركس بين عامي 1763 و 1864، في وقت تتكرر نفس الجرائم في الوقت الحاضر في أوكرانيا.

والغريب في الامر هو المحاولات اليائسة التي تقوم بها بعض الشخصيات العامة، من الذين كانوا أو لا زالوا يشغلون مواقع سياسية عليا او متوسطة في دول لها تاثير او ارتباط مباشر او غير مباشر بالوضع العام سواء في شركيسيا أو ما يحيط بها. فمنهم من يقومون بين الفينة والاخرى بتغيير جلدهم، وكأنهم مخلوقات من ذوات الدم البارد. فهم كذلك يغيرون آرائهم ومواقفهم المعلنة والموثقة، حيث تاتي في نطاق الانتقال المزاجي غير المستند الى مواقف مبدئية، ويتم القفز من منصة الى أخرى، علما ان ذلك لا يأتي بالضرورة منسجما مع المواقف المبدئية لبلدانهم

بناءً على ما جاء أعلاه، فإن الأمة الشركسية ليست معنية بأي شكل من الأشكال بأي مغامر أو مقامر أو دخيل أو انتهازي. لا يمكن الوثوق بالمقامرين لاتخاذ قرارات بشأن مصير الشعوب والأمم. ارفعوا أيديكم عن الوطن الشركسي الذي لا يخصكم من قريب ولا من بعيد. اهتموا بما يتعلق بكم وببلدانكم. اكفونا شروركم وحلوا مشاكلكم، واعتنوا بالتداعيات التي نتجت عن غزو واحتلال شركيسيا والقوقاز والدول المجاورة من قبل الدولة الروسية. فالوضع لا يحتمل التاويلات ولكل شعب مصالحه واهتماماته وهمومه وحقوقه التي لن يتنازل عنها لاي كان، ولا باي ثمن.

شركيسيا ليست لفاقدي الحس السليم. بل ستبقى شوكة في خاصرة الأعداء أيا كانوا وأيا كانت اللغة التي ينطقون بها، أو طريقة التعبير عن النوايا. كان عليهم دائمًا ولا يزالون التعامل مع الظروف وفقًا لآفاق إدارة المخاطر. مع العلم أن الأعمال اللاإنسانية تتعارض مع الالتزام باحترام حقوق الإنسان

Share Button