ستكون شركيسيا حجر الزاوية في شمال قوقاز مزدهر

ستكون شركيسيا حجر الزاوية في شمال قوقاز مزدهر

عادل بشقوي

8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

البرلمان الأوروبي، بروكسل.

ليس سراً أن الشراكسة، سواء الـ 10% الذين ما زالوا في وطنهم الغالي في شمال القوقاز تحت الحكم الروسي منذ الاحتلال البغيض في عام 1864 أو أولئك الـ 90% الآخرين المنتشرين في الشتات الذي يتكون من عشرات البلدان، يؤمنون في حقيقة أنالإنسان حر من المهد إلى اللحد“. لن يتم استعادة الحقوق و/أو استقامتها قبل تحقيق الحرية والاستقلال لشركيسيا، وفقا لـالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ضمن حدودها المعروفة وقت الغزو والإخضاع الروسي. [1]

وليس لدي أدنى شك في أن الجميع في هذا التجمع المبارك في البرلمان الأوروبي سيدعم الشراكسة التواقين إلى استعادة حقوقهم المشروعة التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية.

إن الغالبية العظمى من الشركس، الذين يشعرون بضغوط وعقبات الحكومة الروسية وحكومات البلدان التي يقيمون فيها، يطمحون إلى استعادة حقوقهم المشروعة، التي لا تسقط بالتقادم.

الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية

القضية الحقيقية للشركس هي الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية. وعليه فإن الدولة الروسية ملزمة بما يلي:

تقديم الاعتذار للشعب الشركسي.

دفع التعويضات المناسبة.

إفساح المجال لتطبيق حق العودة الى الوطن بحماية دولية.

الحق في تقرير المصير.

وفي هذا الصرح التشريعي، أود أن أشير إلى عنوان استخدمته قبل خمس سنوات في مؤتمر شركسي عُقد في أوروبا، يتعلق بضرورة فتح النافذة الأوروبية على ما حدث بالفعل في الماضي وما يجب أن يحدث في الحاضر والمستقبل. وكانت المحاضرة بعنوان: ”إلتزام أوروبا الأخلاقي في استعادة الحقوق المشروعة للشركس“. [2]

في الاتحاد قوة

تستحق شعوب وأمم شمال القوقاز التحرر من القيود التي تفرضها الدولة الروسية على أوطانهم وحريتهم في اختيار مصيرهم. لقد سئموا من كونهم رعايا فيدراليين اسمياً، دون موافقتهم المسبقة. وبالتالي فإن هذا النمط من التوحيد القسري دون استشارة أصحاب المصلحة لن يكون ممكناً أو مقبولاً على أرض الواقع.

إن التخلص من الهيمنة الروسية سيستفيد منه الجميع، وسيمهد لهم الطريق لاختيار طبيعة المشاركة المستقبلية في الوحدة، بعد حصول هذه الشعوب على حريتها واستقلالها وحقها في تقرير مصيرها، وذلك بعد اتخاذ القرار وفق استفتاءات مناسبة. وإلا فلن يكون من المستحسن وضع العربة أمام الحصان.

إن اتباع القوانين سيؤدي إلى الوصول إلى وضع يسمح بالتوافق على إقامة نوع من الوحدة بين شعوب وأمم القوقاز على غرار الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تتطور في المستقبل بموافقة الشعوب إلى كيان لعموم القفقاس.

إن شعوب شمال القوقاز ليست أشباحا، بل مواطنون محرومون من إرادتهم وحقوقهم في أوطانهم الأصلية. إنهم بشر ينتمون إلى شعوب وأمم أصلية، وتضرب جذورهم في أوطانهم الأصلية منذ آلاف السنين. فعلى الرغم من أن سياسة فرق تسد تُفرض على أفراد من نفس الشعب و/أو بين شعوب مختلفة، إلا أن هذه السياسة لم تنجح إلا مع عدد قليل نسبيًا من الأفراد.

وبالتالي، لن تتم استعادة الحقوق المشروعة دون حصول شعوب وأمم شمال القوقاز على حق تقرير المصير، من دون أي غموض أو تأخير. ”إن تقرير المصير له جانبان، داخلي وخارجي. حيث أنّ تقرير المصير الداخلي هو حق شعب الدولة في حكم نفسه دون تدخل خارجي. وتقرير المصير الخارجي هو حق الشعوب في تحديد وضعها السياسي والتحرر من السيطرة الأجنبية، بما في ذلك تكوين دولتها المستقلة“. [3]

الشيء بالشيء يذكر

وأستعير هنا ما نُشِر في مقالي المنشور في شهر أبريل/نيسان 2023 بشأنالمطالب الشركسية المشروعة [4] التي لا تسقط بالتقادم، وفقا للقوانين والأعراف الدولية. وهذا يندرج في ظل الواقع المؤلم وغير المنطقي، في مواجهة تعنت استعماري منقطع النظير بتجاهل مسؤولية إعادة الحقوق إلى أصحابها. إن الشراكسة يطالبون بـِالسلام والكرامة والمساواة وفقا للحقوق الأساسية للمواطنين، والتي يجب أن تتماشى مع“:

إعلان إستقلال شركيسيا [5]

ميثاق الأمم المتحدة [6]

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان [7]

القانون الدولي والعدالة [8]

اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها [9]

إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية [10]

إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة [11]

حقوق اليونسكو اللغوية كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان [12]

العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية [13]

ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي [14}

الدرس الأوكراني

إن الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا منذ شهر فبراير/شباط 2022، تعبر عن غزو كاسح لا هوادة فيه ومدمر وعديم الرحمة ضد دولة أوكرانيا المستقلة وذات السيادة. كان قد تم احتلال شبه جزيرة القرم وضمها في عام 2014. فالمغامرات الروسية التي جرت منذ عهد إيفان الرهيب إلى الوقت الحاضر، كان هدفها ولا يزال احتلال أراضي وأوطان الجيران وما وراءها، وضمها، بل وإبادة شعوبها.

إن ضحايا الشعوب والأمم الذين استهدفتهم حروب واعتداءات الأنظمة الفاشية الروسية المتعاقبة في الماضي، وتحديداً في القرن التاسع عشر، فهموا وأدركوا ما يريده التوسعيون. والحمد لله، تمكنت أوكرانيا، بدعم من أصدقائها، من استيعاب وعرقلة وحتى صد القوات الروسية على أبواب أوروبا.

الخاتمة

ويُقترح هنا أن يُعلِن مؤتمر شمال القوقاز هذا بأن منطقة شمال وغرب القوقاز والبحر الأسود تابعة للقارة الأوروبية، وأنه يجب استبعاد روسيا من هذه المنطقة. ويرى شمال وغرب القوقاز أن المنطقة تقع في المنطقة الأوروبية، ومستقبلها يقع ضمن أوروبا.

المراجع

[1] https://www.un.org/en/about-us/universal-declaration-of-human-rights

[2] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251679637

[3] https://pesd.princeton.edu/node/511

[4] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251684467

[5] Appendices, Circassia: Born to be free, Adel Bashqawi

[6] https://www.un.org/en/about-us/un-charter/full-text

[7] https://www.un.org/en/about-us/universal-declaration-of-human-rights

[8] https://www.un.org/en/global-issues/international-law-and-justice#:~:text=Among%20the%20greatest%20achievements%20of,advancing%20international%20peace%20and%20security.

[9] http://www.preventgenocide.org/law/convention/text.htm

[10] https://www.un.org/development/desa/indigenouspeoples/wp-content/uploads/sites/19/2018/11/UNDRIP_E_web.pdf

[11] https://legal.un.org/avl/pdf/ha/dicc/dicc_ph_e.pdf

[12] https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000143762

[13] https://www.ohchr.org/en/instruments-mechanisms/instruments/international-covenant-civil-and-political-rights

[14] https://www.europarl.europa.eu/charter/pdf/text_en.pdf

Share Button