علماء البيئة لا يثقون برد مكتب الإدارة الرئاسيّة الرّوسي

علماء البيئة لا يثقون برد مكتب الإدارة الرئاسيّة الرّوسي

أبلغ المكتب الإداري لرئيس الإتّحاد الرّوسي علماء البيئة أن الإدارة الإتّحاديّة لم تكن المبادرة للبناء على أوترش (أنابا) ل”مجمّع تحسين-الصّحّة”. إلّا أن علماء البيئة لا يثقون بهذا الرّد الرّسمي الصّادر الّذي تلقّوه في السّابع من آب/أغسطس الجاري.

وتابع، “فإن لم يكن تحت هذا الاسم، فسيكون تحت إسم آخر؛ والمشروع الهندسي المدني لمقر إقامة الدّولة المنوي إقامته في أوترش لا يزال على جدول الأعمال – جاء ذلك في تعليق لرئيس هيئة مراقبي البيئة في كافّة أنحاء شمال القوقاز أندريه رودوماخا.

وفي الرسالة التي تلقتها هيئة مراقبة البيئة (وموقّعه من قبل رئيس الهيئة الإداريّة المركزيّة للبناء الرّئيسي) للمكتب الإداري لرئيس الاتّحاد الرّوسي أناتولي شاوس، ذكر أن الدّائرة التي يتولّى رئاستها تقوم بأعمال “بناء وإعادة بناء رئيسيّة لمنشآت أجهزة الدولة الإتّحاديّة نتيجة لاستثمارات مدرجة في الميزانيّة الإستثماريّة المذكورة في البرنامج الإستثماري للميزانيّة الاتّحاديّة التّابعة للمكتب الإداري لرئيس الإتّحاد الرّوسي.”

وفي البرنامج المحدّد، فإنّ بناء مجمّع تحسين-الصّحّة في منطقة كراسنودار في عام 2009 وحتّى لسنوات قادمة ليس مدرجا، حيث نصّت الرّسالة على ذلك.

كما أبلغ اناتولي شاوس بأن “المجلس الإداري المركزي للإنشاءات الرّئيسية ليس هو الجهة الإداريّة، ولا يمكن أن يمثل نفسه كعميل أو كمبادر للبناء”، وعليه فإنّ “المجلس الإداري المركزي الرّئيسي للبناء لم يرسل أيّة إشارة حول مخاطبة إدارة منطقة كراسنودار بشأن الطّرح المذكور”.

وفي الوقت نفسه، وفي ردود متاحة كتلك لهيئة مراقبة البيئة، ذكر أنّ إدارة الغابات لمنطقة كراسنودار ستقدّم موقعا واسعا من بقايا الغابات المستهلكة في منطقة البحيرات الضّحلة في أوترشسكايا عبر تأجير طويل الأجل إلى الصندوق الإقليمي للمشاريع غير التّجاريّة “ДАР”. ومن جهة أخرى، وفي نفس بؤرة الغابات، تخطّط إدارة الغابات لمنطقة كراسنودار لبناء “مجمّع تحسين-للصّحّة” للمكتب الإداري لرئيس الإتّحاد الرّوسي.

في إطار تلك التناقضات في موقف المكتب الإداري لرئيس الاتّحاد الرّوسي ومجالس الدّولة الإقليميّة فقد أرسلت هيئة مراقبة البيئة في كافّة أنحاء شمال القوقاز مذكّرة إلى مكتب المدّعي العام لمنطقة كراسنودار. وطلب فيها من علماء البيئة تنظيم التفتيش عن السبب الذي من الواضح أن بيانات “مزوّرة” عن خطط بناء “مجمّع تحسين-الصّحّة” في منطقة الغابات المحلية في أنابا قد وضعت، وكانت قد حدّدت في خطة غابات منطقة كراسنودار.

ناتبرس

ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

نافذة على اوراسيا: الشراكسة يتجاهلون موسكو، ويرفعون حصصهم في العودة. بول جوبل

نافذة على اوراسيا: الشراكسة يتجاهلون موسكو، ويرفعون حصصهم في العودة.

بول جوبل

ترجمة: علي كشت.

فيينا السادس من اب 2009، رغم عدم ترحيب موسكو لادراج الشراكسة ضمن مشروع (برنامج العودة لمواطني روسيا) ودعم العودة الى شمال القفقاس من قبل الخمسة ملايين شركسي في المهجر القوي في بلدان الشرق الاوسط، تمكنت جمهورية الاديغية وبشكل منفرد من رفع عدد حصتها من العائدين في برنامج العودة من 50 شخص الى 1400 شخص،الناشط الشركسي والصحفي المعروف السيد اصلان شازو تحدث الى وكالة ريجنوم الروسية الاخبارية قائلاً” استناداً الى نصيحة الرئيس الروسي الراحل السيد بوريس يلتسين الذي قال عبارته المشهورة مخاطباً الشعوب الغير روسية ” خذوا من السيادة ما تستطيعون ابتلاعه” فان حكومة الجمهورية تحاول ان تكسب اي شيء متاح امامها فيما يتعلق بالعودة واضاف قائلاً:” المنظمات الشركسية المختلفة في الوطن او بالمهجر ضغطت من اجل رفع هذه النسبة مهددة السلطات الروسية انها في حال عدم موافقتها على ادراج الشراكسة ضمن قائمة العرقيات المدرجة في برنامج العودة فانهم سيعملون على تكثيف جهودهم لجذب الاهتمام الدولي الى قضية الابادة الجماعية التي تعرضوا لها من قبل روسيا القيصرية”.  مثل هذه التهديدات لم تكن فارغة المضمون، حيث بدأت العديد من المجموعات الشركسية العمل لشن حملة تدعو الى الغاء الاولمبياد الشتوية المزمع اقامتها في مدينة سوتشي عام 2014 باعتبارها الموقع الذي تعرض فيه الشراكسة لاكبر عمليات الابادة الجماعية قبل طرد من تبقى منهم الى الدولة العثمانية. في ذات الوقت يشير الشراكسة الى ان موسكو سوف تستفيد ايضاً في حال موافقتها، تماماً كما استفادت من موافقتها على عودة شراكسة كوسوفو في عام 1999 رغم ان نصفهم عاد ادراجه، ومن ناحية اخرى يرى الشراكسة ان عودتهم الى وطنهم سوف يساعد على تعويض فشل جهود موسكو في جذب العرقية السلافية التي تسعى من خلال اقناعهم للعودة الى روسيا الى التغلب على مشاكلها الديموغرافية المتزايدة. على اقل تقدير يقول السيد يحي ستاش رئيس منظمة بيت العائدين في مايكوب” ان على موسكو ان تسمح للشراكسة الذين عادوا واصبحت اعدادهم تتزايد ان يسجلوا اماكن اقامتهم دون صعوبة عكس ماهو متّبعا الآن”.

في يوم السبت الموافق 1/8/2009 يوم العائدين في مايكوب تحدث الشراكسة عن ثلاث اسباب تجعل موسكو غير مرحبة بفكرة عودة الشراكسة بل انها قد تتخذ حزمة من الاجراءات للحد من تحركات حكومة الجمهورية في هذا المجال وذلك لخوف موسكو من ان تفقد السيطرة على مجال اخر من مجالات الحياة في القفقاس السبب الاول ان الاحتفال في يوم العائدين كالذي حدث في الاول من اب الجاري سوف يجذب الانتباه نحو القضية الشركسية وماساتها الممتدة منذ 150 عاماً وسوف يؤدي عودة الشراكسة في المهجر الى تتضافر الجهود الشركسية الداخلية والخارجية لمحاسبة المسئول عن هذه الجريمة التي ارتكبت بحقهم هذه السنة الاحتفال تم احياءه في ساحة المتحف الوطني في مايكوب ولوحظ القيام باشياء غير اعتيادية كما قال احد الصحفيين حيث غصت الساحة بباقات الزهور التي تحي ذكرى ضحايا الحرب القفقاسية وهي الحرب التي قاتل الشراكسة فيها الروس لمدة تزيد عن قرن من الزمان في الواقع ، المتكلمون ركزوا على موضوع الحرب ، وما قد يكون الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة للحكومة المركزية الروسية ، ان المتحدثين كانوا من الناشطين ومن المسؤولين الرسميين اضافة الى اعتبار ذلك اليوم عطلة رسمية في الجمهورية  السبب الثاني يكمن في ان عودة الشراكسة سوف يهدد التوزيع العرقي في منطقة شمال القفقاس وقد يكون خطاب السيد ارامبي حابي رئيس الاديغة خاسة عندما تحدث على ان العودة يجب الا تنحصر في الجمهوريات الشركسية الثلاث بل يجب ان تشمل كل المناطق الشركسية التي هجروا منها.  وفي حالة عودة اعداد من الشراكسة الى اوطانهم الاصلية فان هذا الامر سوف يدمر ما قام به ستالين من توزيع وبعثرة للشراكسة على مواقع ومناطق محددة بغية السيطرة عليهم وصهرهم واحتلال مناطقهم من قبل الآخرين السبب الثالث  يقوم على فكرة ان في حالة عودة الشراكسة الى ارضهم سوف يعملون على طرد ابناء العرقيات الاخرين وهذا ما لوحظ في كلمة السيد حابي الذي اشار ان العديد من ابناء العرقيات الاخرى تعيش في بلادنا بينما يعيش الشراكسة اصحاب الارض في الخارج.

ـــــــــــــــــــــــــــــ……

ملاحظة المترجم: ان الازمات والمواجهات السابقة اثبتت ان موسكو لا تراعي المصالح الشركسية الا في حالة تشكيل ضغط عليها اي ان ببمارسة الضغوطات من قبل المنظمات الشركسية تجبر موسكو على الالتفات الى الحقوق الشركسية سواء كانت هذه الضغوطات كبيرة او صغيرة ومهما كان نوعها فانها غالباً ما تربك السلطات الروسية وتجعلها في حالة هستيرية وبالتالي تكشف حقيقة سياستها حيال الشراكسة، ان سياسة الضغط على موسكو مهما كان نوعه او شكله ومحاولة استباقها بخطوة وجعلها دوماً في موقع المتلقي تعتبر السياسة الامثل لجعلها تراعي المصالح والحقوق الشركسية.

 

Share Button

أضم صوتي لأبخازيا لفاطمة تليسوفا

أضم صوتي لأبخازيا 
فاطمة تليسوفا

تتصدّر جورجيا الصفحات الاولى في الصحف وشؤون الأخبار مرة أخرى بعد مرور سنة على الحرب القصيرة ولكن العنيفة في آب / أغسطس الماضي. هناك أطنان من التحليلات في وسائل

الإعلام في مختلف أنحاء العالم ولكني أعتقد أن صوتي يستحق بأن يسمع باعتبار أني كنت قد ولدت في منطقة القوقاز،  وقدمت التقارير الإخبارية من المنطقة لمدة 12 عاما لوسائل إعلام غربية.

سوف لن أعطي أي تحليلات أو خبرات. لكن فقط عندي مجموعة من أسئلة “هل تعلم؟” و”لماذا؟” أود توجيهها للناس الذين يتخذون القرارات.

 

إن أسئلة “هل تعلم؟” بسيطة جدا ولكن أعتقد بأنّه يجب الإجابة عليها.

بالتّالي، هل علمتم أن الأبخاز الأصليّين يكوّنون فقط 30 ٪ من سكان أبخازيا؟

هل تعلمون أن نسبة ال 70 ٪ المتبقين هم بالتساوي بين اليهود والأرمن؟

هل تعلمون أن إحصاءا لعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مطلع التسعينيات من أجل حرية أبخازيا ضد جورجيا يبين بانه مماثل للصورة العرقية المذكورة؟

اذا ذهبتم الى العاصمة الأبخازية سوخومي وبحثتم عن النصب التذكاري لأبطال الاستقلال، فسوف تفاجؤن كم عدد الأسماء الأرمنيّة واليهودية المنقوشة على الحجر التّذكاري.

هل تعلم كيف أصبح الأبخازيون أقلّيّة عرقية على أرض وطنهم؟

هل تعلون أن الأبخازيين قاتلوا ضد الغزو الروسي لأكثر من 150عاما مع أقاربهم الشّركس؟

 

إبحثوا عن الإجابات  في أرشيفات روسيا القيصرية. ستجدون وصفا تفصيليا لأبشع الفظائع الجماعية والتطهير العرقي التي يدعوها الباحثين المعاصرين بالإبادة الجماعية.

هل تعلمون أن 99 ٪ من الأبخاز ذبحوا أو رحّلوا إلى تركيا العثمانية في نهاية القرن التّاسع عشر؟ حيث كانت جورجيا في ذلك الوقت حليفا لروسيا وكانت الأراضي الجورجية هي التي استعملتها القوات العسكريّة الروسية لمهاجمة أبخازيا.

هل علمتم أن أبخازيا أصبحت جزءا من جورجيا باعتبارها هدية الى الوطن من جوزيف ستالين، ذوالعرقية الجورجية وأبشع ديكتاتور في عصر الاتحاد السوفياتي؟ بهذه البساطة.

هل علمتم أن 100 ٪ من سكان أبخازيا أجابوا “بالنفي” على سؤال بشأن إمكانية الإتحاد مع روسيا؟ مما يجعل من الواضح أن أبخازيا لن تقبل مطلقا بأن تكون روسيا أقرب من كونها حليفا غير مرغوب فيه. وإذا حاولت روسيا السيطرة على أبخازيا فإن شعبها سيكون في قتال على جبهتين. قتال ميؤوس منه ولكن من المؤكد أنه سيكون من أجل الحق في العيش بحرّيّة. إنّه خطأ الغرب أن شعب  أبخازيا لا يملك أي خيارات أخرى عدا أن يكون حليفا روسيّا.

وهنا يأتي أول سؤال من أسئلتي المستهلّة ب “لماذا”: إذا كان اليهود والأرمن سعيدين مع السلطات الجورجية، فلماذا اختاروا الكفاح من أجل أبخازيا بدلا من إختيار الجانب الجورجي؟ لماذا لم يسأل أحد في  الغرب سؤالا بسيطا: ماذا لو أن هناك خللا ما في السياسات العرقيّة الجورجيّة؟

ماذا لدينا الآن؟ ثلاث أمم مرت  بتجربة الإبادة الجماعية تكافح معا من أجل حقّها للعيش بحرية ضد المعتدي الذي من الغريب بأنّه مدعوم من قبل الدول الغربية، والذي يدّعي أنّه الأنموذج الذي يقتدى لمبادئ الأخلاق في العالم.

ودعم جورجيا هو واجب أي دولة ديمقراطية، لأنه… وهنا لديكم قائمة طويلة وهي أكثر من كافية لتبرير أي عمل نيابة عن جورجيا، وحتى الحرب.

ولكن، أين هي مبادئ العالم الإنسانيّة؟ فما نصيب الغرب مع الدول التي تمارس العنف الوحشي ضد الأمم الصغيرة؟ المصالح الجيوسياسية؟ هل ستبقى المصالح الجيوسياسية مقبرة للمبادئ الأخلاقية في العالم المتغيّر؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهذه “لماذا” الأخيرة وهي شخصيّة جدّا: لماذا ينبغي علي أنا، المواطنة من كوكب الأرض أن أستمر بالإيمان في شرعية المؤسسات العالميّة؟

 

فاطمة تليسوفا

6 أب / أغسطس 2009

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

ترجمة: أخبار شركيسيا

 

 

Share Button

الاديغة خاسة في مايكوب تستعد لاقامة ايام للثقافة الشركسية في تركيا

21May-Ist-3

عقد اجتماع موسع في 31 تموز 2009 للمكتب التنفيذي للأديغة الخاسه(الجمعية الشركسية) في جمهورية الأديغي, حيث تم مناقشة موضوع مؤتمر الأديغة خاسه حول اقامة أيام ثقافية للجمهورية الأديغي في تركيا في عام 2010. وقدمت الأديغة خاسه برنامج النشاطات الى الجهات المعنية في جمهورية الأديغي للتصديق عليه.

هذا ويتضمن البرنامج الثقافي النشاطات والفعاليات التالية:

1- معرضاً لمقتنيات المتحف الوطني لجمهورية الأديغي بعنوان “أديغيا منذ العصور القديمة حتى أيامنا هذه و مراحل التطوير”.

2- معرضاً لرسامي جمهورية الأديغي و لفناني الغرافيك والنحت .

3- معرضاً للأدب القومي, وستقام طاولة مستديرة بمشاركة أعضاء اتحاد كتاب جمهورية الأديغي للتدارس مجموعة من القضايا الادبية والثقافية.

4- محاضرة أكاديمية في الجامعات التركية حول التاريخ الشركسي.

5- محاضرات(المعلمين المهرة) في المدارس الابتدائية و المتوسطة التركية و في المراكز الثقافية الشركسية للمهاجرين و اختيار أفضل مدرسي جمهورية الأديغية بالمواد التالية: تاريخ الأديغي, اللغة والأدب الأديغي, الثقافة الأديغية.

6- حضور فناني المسرح القومي, و فرقة الرقص الشعبية الأكاديمية للأديغي (نالمس), وفرقة الغناء الشعبي للأديغي (اسلامي), و ابداعات الاطفال في جمهورية الأديغي.

7- حضور رؤساء المعاهد الدراسية العليا و المعاهد الأخصائية المتوسطة لجمهورية الأديغي.

8- حضور رؤساء المشاريع الاستثمارية في جمهورية الأديغي.

وينتظر موافقة حكومة الاديغي على برنامج النشاطات هذا و بعد تصديقها عليه سيتم تقديمه الى الفرع الفيدرالي الخاص بشؤون تعاون الجمهوريات المستقلة و المواطنين الذين يقيمون في الخارج والى مجلس التعاون الدولي الانساني من أجل الموافقة على الناحية التنظيمية و المالية للبرنامج .ويتساءل هل تحتاج جمهورية لها كيانها كما يدعى وعضو كامل في الفدرالية الروسية الى كل الاجراءات البيرقراطية التي ذكرت من اجل القيام بنشاط ثقافي خارج البلاد؟!

Share Button

يوم العائدين في مايكوب

3aug

بتاريخ الاول من اب الجاري تم الاحتفال بيوم العائدين في ساحة المتحف الوطني في عاصمة جمهورية الاديغية مايكوب وبحضور اكثر من ثلاثة الاف شخص غصت بهم ساحة المتحف الخارجية بالاضافة الى اعداد ضخمة اخرى لم تتمكن من حضور فعاليات الاحتفال في ساحة المتحف وتابعوا الفعاليات من خلال الشاشات العرض الضخمة التي عرضت على احد الاسوار الجانبية للمتحف، مراسيم الاحتفالات تميزت هذه السنة بوجود اعداد ضخمة  من باقات الورود والزهور التي وضعت تخليداّ لذكرى ضحايا الحروب الروسية/ الشركسية، وسط حضور شعبي ورسمي كثيف خاصة وان يوم العائدين يعتبر عطلة رسمية في الجمهورية، ابرز الشخصيات الرسمية التي حضرت كان رئيس وزراء الجمهورية السيد مراد كومبيلوف (والذي كان قد احتجز قبل اسابيع من قبل حراس المحميات الطبيعية الروسية بسبب اسمه الشركسي)والناطق الرسمي باسم البرلمان السيد فيشسلاف سابييف، حيث اشاروا الى ما يمثله هذا اليوم من رمزية بالنسبة للشعب الشركسي وان عملية العودة للمهاجرين الشراكسة اعتبرت فريدة ورائدة من نوعها، وتحدثوا عن ما تم تقديمه الى العائدين من متابعة للشؤونهم وغيرها، ووعدوا بان حكومة الجمهورية ستقوم بتقديم المزيد من الدعم للعائدين في المستقبل اول رئيس لجمهورية الاديغية السابق السيد اصلان جاريموف كان حاضراً للاحتفال والقى كلمة استعرض فيها عودة شراكسة كوسوفو الى ارض الوطن الام ابان فترة رئاسته مشيراً الى ان هذا الامر ما كان ليتم لولا دعم الحكومة الفدرالية الروسية للموضوع، وان روسيا قد دعمت من حضورها على الساحة الدولية واكتسبت تقدير واحترام دول العالم لقيامها بهذا العمل، خاصة ان قرار عودة شراكسة كوسوفو كان قد دعم من نفس أولئك الذين قاموا بطردهم وتهجيرهم سابقاً من ارضهم،اما السيد رئيس الخاسة في جمهورية الاديغية(الجمعية الشركسية) ارامبي حابي فقد ذكر في كلمته التي القاها انه رغم ما تحمله هذه المناسبة من تفاؤل الا انه في الاديغية العديد من الاجانب الذين اتوا من اوطانهم لانهم يعيشون في الاديغية حياة افضل من وطنهم الاصلي، وان على الاديغية (الشراكسة)العودة الى وطنهم الام وان السؤال المتعلق بعودة الشراكسة يجب ان لا يقتصر على جمهورية او اكثر بل على العديد من المناطق التي هجروا وطردوا منها، متمنياً الاسراع في تنشيط والعمل على موضوع العودة والاسراع في ارجاعهم الى جمهورية واحدة. رئيس المنظمة المدنية المسمى(بيت العائدين) السيد يحي ستاش وفي كلمته اشار الى ان هذه السنة وبشكل خاص فانه تم تسجيل حوالي(40) عائداً من الشراكسة وتقدموا بطلب الحصول على الجنسية الروسية وقدمت ارواقهم للغاية اعلاه، وان يتوقع ان يتم استقبال 50 شخص من شراكسة المهجر التركي و20من شراكسة المهجر السوري في المستقبل القريب.وان ليس هناك اي مشاكل في التسجيل لكن المشكلة تكمن في مكان الاقامة حيث ان معظم العائدين يتم توجيهم الى المناطق التي اعدت بشكل طارئ لاستقبال شراكسة كوسوفو وان هذه المناطق قد امتلئت ابنيتها وبالتالي فان هذا الامر يشكل عائقاً كبيراً ولذلك فقد دعا السلطات الرسمية الى ضرورة النتحرك وايجاد قرى ومساكن جديدة للعائدين على غرار قرية ماف حابلة التي اقيمت لاستقبال العائدين من كوسوفو والتي اغلقت قدرتها الاستيعابية  ،وحضر الاحتفال ممثلين عن المنظمات المدنية الاخرى من تتار وارمن واكراد وغنت بعض الاغاني التترية والروسية واستمر الاحتفال حتى منتصف الليل.

ان اهم ما لوحظ في الاحتفال هو قيام السلطة الروسية بمحاولة تشويه معناه عندما اعتبرت الاجانب المقيميين في الجمهورية من العائدين ايضاً في مشهد ليس غريب على السلطات الروسية التي تعمل جاهدة على تشويه وتزوير تاريخ المنطقة الشركسية فقامت بدعوى الاجانب من اكراد وارمن وغيرهم للمشاركة في الاحتفال وذلك في محاولة لاعطاء صورة غير صحيحة عن هذا اليوم الذي يعنى بالعائدين الشراكسة فقط لا غير، الا ان التصدي الشركسي لهذا الامر كان ملفتاً للنظر ، فتم تكثيف الحضور الشركسي ليكون بالالاف للتأكيد على اهمية هذا اليوم الرمزية للشعب الشركسي وان هذا الاحتفال هو من اجل العائدين الشراكسة فقط، وتم الربط ما بينه وبين الحرب الروسية الشركسية فوضعت الاف باقات الزهور على ارواح الشهداء الشراكسة امام المتحف الوطني والذي اختير عن قصد للاحتفال في ساحته، وذلك من اجل التاكيد على ان ماساة المهجرين والعائدين السبب فيها الغزو والاحتلال الروسي ل” لشركيسيا” وهو امر لم يكن يشار اليه سابقاً، وعملت المنظمات الشركسية على حصر الكلمات الملقاة من قبل الشخصيات الشركسية فقط وتم حضور الاحتفال من قبل العديد من الشخصيات الرسمية من قبل حكومة الجمهورية وذلك لمنح الاحتفال  الصبغة الشعبية والرسمية لجميع الاوساط الشركسية وان ابناء الشعب الشركسي كلهم يقفون بخندق واحد داعم لفكرة العودة من قبل اشقائهم المهجرين، وقد تكون مضامين الكلمات التي القيت تعكس حقيقة توجهات المجتمع الشركسي ، السيد اصلان جاريموف رئيس الجمهورية السابق تحدث عن موضوع العودة بحنكة سياسية مميزة، فلقد اثنى على التحرك الروسي اثناء ازمة شراكسة كوسوفو الا انه اشار الى الفوائد الجمة التي حصلت عليها موسكو في المقابل ، فلقد حظيت وقتها باحترام وتقدير دولي واسع سواء من الغرب او الشرق،وهو امر تلهث وراءه حالياُ، موضوع اخر لفت اليه الانتباه السيد جاريموف ولكن بصورة ذكية عندما ذكر بشكل غير مباشر ان ما قمت به موسكو في قضية شراكسة كوسوفو هو اقل ما يمكن عمله من قبل من قام بتهجير وطرد الشراكسة الى خارج وطنهم الام اصلاً في اشارة واضحة الى ان الروس عليهم تحمل مسئولية ما اقترفته ايديهم بحق الشراكسة وانهم الجهة المعنية الاولى في العمل لايجاد حل للقضية الشركسية، اما كلمة السيد ارامبي حابي فقد اعادت التذكير بمشروع شركيسيا الكبرى بعد ان تعرض لانتقادات واسعة لعدم ذكر الموضوع في مؤتمر الخاسة الاخير، الا ان السيد حابي اشار وبكل وضوح الى رغبة الشراكسة في اعادة اشقائهم من المهجر وبناء دولة شركسية موحدة، كل هذه التحركات الشركسية في يوم العائدين تعكس حقيقة المطالب الشركسية التي تصر على اعادة شركيسيا الى الحياة واعادة الشراكسة المهجرين والعمل من اجل ذلك، في ظل السياسات الروسية العقيمة للتفتيت الارادة الشركسية وتحطيم القومية الشركسية بتزوير التاريخ الشركسي  بكافة الطرق والتضييق على الشراكسة قدر الامكان لخنق احلامهم وطموحاتهم ، ولو وجد انسان عاقل ومتزن واحد من اصحاب القرار الروس، للاحظ على الفور استحالة تحقيق الانتصار التام على القومية الشركسية ، تلك القومية التي ما تزال رغم مرور 144 عاماً على ماساتها ما تزال تنبض بالحياة وخير دليل على ذلك سعي ابناءها رغم قلة حيلتهم وهوانهم ان يعيدوا شركيسيا للحياة مجدداً، لقد كان الاحتفال بيوم العائدين هذه السنة مميزاً للغاية لاته شكل فرصة للشراكسة للتعبير عن تتطلعاتهم واحلامهم وحاز على تغطية اعلامية واهتمام كبير سواء من الشراكسة او غيرهم، وقد تكون المقالات الاجنبية العديدة التي نشرت حول هذا اليوم وابرزها مقال السيد بول جوبل على موقع نافذة على اوراسيا خير دليل على تمييز هذا السنة عن سابقاتها.

 

أخبار شركيسيا

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات