إنتهاكات جسيمة شهدتها إنتخابات رئاسةالجمعيّة الشّركسيّة العالميّة
خلال المؤتمر الثّامن، الّذي عقد في 3 أكتوبر / تشرين الأوّل الحالي في مبنى الأوركسترا في عاصمة جمهوريّة الأديغيه مايكوب، كشف عن وجود الكثير من المعضلات الداخلية في أوساط المجتمع الشركسي، والذي على مدى السنوات ال 10 الماضية، لم يكن هناك أحد يريد لها الحل. ويدرك الشباب الشركسي بأنه من دون مشاركة نشطة في القضايا الوطنية فإنّه لن يتم التّمكّن من حلّها. وبالتالي، وبمبادرة من مجموعة من الشبان القوميّين نظّم أول منتدى للشّباب الشّركسي في عموم روسيا، وأثناء مناقشة المشاكل الرئيسية للشعب الشركسي كان هناك شبه إجماع بأنّ عمل المنظّمات القائمة في المجتمع الشركسي غير مرضي، وخاصة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، حيث طالب المنتدى حل المشاكل الرئيسية للشعب. وعليه فقد تقرر أن يطلب من المؤتمر إصلاحات قاموا باقتراحها.
دأبت السياسة الرسمية لدى السّلطات الرّوسيّة في السنوات الأخيرة، على المضي باتجاه تجديد العاملين بالتنظيمات العامّة والمؤسّسات السياسية. كالتعديلات الأخيرة على الحد الأدنى لعمر الأعضاء في البرلمان والوكالات الحكومية الأخرى. وقد أعلن الرئيس الروسي ميدفيديف سنة 2009 “سنة الشّباب”. الديمقراطية في الدولة الروسية، وظهور مؤسسات جديدة للمجتمع المدني يكمن في المشاركة النشطة من جانب الشباب. لذلك تقرّر إعداد الشباب للمشاركة في المؤتمر وكذلك إبداء الإستعداد لإعداد الشباب للمشاركة فيه وتقديم المزيد من التعاون مع هذه المنظمة، لكن قوبل كل ذلك بتردّد ورفض الّلجنة التّنفيذيّة للجمعيّة الشركسية العالمية وذلك بعدم تقديم بطاقات دعوة للشباب لحضور ما جرى في جلسات المؤتمر، وكذلك باستعمال لغة عدوانية وتهكّميّة نحوهم، وعرقلة مقترحات الشباب في اجتماع اللجنة التنفيذية للمؤتمر في الثّاني من أكتوبر / تشرين الأوّل، وقام أعضاء الجمعيّة القدامى (ما يدعى بالحرس القديم) بالتّوجّس من خطورة إشراك الشّباب وأبدوا إعتقادهم بأن الأعضاء القدامى هم الوحيدين الذين يمكنهم اتخاذ القرارات، وينبغي على الشباب متابعتها فقط.
رد الشباب على محاولات تهميشهم حيث أعلن زامير شوخوف وهو أحد المشاركين في منتدى الشّباب الشّركس عن “الشّعور بالصّدمة”، واعتبر هذه التصرفات بمثابة تباعد بين الأجيال، حيث أنّهم “لم يتوقّعوا أن يواجهوا جدارا من المعارضة” على حد قولهم. وبعد المؤتمر، استعرض مندوبين من الشباب التطورات الأخيرة. حيث زاد الشباب بالقول “خلال المؤتمر ونحن على مستوى الشعور بأنّه يساء فهم ما يحدث، وقراءة النظام الأساسي للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، يجعلنا نلاحظ إنتهاكات هذا النّظام”.
ومن الأمثلة الّتي سيقت:
أولا: منع الشباب من حضور الجلسة الثانية (جلسة الانتخابات) في المؤتمر. الفقرة 5.2 من النظام الأساسي تنص على ما يلي: “… في المؤتمر يمكن أن يشاركوا في الصفة الاستشارية مع ممثلي الوكالات الحكومية المسؤولة عن الإشراف على تطبيق القانون، لدى الحكومات المحلية والمؤسّسات الثقافية والتربوية والعلمية والاقتصادية وغيرها من المنظمات”. ممثلو ثماني منظمات للشباب كانوا من ضمن وفد الشّباب ولهم كل الحق في أن يكونوا حاضرين أثناء الانتخابات. وكان حظر الحضور قد فرض بصورة غير مشروعة.
ثانيا: وحده ك. جميخوف رفض اقتراح العديد من شباب الخاسة، وهو ليس لديه سلطة لفعل ذلك. والنظام الأساسي بشأن جميع المقترحات بأنّه يجب أن تمر عبر المجلس، ويعاد النظر بها من قبل المؤتمر.
ثالثا: من خلال عرض شريط فيديو للتصويت الّذي حصل، لاحظنا أن الناس الذين ليسوا في قائمة المندوبين قاموا بالتّصويت. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب غياب البعض، قام آخرون بالتّصويت نيابة عنهم، وهذا بحد ذاته يشكل إنتهاكا مباشرا للدستور والقانون.
رابعا: مندوب الأديجه خاسة في جمهوريّة قراشاي / شركيسك تيمور جوجو، عبّر عن رأي جميع الشّباب، وذلك بترشيح إبراهيم يغن للرّئاسة، قام ك. جميخوف بعرقلة التصويت على هذه المسألة، مستشهدا بحقيقة أنّ يغنوف ليس مندوبا لدى المؤتمر، رغم أنّه لا يوجد بند في النظام الأساسي يتضمن أية قيود من هذا القبيل. البند 5.10 من النّظام الأساسي ينص على ما يلي: “ويتم انتخاب الرئيس من قبل المؤتمر لفترة 3 سنوات ويجوز اعادة انتخابه مرارا وتكرارا. هذه الفقرة لا تعني ضمنا أن المرشح للرئاسة يجب أن يكون مندوبا للمؤتمر. ومثل هذا التعديل للنّظام الأساسي لن يقدّم إلا في عام 2010.
بشكل منتظم، والقائمين على إدارة الجمعية الشركسية العالمية، يعملون على استخدام أقدميتهم، حيث تلقّوا الشتائم والإهانات من قبل الشباب من خلال بياناتهم (العلنيّة والخفية)، في اشارة الى قانون الخابزة التّاريخي: “إن الكبار دائما على حق”. ادعوهم يقرروا – هل هم سوف يعيشون ويعملون في الخابزة، أم أنهم سوف يعيشون ويعملون وفقا للميثاق. أنّ قانون الخابزة لا يحمي أولئك الذين لا يعيشون وفقا له، وليس فقط عندما يحلو لهم ذلك، للإشارة إلى التقدم في السّن وإلى تشويه سمعة الشّباب. لا يتم احترام كبار السّن للسنوات الّتي انقضت، ولكن للحكمة المكتسبة خلال هذا الوقت. منذ العصور القديمة اتّبعها الشركس — الذي لا يستطيع الحفاظ على سيفه في يده، وتربعه على حصانه، يحضر إلى الخاسة طواعية ليتحمّل مسؤوليات مكدسة. الحكماء، عندما يبلغون سن الشيخوخة، يحين الوقت للتّبديل والتقاعد. من هؤلاء الكبار، فنحن دائما نذهب للحصول على المشورة. واليوم ان تركوا مكانهم في الخاسة للأصغر سنا والأنشط، فإنّ البعض على استعداد للمضي قدما للأمام.
سمعت تقارير تفيد بأن بعض الزعماء يصفون شبابنا كما لو أنّهم حفنة من المتطرّفين، والتي قررت الإستيلاء على زمام الأمور في الجمعيّة الشركسيّة العالميّة بقوّة السّلاح. هذه السّمة الوطنيّة في الشباب أدت إلى أن نصبح المهمة الرئيسية لعشرات من أعضاء الخدمات الخاصة (إف إس بي) لرصدنا. يبدو أن الخيار الوحيد هو عدم إعطاء الشباب الفرصة للتّطوّر — الإتهام بالراديكالية والتطرف، والتي تستخدام في كل فرصة سانحة.
نرى أنه من واجبنا إطلاع الجمهور على أن انتخاب رئيس الجمعية الشركسية العالمية والمؤتمر نفسه كانا انتهاكات خطيرة للدستور والقانون. أولئك الذين يخدعوا شعبهم ليسوا جديرين بالإحترام. الوقت وحده سيبين ما إذا كنا على حق في تقييماتنا”.
المصدر: Пресс служба ОД «Хасэ»
المكتب الصحفي لإدارة العمليات في الخاسة
أخبار شركيسيا