نافذة على أوراسيا : موسكو تعتمد استراتيجية جديدة لإضعاف جمهوريات شمال القوقاز
بول غوبل
ستاونتون، 31 أكتوبر/تشرين الأوّل – دعى المفوّض الرّئاسي لمنطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة الكسندر خلوبونين لتشكيل “تكتّل منيرالني فودي” الضّريبي الخاص الّذي لا يتألف من الرّعايا الاتحاديين جميعهم، بل فقط أجزاء من قباردينو بلقاريا والقراشاي – شركيسيا ومقاطعة ستافروبول.
من ناحية، فإنّ هذا الترتيب والّذي سيشمل فقط أجزاء من الرعايا الإتّحاديّين الثلاثة سيكون له تأثير أبعد من ذلك في الحد من صلاحيات الرؤساء الإقليميين الذين سوف يفقدون جزءا من سلطتهم نتيجة للتّطوّرات المباشرة في جزء كبير من أراضي جمهورياتهم أو منطقتهم.
ومن ناحية أخرى، سوف تزيد من غضب الناس في ستافروبول الذين يسعون لنقل مقاطعتهم من شمال القوقاز إلى المنطقة الفيدرالية الجنوبية، لكن سيكون لديهم الآن ثلاث مناطق وثماني مدن في مقاطعتهم، بما في ذلك بياتيغورسك وإسنتوكي، وفي ذلك إرتباط أشد لما كان عليه في السابق http://rian.ru/economy/20101029/290644987.html
وخلال حضورة لندوة يوم الجمعة في بياتيغورسك لرؤساء الهيئات البلدية، تحدّث خلوبونين قائلا بأنه “من الضروري جعل منطقة مينيرالني فودي القوقازيّة منطقة اقتصادية خاصة” مع ترتيباتها وفوائدها وأفضلياتها الضريبية الخاصة بها، مضيفا ان “خطة تطوير التّكتّل هو [حاليا] في مرحلة التّطوير.
المفوض الرئاسي في نقاشه أبدى توقّعه بأن يكون قادرا على تمرير مثل هذا البرنامج على المستوى الاتحادي وجعله “واحدا من المشاريع المهمة لاستراتيجية التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة شمال القوقاز الاتحادية”، إشارة إلى أن فكرة المناطق الضريبية عبر الحدود، يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من تلك الدائرة الإتحادية.
وأضاف خلوبونين حسبما ذكرت “نوفوستي” بأن “الاستراتيجية يجب أن تأخذ في عين الإعتبار جميع السمات الخاصة في المنطقة، بما في ذلك النقل اللوجستي، والسياسات الجمركية، ومعايير جودة خدمات المصحات والمنتجعات”، وذلك في إشارة إلى أن موسكو قد تكون تضغط من أجل هذا المشروع كجزء من خططها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في عام 2014.
ومهما يكن ذلك، فإنّ هذا الاقتراح، وهو نوع من الإبداع الإداري حمل العديد في موسكو على الإعتقاد بأن خلوبونين كان قد اختير لطرحه وفيما بعد تنفيذه، مع التأكد بأن ذلك سيثير ردود فعل سلبية ليس فقط بين حكومات هؤلاء الرّعايا الاتّحاديين، ولكن أيضا بين السكان هناك.
بالنسبة لكثير من غير الروس، فإنّ هذه الخطوة تبدو وكأنها نوع من الاندماج السري لجمهورياتهم مع المناطق الرّوسيّة، وهو ما أعلنوا بوضوح بأنهم يعارضونه. وبالنسبة لسكان ستافروبول الذين قدّموا التماسا إلى موسكو لتحويل مقاطعتهم إلى المنطقة الفيدرالية الجنوبية، سيتم النظر إلى هذه الخطوة بأنّها إجابة موسكو السلبيّة على طلبهم.
وبسبب المقاومة شبه المؤكّدة، فإنّ هذه الخطة، وعلى الرغم من أنها جذبت انتباه وسائل الإعلام في موسكو، قد لا توضع موضع التنفيذ، وإنما هو مقياس لكلا ما طرحه خلوبونين حول بعض الوسائل لكسب السيطرة لمنطقته وكذلك عن مخاوف موسكو بشأن التحضير لدورة ألعاب سوتشي حيث أن فكرة مثيرة للجدل كهذه يتم تداولها الآن.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز