نافذة على أوراسيا: المهتدون مؤخّراً والعائدون إلى الإسلام في روسيا ينخرطون في الفرق المتطرّفة، يقول الخبراء
بول غوبل
فيينا، 2 فبراير/شباط — نظرا للتأثير المستمر للسّياسات السوفياتية المعادية للدين، فإن كثيرا من هؤلاء الّذين يهتدون إلى الإسلام أو يعودون إلى عقيدة آبائهم ينخرطون في الفرق المتطرفة التي تستخدم الدين كغطاء لأهداف سياسية أو للإرهاب بدلا من أن يصبحون أتباعا “للإسلام التقليدي”، وفقا لمستشار لاتحاد المفتين في روسيا (SMR).
وفي تعليق إذاعي لخدمة الأخبار الرّوسيّة، يقول فياتشيسلاف بولوسين (Vyacheslav Polosin) ان معظم هؤلاء المعتنقون الجدد للإسلام أو العائدون إليه تنقصهم “معرفة أولية بدينهم”، نتيجة إلى “70 عاما من إلحاد الدولة”، وبالتالي فقد تحولت رؤوسهم بتأثير أولئك الذين يتعاملون في شعارات سطحية
(http://www.interfax-religion.ru/islam/?act=news&div=39337).
هؤلاء الناس هم على استعداد “ليقودوا أنفسهم إلى اقبية الظلام” حيث يخبرهم المدربين الجدد بأن “الأمور الأكثر تطرفا” هي جوهر الإسلام، وهذا النوع من التأكيد الذي يجعل جهلهم يمنعهم من أن يكونوا في وضع يتيح لهم الرفض أو الإعتراض على الأقل.
ما يطلق عليه المسيحيين الارثوذكس جذب المؤمنين للكنيسة (“the churchification”)، فإن عملية جلب المؤمنين إلى رعية معينة هي شيء والتي “لسوء الحظ”، يقول بولوسين، لا يوجد تجانس للإسلام في الفيدرالية الروسية. هكذا ترتيبات وجدت قبل عام 1917، لكن تم هدمها من قبل السوفيات و”لم يتم استعادتها”.
ونتيجة لذلك، فإن مستشار إتّحاد المفتين في روسيا يقول: “جزء من الشباب [الذين يتحولون إلى الإسلام في روسيا] يقعون تحت تأثير معلمين مسلمين غير عاديين وليس من الإسلام التقليدي، بل من الفرق أو الطوائف التي هي على استعداد للاستفادة من الدين وللقيام بمهام إرهابية”.
وظهر على نفس البث الإذاعي رومان سيلانتييف (Roman Silantyev)، وهو متخصص روسي بارز عن الإسلام وتربطه علاقات وثيقة ببطريركية موسكو، وهو الذي أساء كثيرا إلى قادة مسلمين من خلال انتقاده لهم ولأنشطتهم. وقال ان بوليسين يتفق معه تماما بشأن هذه النقطة.
وقال ان “الناس الذين ارتضوا الإسلام لأسباب عقائدية في الأغلبيّة الساحقة من الحالات يخوضون في قطاعات التي هي في معظمها إرهابية أو متطرفة”، قال سيلانتييف. وأضاف ان بياناته تبين أنه ليس أكثر 6000 من المسلمين الّذين هم من الإثنية الروسية في الفيدراليّة الرّوسيّة، وأن 70 في المائة من هؤلاء هم من النساء اللواتي تزوجن من رجال مسلمين.
إن ال 1800 حالة إعتناق للإسلام أخرى للّذين هم من أصل روسي لأسباب عقائديّة، وشارك العديد منهم في أعمال إرهابية وإجرامية. وذلك النمط ليس هو الحال بالنسبة لذوي الأصول الإسلاميّة الذين يعودون إلى الإسلام، كما قال، مشيرا الى ان “التتار الذين يبلغ عددهم أربعة ملايين أعطوا الإرهابيين والمتطرفين أقل بكثير من المسلمين ذوي الأصول العرقية الروسية”.
“اذا سألنا المسلمين من العرقيّة الرّوسيّة حول المنظمات التي هي جزء والإتجاه الموجّهة لها هذه المنظمات”، قال سيلانتييف”، ثم نجد أنه في الممارسة العملية يكاد أنه لا يوجد معتنق للإسلام التقليدي من بينهم: إن ذلك نوع من التطرف والإرهاب الطّائفي، الطوائف الشيعيّة المنشأ”، وغيرها مثل الأحمدية والبهائية.
مشارك ثالث في الإذاعة، “فاسيلي ديريفيانكين (Vasily Derevyankin)، رئيس المنظمة الإسلاميّة الدينية “الدّرب المباشر”، لاحظ ان “الغالبية من المسلمين الجدد من العرقيّة الروسية يأتون إلى الإسلام، ليس من المسيحية — “مثل هؤلاء النّاس الّذين يمكن عدّهم على أصابع اليد الواحدة”– ولكن بالأحرى من الإلحاد والوثنية والعلمانية أو”الّذين لهم نظرتهم الخاصة في التوحيد”.
دون الدخول في مسألة ما إذا كانت أرقام سيلانتييف دقيقة أم لا — الكثير من المسلمين والعلماء غير المسلمين يمكن أن يقولوا بأنهم متدنين للغاية — وهذا النقاش هو ملحوظ لثلاثة أسباب: الأول، يشير إلى أن موسكو لا تعتقد أن هناك العديد من المسلمين ذوي الأصول العرقية الروسية، لكن كثيرا ما تهاب حتّى القلّة الموجودة.
الثاني، هو تسلّط الضوء على السبل التي كان الإلحاد السوفياتي له التأثير لفتح الطريق أمام التطرف بين المسلمين، ليس فقط من خلال تدمير البنية التحتية الأساسية للمسجد ولكن أيضا من المستحيل بجعلها لثلاثة أجيال أو أكثر من الناس لتعلم حتى أساسيات العقيدة.
والثالث، إن إقتراح بولوسين الضمني بأن المسلمين سوف يستفيدون من نوعية “الجذب للكنيسة” “churchification” الّذي قد يعني أن الأرثوذكسية الروسية قد تعني ان موسكو قد تسعى لتعزيز هذه العملية بين المسلمين، ومحاولة من المحتمل أن يكون لها نتائج سلبية ليس فقط من ناحية مزيد من نزع شرعية التسلسل الهرمي الرسمي ولكن من خلال توجيه مزيد من المسلمين للإفلات من شباكها تماما.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز