إجتماع معهد العلاقات الدّوليّة لجامعة موسكو الحكوميّة (MGIMO) يسلط الضوء على المخاوف الروسية حول الحملة الشركسية ضد ألعاب سوتشي
نشر موقع “نافذة على أوراسيا” في موقعه على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 28 مارس/آذار 2011 مقالا للكاتب والمحلل السياسي بول غوبل بعنوان “إجتماع معهد العلاقات الدّوليّة لجامعة موسكو الحكوميّة (MGIMO) يسلط الضوء على المخاوف الروسية حول الحملة الشركسية ضد ألعاب سوتشي“، وجاء فيه:
ستاونتون، 28 مارس/آذار — على الرغم من أن ندوة مركز كارنيغي في موسكو قبل ثلاثة أسابيع خلصت بالقول للشركس: “لا تشكلوا تهديدا خطيرا لدورة الألعاب الأولمبية في سوتشي”، وهو مؤتمر عقد في الأسبوع الماضي في أكاديميّة التدريب التابعة لوزارة الخارجية الروسية حول نفس الموضوع ويشير إلى أن موسكو لا تزال أعصابها مشدودة للغاية في هذا الشأن.
غالبية من المشاركين في المؤتمر الذي عقد في 3 مارس/آذار في مركز كارنيجي في موسكو بعنوان “القضية الشركسية والأولمبياد في سوتشي” وخلص إلى أنه “في الوقت الراهن القضية الشركسية لا تمثل تهديدا خطيرا لدورة الالعاب الاولمبية في سوتشي”، مع أن البعض قال انه يمكن أن يصبح تهديداً (www.kavkaz-uzel.ru/articles/182443/).
وقد عقد هذا الاجتماع بسبب الجهود المتزايدة من قبل نشطاء الشركس ومؤيديهم في الولايات المتحدة وجورجيا وغيرها من البلدان على مدى السنوات القليلة الماضية من أجل تحويل مكان ألعاب العام 2014 لأن المنافسة ستجرى في موقع الإبادة الجماعية التي اقترفها الروس ضد الشراكسة في عام 1864.
مثل مؤتمر مركز كارنيجي، فإنّ معظم المحللين رفضوا هذا الجهد الشركسي ووصفوه بأنّه إزعاج لالتزام بوتين للألعاب والمال والوقت الذي استثمرته موسكو بالفعل في تحويل مدينة سوتشي في جنوب روسيا إلى موقع الأولمبياد الشتوي.
لكن البعض في موسكو قلقون بشكل واضح لأن الحملة الشركسية، جنبا إلى جنب مع الخطر الذي من الممكن أن يوقعه المتشددين من المناطق القريبة من شمال القوقاز، ويمكن أن يعطلوا الألعاب أو على الأقل أن يتسببوا في أن يقرر بعض المشاركين المحتملين عدم الحضور الى سوتشي في عام 2014.
يوم الخميس الماضي، قام معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدوليّة (MGIMO)، أكاديمية التدريب المرموقة التابعة لوزارة الخارجية الروسية، بعقد مؤتمر حول ‘القضيّة الشركسية’: ذاكرة تاريخية، خطاب تاريخي واستراتيجيات سياسية” للبحث في هذه المسألة مرة أخرى (www.kavkaz-uzel.ru/articles/182789/).
ان معظم المشاركين الذين كان من بينهم كبار العلماء من جميع أنحاء الفيدراليّة الرّوسيّة ركزوا على أحداث القرن التاسع عشر، ولكن كما ذكر موقع كفكاز أوزيل (Kavkaz-Uzel.ru)، فإن “اهتماما خاصا” قد نتج عن طريق عرض ألكسندر شيريفشنيكوف (Aleksandr Cherevishnikov)، وهو عالم في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)، الذي تحدث حول الاستراتيجيات السياسية الشركسية الراهنة.
وجادل بأنّه “لا يكاد أي شخص” يعتقد أن الشركس سوف يكونوا قادرين على عرقلة الألعاب — “على الرغم من أن روسيا لديها العديد من نقاط الضعف”، بما في ذلك قرار عقد دورة الألعاب في الذكرى المائة وخمسون عاما للمأساة الشركسية – وسوف لن يكون الشركس قادرين حتى لتحقيق هذا المستوى من مقاومة الأولمبياد التي كانت في بيجين وذلك لأن “روسيا ليست الصين”.
ووفقا لشيريفشنيكوف، فإن الكثير قد أحرز من الجهد الشركسي ضد ألعاب سوتشي، ويمشاركة عدد قليل نسبيا من الناس. أما تركيا، والتي وضع العديد منهم مثل هذا الأمل عليها بسبب عدد الشركس الكبير من سكانها، فهي على خلاف بالنسبة لممارسة ضغوط على موسكو في هذا الصدد.
وخلص بالقول إلى انه “اذا لم يستطع [الشركس] في الخارج أن يفعلوا أي شيء، فإن النشطاء المحليّين لن يكونوا قادرين على إحداث مشاكل خطيرة”.
ثاني من تحدّث كانت نعيمة نيفلياشيفا (Naima Neflyasheva)، وهي باحثة بارزة في أكاديمية العلوم المركزيّة للبحوث الحضاريّة والإقليمية،قالت ان أحد الأسباب الرئيسية هي ان الجماعات السياسية كانت قادرة على استغلالالقضيّة الشركسية وذلك بسبب أن “المعلومات عن مأساة الأديغه [الشركس] كانت محدودة”.
في حين ان أدلّة الكتب السوفياتيّة أشارت إلى أن الشراكسة عاشوا قبلاً في هذه المناطق، وأوجدوا ثقافة عظيمة، وتابعت: “غير أن اليوم يقال أن الإقليم غنيٌ بالمعالم الأثرية التي تعود لبعض الناس أو غيرهم”، دون أي تحديد واضح أن الشّراكسة بالضبط هم من كانوا معنيّين بالأمر.
ومتكلّم ثالث، هو سمير حاتكو، وهو باحث قديم في معهد الجمهورية للبحوث الإنسانية، تطرق الى موضوع آخر أثاره الناشطون الشركس. وأشار إلى أن السّلطات الر وسيّة لم تقم بعمل أي شيء لمساعدة هؤلاء الشراكسة الذين يرغبون في العودة من الشتات (الإغتراب).
وقال: “مما لا شك فيه، ان ليس هناك الكثير من الذين يرغبون في العودة”، وأنّه “على الرغم من ذلك فإنه يجب أن تتوفّر هذه الفرصة للناس”.
واعتمد المشاركون في المؤتمر إعلانا يدعو إلى مزيد من البحوث الأكاديمية على ما وصفته “بمأساة السكان الشركس، المخلوقات الخياليّة (autochthonian) في شمال-غرب القوقاز” في السّنوات الّتي تلت العام 1860 والذي “انتهى إلى النزوح الجماعي القسري لهم” (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=2320&Itemid=1).
و تابع الإعلا ن :إن “نسيان هذه المأساة هو غير مسموح به”. و”المطلوب هو حذر ودراسة هامّة وغاية في المهنيّة والتقييم. في ذلك، من الضروري فصل عمل العلماء المحترفين والخبراء من السياسة الحالية. حيث أن ذلك سوف يثري كل من العلم والممارسة السياسية”.
وأشار الإعلان أيضا إلى أن المشاركين اتفقوا على تشكيل مجموعة عمل من المتخصصين بموضوع القوقاز “والتي ستنظر في جميع الأساليب” بما يتعلّق بالمسألة الشركسية وعرض “مسارات حلها” من خلال “صياغة مقترحات واقعيّة ستجعل من الممكن التقليل من حدة الصراع السياسي حول القضيّة الشركسية”.
وخلص المشاركون، “بدون البت المسبق في اتخاذ قرار في نتائج هذا النشاط”: “نلاحظ بأننا ننظر في النتيجته النهائية كجزء من عمل كبير يستهدف تعزيز الأمة الروسية [اللا عرقيّة] المدنية وتسوية التناقضات التي تنشأ حتما وذلك بروح من التضامن والمسؤولية والتعاون البناء، والحوار”.
ومؤتمر معهد العلاقات الدّوليّة لجامعة موسكو الحكوميّة (MGIMO) لن يكون قد انعقد ولن يكون قد صدر إعلانه لو أن الشراكسة في الشتات لم يشنوا حملة لتغيير مكان انعقاد دورة الألعاب الأولمبية لعام 2014 بعيدا عن موقع الإبادة الجماعية لعام 1864، ونتيجة لذلك، يمثل هذا الحدث انتصارا خارقاً لهؤلاء الناشطين، حتى لو انه لم يقدّر له بعد أن يكون نهائياً.
نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز