نافذة على أوراسيا: الروس ما وراء جبال الأورال ‘لم يعودوا يريدون أن يكونوا من الروس’، يكشف الإحصاء

نافذة على أوراسيا: الروس ما وراء جبال الأورال ‘لم يعودوا يريدون أن يكونوا من الروس’، يكشف الإحصاء

نشر موقع “نافذة على أوراسيا” في موقعه على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 28 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب والمحلل السياسي بول غوبل بعنوان “الروس ما وراء جبال الأورال ‘لم يعودوا يريدوا أن يكونوا من الروس’، يكشف الإحصاء“، جاء فيه:

الروس الذين يعيشون شرق جبال الأورال “لم يعودوا يريدون ان يكونوا من الروس”، هناك العديد من الّذين يريدون ذلك، وبدأ المعلقون في موسكو للنظر في إمكانية أن يكون هؤلاء السايبيريّين (Siberians) ربّما تهديدا أكبر لسيطرة المركز على تلك المنطقة بما فيها من احتياطيّات هائلة من الموارد الطبيعية ممّا قد يمثّله الصينيين في أي وقت.

وعلى الرغم من عدم الإعلان الرّسمي لنتائج التعداد الإحصائي الأخير، وقد اعترف مسؤولون في إدارة روستات الإقليمي (Rosstat’s regional adminsitraitons)  بأن عددا كبيرا من السكان في كلٍ من تيومين (Tyumen) وأومسك (Omsk) ونوفوسيبيرسك (Novosibirsk) وكيميروفو (Kemerovo) وكراسنويارسك (Krasnoyarsk) وإركوتسك (Irkutsk) وبارنول (Barnaul) وياكوتسك (Yakutsk) أعلنوا عن أنفسهم بأنّهم “سايبيريّين” (Siberians) بدلا من أنّهم من الروس (rusrep.ru/article/2011/02/22/sibir/).
وإعلانات كهذه، وخصوصا عمل ذلك قبل ثماني سنوات فقط، فإنّ عدداً قليلاً إن وجد كان من يعلن أنّه من تلك القوميّة وأعلن أن هناك الجنسية ، ويعكس واقعا والّذي يمكن رؤيته بالعين المجردة، يقول صحفي في روسكي ريبورتر (Russky reporter)، ومن “تشكيل التهديد الذي بعد خمس إلى عشرسنوات من الآن قد يعلن نفسه بصوت أكثر حدّة من القوقاز”.

خلال تعداد عام 2002، قال مسؤول رسمي في روستات، “اعتبر الأغلبية من هؤلاء الناس أنفسهم على أنهم من الروس” حسب الجنسية.  ولكن “بعد ثماني سنوات فقط، أصبحوا سايبيريّين”، مضيفا ان هناك “في واقع الحال الكثير منهم”! وعلاوة على ذلك، أشار مسؤول روستات، كان يمكن أن يكون هناك أكثر من ذلك فيما إذا كان قد تم إجراء التعداد الإحصائي بصدق.
وقال انّه في كثير من الحالات، لم يأخذ الّذين كانوا يتلقّون التعداد السكاني وظائفهم بشكل ملائم. لم يذهبوا الى أي مكان، وببساطة “قاموا بملء النماذج باستخدام بيانات من كتب السكن [و] لم يكن هناك بشكل عام سايبيريّين في هذه الكتب”، فقط العرقية الرّوسيّة أو أي جنسية أخرى. وعلاوة على ذلك، قام المسؤولون بتهبيط عزائم النّاس من أن يطلقو على أنفسهم شيئا آخر غير الروس.

و”مما له دلالته”، قال الصحافي، “كانت الفكرة في البداية بأن يُكتب وصف ‘سايبيري’ وقد ولدت في الإنترنت، ونُظِرَ لذلك من قبل العديدين كما لو أنّه عمل آخر من الحشد الشّبابي المفاجئ، ولكن بشكل غير متوقع عبر المبادرين خارج حدود الفضاء الإفتراضي وبدأوا بكسب الجماهير”.

وقال الكسندر كونوفالوف (Aleksandr Konovalov)، وهو مدون كراسنويارسك (Krasnoyarsk)، الذي ساعد في تنظيم المسعى، قال بأنه “يشعر نفسه بأنه سيبيري… نحن مختلفون [عن الروس]. فهذا أمر يصعب شرحه لكنه كذلك. عموما، أرى أننا لا نعرف ماذا يكون الروس. خلال الحقبة السوفياتية، فقدنا الثقافة الروسية، وأصبحنا ‘الشعب السوفياتي'”.

ونتيجة لذلك، واصل المدوّن، “الروسي هو نوع من الغموض. حتى بلدنا فهي روسيا وليست روس. وسيبيري هو وصف أكثر واقعية”. علاوة على ذلك، قال كونوفالوف، “صورة الروس في البلاد والخارج على حد سواء سيئة للغاية. لكن هذه الحالة السلبيّة لا تمتد إلى سيبيريا”.
واوضح كونوفالوف لماذا اختار السّيبيريّين لاستخدام التعداد الإحصائي لأن يعلنوا عن أنفسهم للعالم. “الإجتماعات اليوم هي محظورة في الحقيقة، وأصبح التعداد هو الإمكانية الوطنيّة الوحيدة للتعبير عن الإحتجاج”. وعلاوة على ذلك، فإنّ الناس في سيبيريا تساء معاملتهم أكثر من هؤلاء المتواجدين في القوقاز الذين هم على الأقل يُمطَرون بأموال الميزانية.

ووفقا للتقرير في “روسكي ريبورتر”، عندما يتحدث السيبيريّين عن الموسكوفيّين، فإنهم يشيرون “ليس لسكان موسكو ولكن لمجتمعٍ شريرٍ بعينه، الممثّلون الّذين يتصرّفون على طريقة التي اتّبعها البريطانييون خلال استعمارهم لأميركا” — اخذ أكبر قدر ممكن من القيمة، وترك القليل للسكان.
الكثيرين في موسكو يرون في الحركة السيبيرية بأنها “مثيرة للضحك” لأنهم على يقين من أنّه “لا أحد سيترك روسيا مطلقاً”. لكن بعض السيبيريّين يقولون حتّى لو أنّهم لم يسعوا للاستقلال – وينفي الكثيرون منهم أن يكون ذلك هدفاً لهم–   فإن تحديد هويّتهم الذّاتيّة كسيبيريّين مهم لأنه يساعدهم على التغلب على السلوكيات الروسيّة في التدمير الذاتي.

 

والروس في المنطقة يقولون انه إذا غيّر السيبيريّون أفكارهم وعملوا على تحقيق أهداف انفصالية، بحجة أنهم ضحايا “للاستعمار والإمبريالية”، عندها فإنّه بما لا يدع مجال للشك في أن موسكو ستستخدم القوة المسلحة لكبح جماحهم. “أي دولة ستحل مثل هذه المشكلة بالقوة”، كما يقولون.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

نافذة على أوراسيا : العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو

 نافذة على أوراسيا : العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو 

نشر موقع “نافذة على أوراسيا” في موقعه على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 24 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب والمحلل السياسي بول غوبل بعنوان “العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو“، جاء فيه:
إن موجة العنف الّتي تجتاح قباردينو – بلقاريا تلقي ظلالا من الشك على قدرة موسكو على ضمان الاستقرار السياسي في شمال القوقاز، وبالتالي هي “أسوأ بالنسبة للقيادة الروسية” حتى من الهجوم الإرهابي الأخير، وأكثر وقْعاً بكثير من الهجوم الإرهابي على مطار دوموديدوفو في موسكو، وفقا لمحلل معتبر في موسكو.

فعلى موقع سلون (Slon.ru) الألكتروني يوم أمس، يقول ألكسي مالاشينكو (Aleksey Malashenko)، وهو مختص بعلم الأعراق في مركز كارنيجي في موسكو بأنّه من الأهمية بمكان أن نفهم أن “لا علاقة للأعمال الإرهابية في قباردينو – بلقاريا مع الوضع في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أو في شمال القوقاز”. بدلامن ذلك، كما يقول، “أنها متصلة بالوضع في روسيا ككل (http://slon.ru/articles/537630/).
علماء السياسة في موسكو يعطون خمسة أسباب لتأكيده أن ما يحدث في تلك الجمهورية في شمال القوقاز التي كانت مستقرة بالسابق يعكس ويؤثر على مشاكل “كافة السياسات الداخلية لروسيا وبشأن الوضع في المجتمع”، ليس فقط في تلك المنطقة ولكن في جميع أنحاء البلاد.

بادئ ذي بدء، يقول مالاشينكو، ما كان يحدث في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا “يؤكد أن السّلطات [في موسكو] ليست بأي حال قادرة على حل الوضع في المنطقة” ، وعلى قدم المساواة فإنّهم غير قادرين على منع ما يحدث هناك من وجود تأثير له على الفيدراليّة الروسيّة ككل.

في الواقع، يكمل، مما له دلالة رمزية إلى حد كبير أن “بينما كان ميدفيديف وبوتين يتزلّجان في سوتشي ويتناولولان أطراف الحديث عن احتمالات السياحة الجماعيّة في شمال القوقاز، أظهر خصومهم أنهم يكذبون، وأن حديثهم عن هذه الأمور دون أي أساس”.
الثاني، ضربت الهجمات في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا في قلب مقترحات موسكو عن “التحديث في شمال القوقاز وعن تطبيع الوضع في تلك المنطقة”، وخصوصا منذ أن جعل ميدفيديف وبوتين من تنمية السياحة جزءا كبيرا من هذا الجهد. ولكن من سيختار زيارة مكان ما “إذا كان يعلم بأنه يمكن أن يتم تفجيره في أيّة لحظة”؟

الثالث، ويتعلق بالثاني، لأن هذه الهجمات تمثل هجوما على خطط موسكو لاجراء دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في عام 2014. ويضيف مالاشينكو: “اذا تخوّف السياح الروس من السفر إلى منتجعات جبلية”، “إذن ماذا يعني هذا القول عن احتمال أن يحضر الأجانب إلى دورة الألعاب الأولمبية” وهم على معرفة بأنّهم “يمكن أن يقتلوا في أية لحظة أن يقتلوا”؟ ”

من منظور كل من الروس والأجانب، يتابع المحلل الموسكوفي، “حقيقة إمكانية أن تضمن روسيا الاستقرار السياسي في [تلك] المنطقة تم وضعه أخيرا محل شك”. وبالنسبة للأمر الواقع للسلطات في العاصمة الروسية، يقول مالاشينكو، فذاك أمرٌ “أسوأ بكثير” ممّا حدث في دوموديدوفو.

وهذا صحيح بشكل خاص، كما يقول، لأن أعمال الإرهابيين تبيّن “نظام معين، وتجري على أسس ذات إستراتيجية محدّدة”. فكان للهجمات اهدافا رمزية، وقد “قوّضت ليس فقط سلطة دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، بل من حيث المبدأ السلطة في روسيا كذلك”.

الرابع، وبالنظر إلى أن عدم قدرة موسكو للسيطرة على نشاط الإرهابيين في شمال القوقاز فذلك يساعد على توليد مزيد من القومية الروسية، ثم “من وجهة النظر هذه”، من الواضح أيضا أن “القيادة الروسية ليست في وضع يمكنها لمنع نمو القومية الروسية”، وهو أمر لا يقل خطورة بالنسبة لموسكو وروسيا.

والخامس، سواء في اختيار أول الأهداف، المتزلجين من موسكو، وتوقيت الهجوم، عندما كان كل من ميدفيديف وبوتين يتحدثان عن تطوير السياحة في شمال القوقاز، يعكس من جانب الارهابيين فرك الأنوف في موسكو: “نستطيع قتل من نريد، وعندما نريد، ولا يمكنكم ان تفعلوا أي شيئ لنا”.

بالنّسبة لبوتين وميدفيديف، هذا يعتبر “حقا مأساة” وتحديدا بسبب كيفية روؤية الروس وغيرهم في جميع أنحاء العالم لذلك، يقول مالاشينكو. وما هو أهم، إن القادة الروس الحاليين “لا يمكنهم تقديم أي حل ايجابي لهذه المشكلة”. ويكمل ما عرضوا هو أمر بحيث “لا يصدقه احد سواء في روسيا أو في الخارج”.

ويجادل مالاشينكو بأن موسكو ما لبثت ترتكب “اخطاءاً في شمال القوقاز خلال السنوات ال 20 الماضية”. انها لم تكن بحاجة الى “إشعال حرب في الشيشان” سواء في المرة الأولى أو الثانية. لم يكن هناك حاجة للحديث عن “إغراق [قطّاع الطّرق] في المرحاض”، أو التحدث عن “قتال الجماعات”، كما فعل ميدفيديف.
بدلا من ذلك، ماذا كان وما هو المطلوب، يحاجج الخبير من موسكو، إنّه الإعتراف “بالمعارضة الدينية – السياسية” في المنطقة وإجراء محادثات “منهجيّة” وإن كانت ستكون صعبة معهم، وهو شيء من الصعوبة بمكان وحتّى من المخجل “لسياسيّينا الطموحين، لا سيما بوتين”.
ويخلص مالاشينكو بالقول: “لكن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق”، مشيرا الى انه عندما توصل بوتين في الواقع الى اتفاق مع احمد قاديروف في الشيشان، “انتهت الحرب هناك”. وباختصار، يقترح، “عندما نتحدث عن سياسة العصا والجزرة، إذن يجب أن يكون هناك توازنا بينهما. إذا استخدم المرء العصي فقط فسوف لن يتحقّق أي شيئ”.

لسوء الحظ ، يقول مالاشينكو، يبدو أن موسكو قد فوّتت الفرصة “لإجراء حوار جاد مع المعارضة” في شمال القوقاز. ونتيجة لذلك، يخلص المتخصص منذ فترة طويلة إلى القول، “لا أرى أي طريقة للخروج من هذه الحالة”، حقيقة واقعة مع عواقب مأساوية ليس فقط بالنسبة للمنطقة ولكن بالنسبة لروسيا ككل.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button