ولله الحمد وصلت الرسالة ليد جلالة الملك ويوافق على كثير مما ورد فيها
بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل دعاء المخلصين من أمثالكم (أعني جمهور القراء) ثم بفضل بعض المخلصين العاملين في حاشية سيد البلاد قد وصلت الرسالة ليد جلالته وقرأها ويوافق على كثير مما ورد فيها وقد تم هذا على النحو التالي:
تلقيت اتصالا هاتفيا بالأمس من الديوان الملكي العامر من مكتب المستشار الشخصي لجلالة الملك عطوفة السيد أمجد العضايلة اطمأن فيها على صحتي وأني لم أصب بأي أذى ثم أبلغني تحيات جلالته وأن الرسالة قد وصلته وقرأها كاملة وكان مما جرى في المكالمة ما يلي:
– جلالته قد قرأ الرسالة ويوافقني على كثير مما ورد فيها
– وهو لا يرضى عن الخطأ من الطرفين
– هو لا يقبل أبدا أن يهتف أحد باسمه وهو يضرب شخصا آخر
– كل الأردنيين أبناؤه ويقف منهم مسافة متساوية وهو ليس محسوبا على أحد ضد أحد
ثم ناقشني عطوفة العضايلة قائلا: ولكني أظنك بالمقابل يا د أمجد لا ترضى أن ترفع شعارات ضد الملك وضد الأجهزة الأمنية والتي هي سياج البلد؟
وكما نقول بالعامية “ربنا الله” لقد كان عطوفة العضايلة في قمة الأدب والدماثة واللطف وهو يناقشني ويحاورني على الهاتف وعرض علي بكل أدب وأكثر من مرة إن رغبت بالجلوس مع عطوفته لنستكمل الحديث وكان مما أخبرته في المكالمة ما يلي:
– لا أظن أن هناك أردنيا شريفا واحدا (وأسأل الله أن أكون منهم) يختلف على رفض المساس بهيبة قائد البلاد لضمان أمن البلاد
– أنا شخصيا لم تكن قضيتي التي أحاجج بها مدى خطأ جماعة 24 آذار من القرار بالاعتصام أو التوقيت او اختيار المكان فهذا كله لا يعنيني شخصيا فأنا وأقسمت له على الهاتف _لدرجة أنه ضحك – أنني كنت أظن في بداية الأمر أن جماعة 24 آذار كانوا شيوعيين وماركسيين وبعثيين ولكن حسب البنود التي كانوا يطالبون بها وجدتها منطقية وعادلة حسب صفحتهم على الفيس بوك فأعلنت دعمي لهم ووضعت رابط صفحتهم وأنا أظنهم كما قلت (شيوعيين وماركسيين وبعثيين) فقلت له تخيل أنا دكتور الشريعة أعلنت دعمي على صفحتي على الفيس بوك – والتي يدخلها في اليوم أكثر من 100 ألف شخص من أنحاء العالم- دعمي لمطالب حركة كنت أظن أنها شيوعية ماركسية وهي محاربة الفساد وقانون انتخاب منصف وما إلى ذلك فأيدني بأن أمثال هذه المطالب لا يختلف عليها أردنيان
– وأعلمته بعد ذلك بأنني لاحقا علمت أن بعض الشباب الإسلاميين المستلقيين الذين أسموا أنفسهم بالأحرار هم جزء من التجمع كباقي الأطياف الأخرى
– وخلاصة الفكرة التي حاولت إيصالها لعطوفته أنني لم أكن معنيا بكثير مما جرى قبل الاعتصام ومن وراءه وكيف ولماذا وهل … وباقي الاتهامات المتبادلة بين الطرفين ولكني معنيٌ بشي واحد وهو ما شهدته عيناي من الظلم والاعتداء الصريح على المعتصمين دون أي وجه حق وأنا أشهد فيسألني عندها بكل لطف : فكيف تفسر إذا يا دكتور إصابة عد كبير من رجال الأمن وكأنه ذكر لي الرقم 58 ؟ فقلت له يا سيدي : الاحتمال المنطقي الأكبر بالنسبة لي شخصيا –حسبما شهدته- أنهم أصيبوا بالدرجة ألأولى بسبب الحجارة التي كان يرميها الشباب الذين يهاجمون المعتصمين ولم يكونوا يمنعون لا من قوات الأمن ولا من قوات الدرك والله أعلم
– (وأضيف سببا آخر ولكن لم أقله بالمكالمة) ما الذي أتوقعه من حوالي ألف معتصم تم حشرهم في زاوية بأيدي قوات الدرك ثم قامت قوات الدرك بالانهيال عليهم بالضرب المبرح من كل جانب …. أظن أن هؤلاء الألف إذا تدافعوا تدافعا طبيعيا هربا من شدة الضرب فقد يدوسون بأقدامهم بعض رجال الأمن وهذا متوقع ولكني لا أحملهم مسؤولية بل أحمل قوات الدرك المسؤولية الكاملة
وختاما بإمكاني أن أقول أن خلاصة ما استفدته من هذا الاتصال ما يلي:
– الحمد لله اطمأن قلبي على وجود البقية المخلصة التي توصل كلمة الحق لجلالته
– أشكر جلالته شخصيا على اهتمامه وحرصه على أبناء شعبه الذين لم يلتجئوا إليه إلا كالتجاء الطفل بحضن أمه ليحميهم ممن ظلمهم
– أوجه رسالة لكل من يحمل حجرا أو سكينا أو سيفا أو كلاشينا ويركب سيارة دهن عليها علم الأردن وينادي باسم الملك ويحمل صورته وهو يهدد الناس أو يخيفهم أو يضربهم بأن أول خصومك يا من تفعل هذا هو جلالة الملك نفسه وهو لا يرضى بهذا وأنا شخصيا أصف هؤلاء بالإرهابيين
– أوجه رسالة لكل من يبتدئ بأي حركات أو ألفاظ استفزازية فردية أو جماعية تنال من ثوابت الأردن بأن يتقي الله وأن لا يتحرك إلا ضمن القانون والمسموح به مع الصبر والثبات على المطالب ضمن القنوات القانونية وتجنب الاصطدام ما استطعتم لذلك سبيلا
– كل الذي ذكرت لا يعني أن الموضوع انتهى ولكنني أزف لكم البشرى أننا قد ابتدأنا الحرب الحقيقية على الفاسدين والمفسدين بتلاحم قائد البلاد والمخلصين من حاشيته مع الأردنيين الشرفاء لاجتثاث المفسدين في الأردن من جذورهم فلا تمكنوهم من زرع بذور الفتنة بيننا
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
د. أمجد قورشه