مقتل 3 سياح روس في شمال القوقاز
مقتل 3 سياح روس في شمال القوقاز
استعراض العمليات الاستشهادية، والتمرد في شمال القوقاز : 2008 إلى الوقت الحاضر
نشرت مؤسّسة جيمس تاون في موقعها على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 17 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب سيروين مور (Cerwyn Moore) بعنوان “استعراض للعمليات الإستشهاديّة، والتمرد في شمال القوقاز: 2008 إلى الوقت الحاضر” وجاء فيه:
في خطاب بالفيديو في أبريل/نيسان 2009، أعلن دوكو عمروف (Doku Umarov) عن إحياء رياض الصالحين (كفكاز سنتر ، 17 مايو 2009) – كتيبة الإستشهاديين التي أوجدها أمير الحرب الشيشاني الراحل شامل باسييف الذي كان مسؤولا عن موجة من الهجمات الانتحارية التي ابتدأت في ديسمبر 2002، والتي بلغت ذروتها في حصار مدرسة بيسلان في سبتمبر 2004. خطاب الفيديو لعام 2009 لدوكو عمروف – زعيم إمارة القوقاز – أبرز المرحلة الثالثة من العمليات “الإستشهادية” التي نظمت تحت رعاية رياض الصالحين. هذه المجموعة من الهجمات بدأت فعلا في أغسطس/آب 2008 عندما شنت جماعة فيدينو عملية انتحارية استهدفت القوات الفيدرالية المحلية، وسرعان ما تبعها محاولة اغتيال استهدفت الزعيم الأنغوشي موسى ميدوف (Musa Medov)، وهجوم أدّى إلى إصابات فادحة في فلاديكافكاز في نوفمبر/تشرين الثّاني 2008. فيما بعد وبعد أقل من ثلاث سنوات، قال دوكو عمروف ان العملية الانتحارية الأخيرة التي أدت إلى إصابات فادحة – الهجوم على مطار دوموديدوفو في 24 يناير/كانون الثّاني 2011، الّذي أودى بحياة العشرات وجرح أكثر من 150 من المارة –كانت مرة أخرى من عمل الكتيبة الاستشهادية، رياض – الصالحين (Kavkaz Tsentr, February 4). وأعقب ذلك بيان آخر عن المسؤولية، مشيرا إلى أن هذه العمليات “ستستمر بدون أدنى شك في المستقبل” (Kavkaz Tsentr, February 7). لكن هجوم دوموديدوفو – ارتبط بمجموعات في أنغوشيا، وفقا للتقارير (RIA Novosti, Kavkaz Uzel, February 10) –ويوضح أيضا أن التمرد هو إقليمي بطبيعته؛ ذلك كثيرا ما يجلب أجيالا مختلفة معا من المتشدّدين؛ وأن العمليات الانتحارية هي إستراتيجية وتكتيكية (منهجيّة) على حد سواء.
الجماعات الأنغوشيّة والجماعات في الشيشان كانوا في مركز العمليات “الاستشهادية” من عام 2009 وحتى عام 2010. في يوم 22 يونيو/حزيران 2009، صدمت مهاجِمة إنتحاريّة بسيارة محملة بالمتفجرات موكب رئيس أنغوشيا يونس بك-يفكوروف (ITAR-TASS, June 23, 2009). وكان الهدف من الهجوم الذي وقع في الذكرى السنوية لهجوم آخر شن من قبل المتمردين في عام 2004 لمحاولة إغتيال يفكوروف. بدلا من ذلك أصابت رئيس انغوشيا بجروح وأدّت إلى مقتل وجرح عدد من حراسه الشخصيين. ثم في 17 أغسطس/آب، حدثت عملية انتحارية مذهلة أخرى بسيارة مفخّخة، عندما دُمّرَ تماما تقريبا مقر الشرطة في نازران. أسفر الهجوم عن مقتل العشرات من ضباط الشرطة، وعن اصابة عشرات آخرين (www.kavkaz-uzel.ru August 20, 2009). وأشار هذين الهجومين، والبيانات الصادرة عن تحمل المسؤولية عنهما، ما أشار إلى محاولة جديدة لقتل واغتيال ممثلي ومسؤولي الشرطة الفيدراليّين باستخدام “العمليات الاستشهادية” (Kavkaz Tsentr, August 21, 2009; Interfax, July 8, 2009).
في 17 ديسمبر/كانون الأول 2009، وقعت عملية استشهادية أخرى في نازران عندما فجر رجل سيارة مفخخة عند حاجز على الطريق، وعلى ما يبدو انتقاما لعمليات فيدرالية (Kavkaz Uzel, December 18, 2009). وفقا للتقارير، في 5 أبريل/نيسان 2010 حدثت عملية إستشهادية في بلدة كارابولاك الأنغوشيّة، عندما فجر رجل حزاما ناسفا بجوار سيارة مليئة بمسؤولي الشرطة (Kavkaz Tsenter, April 5, 2010). وبعد بضعة أيام، كما زُعم انّها رد على كل من عملية اجتياح فيدراليّة، وعملية بحث متجدّد لبلدة إيكازجيفو الأنغوشيّة، فتحت امرأة النار من مسدس على ميليشيات محلية، قبل أن تفجّر حزاما ناسفا كانت ترتديه (www.kavkaz-uzel, April 9 ,2010). وعملية مستقلة أخرى أو فاشلة تمت عندما فجر رجل متفجرات في سيارة في بريغورودني (Prigorodny). والهجوم على نقطة تفتيش في 17 أغسطس/آب في منطقة بريغورودني المتنازع عليها، والتي تبعها بيان عن مسؤولية ذلك، يشير على قدرة الجماعة في أنغوشيا لشن هجمات انتحارية داخل أوسيتيا الشمالية المجاورة (Hunafa.com, August 21, 2010). على الرغم من أنّ القوّات الفيدرالية استهدفت القضاء على الأعضاء الرئيسيين في جماعة أنغوشيا طوال عامي 2009 و 2010، – مقتل سعيد بورياتسكي (Said Buryatsky) (Kavkaz-uzel.ru, March 4, 2010)، وروسترام دزورتوف (Rustram Dzortov) والقبض على أمير ماغاس (Emir Magas) (RIA Novosti, June 9, 2010) – فقد تواصلت العمليات الاستشهادية في أنغوشيا.
في آب / أغسطس 2010 وبعد شهرين من القبض على أمير ماغاس – أدلى خيلفته عيسى خاجيغولغوف (Emir Adam) بتاريخ أغسطس/آب 2010 ببيان، والّذي أعاد تأكيد يمين الولاء لزعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف، نيابة عن الجماعة الأنغوشيّة (Hunafa.com, October 5, 2010). وجاء البيان على خلفية الاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة في التمرد شمال القوقاز، والتي أدت الى انقسام من نوع ما بين جماعات الشيشان بقيادة القادة الميدانيّين المخضرمين، في حين أن آخرين في داغستان وقباردينو – بالقاريا وأنغوشيا ظلوا موالين لعمروف. بعد وقت قصير من تقديمالولاء من قبل أمير آدم، فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة يوم 9 سبتمبر/أيلول 2010، بالقرب من سوق في فلاديكافكاز عاصمة أوسيتيا الشمالية. والانفجار الذي قتل فيه 19 شخصا، أعقبه بيان عن المسؤولية عنه من قبل الجماعة الإنغوشيّة – وبواسطة الأمير حمزة (Emir Khamzat) من رياض الصالحين – الّذي أشار إلى أن أوسيتيا استُهدفت بسبب أن “الكُفّار الرّوس”، يستخدمونها في دعم “توسعهم في شمال القوقاز” (Hunafa.com, September 15, 2010). كما صدرت بيانات تأييد من قبل الجماعة الأنغوشيّة، دعما لعمليات انتحارية من قبل جماعة الشريعة الداغستانيّة (Dagestani Sharia Jamaat).
وتبعت الجماعات الشيشانية هجوم فيدينو الذي وقع في أغسطس/آب 2008 بتصعيد مستمر في استخدام العمليات الانتحارية خلال المدة بين عامي 2009 و 2010. واشتمل ذلك على سلسلة من الهجمات في العاصمة الشيشانية غروزني في والبلدات المحيطة بها. وغالبا ما تنسب هذه الهجمات إلى الجماعات بقيادة القادة الميدانيّين المخضرمين، ولا سيما الجماعات الموالية للاخوة جاجييف (Gakaev brothers) (North Caucasus Weekly, September 17, 2009). فمنذ أوائل عام 2010، انخفضت هذه الهجمات على نحو متزايد، على شكل سلسلة من هجمات أكثر وضوحا – بما في ذلك هجمات على رموز السلطة – استخدمت لتقويض القبضة الحديديّة على الجمهورية من قبل الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف (على سبيل المثال هجوم 29 أغسطس/آب على معقل قاديروف في قرية تسنتوروي (Tsentoroi)؛ وهجوم 19 أكتوبر/تشرين الأوّل على البرلمان الشيشاني في غروزني.
وفي الوقت نفسه، فإن تنفيذ عمليات استشهادية في داغستان من قبل الجماعات يعود إلى أواخر عام 2009. في 1 سبتمبر/أيلول قام مهاجم انتحاري بتفجير متفجرات في سيارته عند نقطة تفتيش على طريق القفقاس الفيدرالي السريع بالقرب من العاصمة الداغستانية، محج قلعة (Interfax, September 2, 2010). وأعقب ذلك في 6 يناير/كانون الثّاني 2010 هجوم آخر بسيارة مفخّخة. ومهاجما آخر كان يقود سيارة محملة بالمتفجرات، هاجم شرطة المرور في العاصمة الدّاغستانيّة محج قلعة. أسفر الهجوم عن مقتل سبعة، في حين أن عشرات آخرين اصيبوا بجروح (RIA Novosti and ITAR-TASS, January 6, 2010). وأعقب ذلك في 31 مارس/آذار، هجوم انتحاري مزدوج في بلدة كيزليار (Kizlyar) الداغستانية، عندما، ووفقا للتقارير، فجر شابين انتحاريّيْن عبوات ناسفة بالقرب من ميليشيات محلية(www.kavkaz-uzel.ru, October 20, 2010). ربط مسؤولون داغستانيّون التفجيرات في كيزليار بسرعة، بهجمات 29 مارس/آذارالإنتحارية على مترو موسكو (RGVT, March 31, 2010). وأشارمسؤولون أيضا إلى أنّه تم القضاء على متواطئين مزعومين من المقاومة السّرّيّة الداغستانية بعد ذلك بوقت قصير (Interfax, April 10, 2010; Kavkaz-uzel.ru, May 24, 2010).
ومع ذلك، استمرت الهجمات الانتحارية في داغستان في عام 2010. في 29 أبريل/نيسان من ذلك العام تم تفجير سيارة مفخخة بواسطة مهاجم انتحاري عند نقطة تفتيش فيدراليّة بالقرب من خاسافيورت (Khasavyurt). بعدها تعرض معسكر للجيش بالقرب من بويناكسك (Buinaksk) لهجوم في بداية سبتمر/أيلول. وقتل أو أصيب نتيجة للهجوم أكثر من ثلاثين من موظفي الخدمة من وزارة الدفاع نتيجةً للهجوم الإنتحاري بسيارة ملغومة (RIA Novosti, September 5, 2010). وصدر اعلان عن المسؤولية من جانب جماعة الشريعة بعد بضعة أسابيع (Sharia Jamaat, October 25, 2010). وأعقب ذلك في 24 سبتمبر/أيلول، بوصفها عملية إجتياح واسعة كانت تجري حينئذ في محج قلعة عندما اقترب رجل من ميليشيات محلية قبل أن يفجر المتفجرات الموجودة بحوزته. أسفر الهجوم عن جرح أكثر من عشرين من المارّة ورجال الميليشيات االفيدراليةّ (Kavkaz Uzel, September 25, 2010). وقع هجوم انتحارى إضافي استهدف مزيد من الموظفين الفيدراليّين في 23 أكتوبر/تشرين الأوّل، عندما قام رجل بتفجير فان مفخخ عند مدخل قاعدة عسكرية في خاسافيورت (Kavkaz Uzel, October 23, 2010).
كما لو أن تبرهن أن تبقى داغستان وسط استمرار اطلاق نار التمرد الاقليمي وسلسلة من هجمات رئيسيّة بالقنابل تم تفاديها في الأشهر الاخيرة. ثم، في 14 فبراير/شباط، أفادت التقارير أن انتحارية قامت بتفجير المتفجرات بالقرب من مدخل مركز للشرطة في محج قلعة (RIA Novosti, February 14).
على الرغم من أن الجماعات المختلفة في شمال القوقاز هي، في أحسن الأحوال، منسقة بشكل فضفاض– كل وحدة قامت بشن سلسلة من “العمليات الاستشهادية” في دعم للتمرد الإقليمي منذ عام 2008 –مع وصول موجة جديدة من قادة الجماعة المحلية تظهر على السطح. في الوقت الحاضر موجة من الهجمات بلا هوادة في داغستان تسلط الضوء على أن هذه هي النقاط الساخنة الحالية لحركة التمرد الإقليمي، في حين أن المجموعات في قباردينو – بلقاريا شنوا أيضا تصعيدا في العمليات في الأشهر الاخيرة. منذ أغسطس/آب من عام 2008، حيث يمكن أن تعزى بعض العمليات الإنتحارية مرة أخرى إلى دوكو عمروف، بصفته زعيما لحركة تمرد إقليمية. غير أن، هجمات انتحارية أخرى يبدو أنها تشير إلى وجود قدر من الإستقلالية في العمل من عمروف، كعناصر مختلفة عن التمرد الإقليمي (Ingush Jamaat; Vedeno Jamaat; Sharia Jamaat) تهاجم السلطات الفيدرالية. وعلى النقيض من ادّعاءات السلطات الروسية، فإن التفجير في مطار دوموديدوفو (Domodedovo airport) يوضح بأن استمرار عدم الاستقرار في الشيشان وشمال القوقاز قد يؤدي على الأرجح إلى مزيد من العمليات الاستشهادية في موسكو.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز