ازدياد نشاط المسلحين في شمال غرب القوقاز
نشرت مؤسّسة جيمس تاون في موقعها على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 10 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب ميربيك فاتشيجاييف (Mairbek Vatchagaev) بعنوان “ازدياد نشاط المسلحين في شمال غرب القوقاز“، وجاء فيه:
في عام 2010، أعطى الجزء الغربي من شمال القوقاز ، الّذي يتألف من أراضي قراشيفو – شركسيا وأديغيا والمناطق الساحلية المتاخمة للبحر الأسود، إشارات ضئيلة بأنه على خطى نمط الأحداث في بقية أطراف شمال القوقاز. في هذا الجزء من المنطقة، كانت الجماعات الإسلاميّة ناشطة بشكل رمزي فقط.فقد أدلت في بعض الأحيان ببيانات لإثبات وجودها، لكن كان هناك القليل من الناحية الفعلية في سبيل العمل لتأكيد ذلك. وبعد الضربات التي أحدثتها الخدمات الخاصّة الروسية على جماعة القراشاي في قراشيفو – شركسيا في الفترة بين عامي 2005-2007، فقد تم تخفيض نشاط الأخيرة إلى صفر تقريبا، مما سمح لدائرة الأمن الفيدرالية (FSB) إلى التّسرّع في اعلان القضاء التام على التطرف في الجمهورية (http://kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/110456/).
ومع ذلك، فإن معنى إضعاف جماعة القراشاي بأنها ذهبت بالفعل الى مزبلة التاريخ. وكانت الجماعة بالتالي قد عملت على إعادة ترتيب بعض التكتيكيات: وهي أن وَهَنَ جماعة القراشاي أدى لأن تقوم قيادة إمارة القوقاز لتوحيدها مع جماعة قباردينو – بلقاريا وذلك باعتبار القراشاي كجزء من إدارة إسلاميّة في شكل ولاية تتألّف من قباردا وبلقاريا وقراشاي. وهذا يعني أن جماعة القراشاي لا تزال كقوة في حركة المقاومة المسلحة، وبأنها قادرة على مواصلة أنشطتها، وهي التي كانت مكثفة جدا في الأعوام 2001-2005.
وعلى أي حال، جاء تقرير صدر مؤخرا عن هجوم على قافلة للشرطة ونتج عنه تحرير أحد السجناء في قراشيفو – شيركيسيا بمثابة مفاجأة كاملة. ووفقا للتقرير، فتح أربعة رجال مجهولين النار على مجموعة من ضباط الشرطة يقومون بنقل سجين بالقرب من قرية أديغه-حابلة (Adyge-Khabl) في قراشيفو – شركسيا في الرابع من فبراير/شباط. ونتيجة لذلك، قتل ثلاثة ضباط وتم تحرير المحكوم عليه، الذي كان يجلس في سيارة للشرطة (www.caucasustimes.com/article.asp؟id=20757).
في 5 فبراير/شباط، وضع فرع لجنة التحقيق الروسية لقراشيفو – شيركيسيا أولئك الذين يشتبه في تورطهم في الهجوم – أيديمير ألاكاييف (Aydemir Alakaev) ومراد كيفالوف (Marat Kivalov) وزوراب دومينوف (Zurab Dumenov)، على قائمة المطلوبين بالإضافة إلى السجين المحرر رسلان سليمانوف (Ruslan Suleimanov) (http://karachaevo-cherkesia.kavkaz-uzel.ru/articles/180655/). ومن السابق لأوانه القول ما اذا كان هذا العمل الجريئ قد تم تنفيذه بالفعل من قبل المتمردين، ناهيك عن أن عدد الأعضاء الفعلي لجماعة القراشاي، ولكن سيكون من الصعب أن نفترض أنه يمكن للشباب أن ينفّذوا هذا النوع من العمل دون أن يتمكنوا من الاختباء في الغابات لسنوات عديدة.
وكان إنشاء جماعة الغرب قد أعلن في جمهورية الأديغيه في عام 2009، على مقربة من قراشيفو – شركسيا. وأقرت بقيادة إمارة القوقاز برئاسة دوكو عمروف، وأدلت بعدة تصريحات علنية (http://kavkazcenter.com/russ/content/2009/11/24/69334.shtml).
ومع ذلك، فإن جماعة الأديغيه لم تدبر أي أعمال خطيرة تستحق الاهتمام. وعلاوة على ذلك، نفذ جهاز الأمن الفيدرالى ضربة قاسية لمنظمي الجماعة الوليدة. ووفقا للسلطات الروسية، فقد أدين عسكر سيتوف (Asker Setov) المعروف بأمير وهاب (aka Emir Vakhab) في شهر أغسطس/آب من عام 2009 بعد إلقاء القبض عليه. ومع ذلك فإن جماعة الأديغيه، لا ينبغي أن ينظر إليها بوصفها تقتصر على أراضي جمهورية الأديغيه، حيث السكان المحليين الأصليين، الذين يسمون أيضا بالشراكسة، الّذين يشكّلون حاليا ربع مجموع السكان فقط (http://adygeia.kavkaz-uzel.ru/articles/176268/). وفي الواقع فإن جماعة الأديغيه تشمل جميع أراضي منطقة كراسنودار تقريبا، وهي تاريخيا وطن الشركس، الذين طردوا من موطنهم نتيجة للحرب القوقازية في عام 1864. وتهتم إمارة القوقاز في هذه الجماعة ليس كثيرا من أجل توسيع أراضي دولتها الظاهري أكثر ما تتاح لها الفرصة لمهاجمة المصالح الروسية في البحر الأسود، بما في ذلك خطط موسكو لعقد دورة الألعاب الاولمبية في سوتشي في عام 2014.
تدهور الوضع في هذا الجزء من شمال القوقاز في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بعدد من الاغتيالات للزعماء الشركس من بين المثقفين الوطنيين. وطالب القوميون المحليون وضع حد لقتل أولئك الذين لا يشتركون في فكرة إنشاء دولة إسلامية. ولكن من غير المرجح أن يوقف ذلك المتشددين، الذين يجدون في المثقفين الفريسة الأسهل. إن تقوية جماعة قباردينو – بلقاريا يمكن أن يحدث إحياءا لجماعة القراشاي التي من شأنها أن يكون لها تأثير كبير على الأديغيه، الذي يؤدي إلى توسع كبير في حدود المقاومة المسلحة ضد مصالح روسيا في الجزء الغربي من شمال القوقاز.
وفقا لألكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة شمال القوقاز الاتحادية، هناك حاليا ما يصل الى ألف من المتمردين في منطقة شمال القوقاز بأسرها. ويقول أيضا أن متوسط عمر المتشددين قد انخفض إلى 18 عاما على مدى السنوات الثلاث الماضية (www.caucasustimes.com/article.asp?id=2075). إن هذا بالأحرى تفسير متساهل لتجدد المقاومة المسلحة، على الرغم من أن المتشددين الشباب مع تعليم عالٍ أو غير مكتمل هم بالفعل حقيقة واقعة لشمال القوقاز. ويحاول خلوبونين إدخال مؤسسة “الشيوخ” أو كبار السن، على افتراض أن شعوب شمال القوقاز لا تزال تعيش وفقا للعلاقات القبلية أو العشائرية (www.rosbalt.ru/2011/02/03/815834.html). ويعتقد المحللون بأنه من خلال القيام بذلك، فإنّه يهدف إلى إنشاء مؤسسة والتي بدورها سوف تتجاوز هياكل السلطة الرسمية في المنطقة. لكن ذلك يظهر أن خلوبونين، والذي مضى عليه الآن عام واحد في منصبه، ما زال لا يفهم تماما الوضع على الارض. وإن كان يعلم ذلك، فانه سيعلم أن هؤلاء الذين سيتم ضمّهم في مجلس لكبار السن في جمهورية محدّدة من شمال القوقاز سيتم اختيارهم بعناية من قبل أولئك الذين من المفترض نظريا أنهم يراوغون. وبالنظر إلى السياق الحالي، فإن مجلسا لكبار السن في شمال القوقاز هو بحد ذاته من رجعية القرن الثامن عشر أو القرن التاسع عشر.
ومع ذلك، فإن خلوبونين أكد ضمنا أن السلطات الروسية لا تتوقع أن يتحسّن الوضع في المنطقة في أي وقت قريب. وعندما سؤل حول بطولة العالم لكرة القدم التي ستستضيفها روسيا في العام 2018، أوضح أنّه لأسباب أمنية ليس هناك فرصة لأي مدينة في شمال القوقاز بأن تكون مرشحة لاستضافة المباريات (www.vesti.ru/doc.html?id=422280). الحكومة الروسية لا ترى أي احتمال لتحسن الوضع الأمني في شمال القوقاز في السنوات السبع القادمة.
في جميع الاحتمالات، فإن الوضع العام في شمال القوقاز سيتدهور. وسوف تكون بعض المشاكل توحي بتعميق المواجهة مع الحكم الروسي في المنطقة، في حين أن مشاكل أخرى سوف تبرز والتي ايضا سوف لن تكون دائما ذات طبيعة سلمية.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز