نافذة على أوراسيا: موسكو تأمر بضربات جوية في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا بينما يدعو ميدفيديف لتعزيز السياحة هناك

نافذة على أوراسيا: موسكو تأمر بضربات جوية في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا  بينما يدعو ميدفيديف لتعزيز السياحة هناك

نشر موقع “نافذة على أوراسيا” في موقعه على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 23 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب والمحلل السياسي بول غوبل بعنوان “موسكو تأمر بضربات جوية في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا بينما يدعو ميدفيديف لتعزز السياحة هناك“، وجاء فيه:
قصفت طائرات عسكرية روسية أهدافا في قباردينو – بلقاريا حيث تكثّفت المعارك بين المسلحين الذين قتلوا مجموعة من السياح في الأسبوع الماضي، والقوات الروسية، لكن في الوقت نفسه، وعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن موسكو ستواصل تعزيز تنمية السياحة في الجمهورية، في خطوةً مسبقة لأولمبياد سوتشي.

خلال الأسبوع الماضي، وفي أعقاب هجوم على السياح الذين يزورون الجمهورية، تصاعد العنف في قباردينو – بلقاريا إلى درجة أن المسؤولين الروس قالوا يوم أمس، انهم لم يقوموا فقط بإدخال قوات اضافية في محاولة للتعقب وللقضاء على المسلحين لكنهم نفّذوا ضدّهم ضربات جوية (www.kavkaz-uzel.ru/articles/181424/).

ونظرا لتفاقم الأوضاع هناك — وللتسلسل الزمني، راجع kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/172027/ —  — والّتي لم تكن مفاجئة، لكن هذا التصرف كان نتيجة غير مقصودة لتسليط الضوء على زيارة ميدفيديف إلى فلاديكافكاز وبيانه بأن موسكو ستواصل تعزيز تنمية السياحة في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا وعبر المنطقة.

ووفقا للرئيس الروسي، “إن تنفيذ البرنامج الخاص بتطوير جمهوريات القوقاز وعنصرها السياحي سيستمر، على الرغم من هجمات قطاع الطرق” ، وهو تدبير ضروري لمكافحة التطرف ولإعادة طمأنة الجميع على حد سواء بأن ألعاب سوتشي سوف تعقد في عام 2014 (www.islamrf.ru/news/russia/rusnews/15204/).

في الواقع، قال ميدفيديف، إن تطوير صناعة السياحة “سيتيح أماكن للعمل والّذي هو أمر مهم للشباب لأن تجنيد المتطرفين ومن ثم مسخهم”. وذلك جنبا إلى جنب مع برامج إجتماعية وتعليمية وتعزيز الإسلام التقليدية الروسية هو أفضل وسيلة للتغلب على التهديد الإرهابي.
بينما اقترح مساعدي الرئيس أن كلا من التوسع في استخدام القوة العسكرية، وان استحداث نظام لمكافحة الإرهاب في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا  لم يكونا عملا من أعمال الانتقام، وكان ميدفيديف نفسه حاداً: هؤلاء بين المتشددين “الذين هم على استعداد للتغيير يجب ان يحصلوا على الفرصة [لكن] أولئك الذين يريدون الدم يجب أن يغرقوا في دمائهم … لا يوجد هناك نهجا آخر ممكن”.

وتعليقا على هذه التطورات الأخيرة في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، يقول سيرغي ماركيدونوف ، وهو احد المعلقين الرّوس الأكثر تفهّما روسيا فيما يتعلّق بشمال القوقاز، بأن الوضع في تلك الجمهورية الّتي كانت هادئة في السابق “مع كل يوم يمضي تشير أكثر فأكثر إلى الوضع في داغستان أو في انغوشيا”، وهما مكانان تقليديان يعرف بأنهما أكثر اضطرابا (www.politcom.ru/11484.html).

وقال انه يلاحظ “في حين أن سلسلة الجرائم في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا قد تلقت (قياسا) حيّزاً أقل في القنوات الفيدراليّة من العمل الإرهابي في دوموديدوفو [الموسكوفي]، ووفقا لأهميتها، فإن التفجيرات وعمليات القتل [في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا] يمكن مقارنتها تماما مع المأساة في المطار الروسي الأكبر قاطبة”.

إن أحداث جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، كما يشير “تدفع الناس إلى نفس النتيجة الوحيدة … روسيا كبلد يشكل خطرا على السياحة وللحركة فيما يتعلّق بالأجانب ومواطنيها”، وهو استنتاج مع عواقب واضحة فيما يخص دورة الالعاب الاولمبية المقررة في سوتشي لأنّه “لا يلزم أن يكون المرء جغرافي كبير” لرؤية كم هما قريبتان لبعضهما البعض كلِ من جمهوريّة قباردينو – بلقاريا وسوتشي.

في الفترة التي انقضت منذ وقوع الحادث الإرهابي في نالتشيك في عام 2005، اعتمد المسؤولون في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا مجموعة مختلفة من التدابير في محاولة لكبح جماح المسلحين، لكن الأحداث الأخيرة تظهر، يرى ماركيدونوف، ان هذا النهج لم ينجح كذلك وان كل المشاكل العرقية والاقتصادية والسياسة في ازدياد.
ومن الأهمية بمكان معرفة ما يحدث في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا هو التوتر المتزايد بين اثنتين من الجنسيات الإسمية، وهما القباردي  (مجموعة فرعية من الشراكسة) و البلقر الأتراك. وأتباع الثّانية كانوا يحتجّون ضد حكومة الجمهوريّة لمدّة سنة تقريباً، ومؤخّرا، اتّهم مجلس شيوخ البلقر اتّهموا رئيس جمهوريّة قباردينو – بلقاريا باثارة الارهاب.

نظراً لغضبهم، دعا البلقار الرئيس ميدفيديف لبدء “حكماً فيدرالياً مباشراً” في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، وهو أمر من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا عن طريق تحويل مشكلة داخل الجمهورية الى صراع بين الجمهوريّة وموسكو نفسها.

ولكن حتى لو لم يتم اتخاذ تلك الخطوة، هناك مشكلة أكبر وأكثر أهمّيّة، يوحي ماركيدونوف. على نحو متزايد، فإن “سكان الجمهورية، بمراقبتهم دوامة من القوة غير مسيطر عليها، هو بداية أن يفهموا أنه يمكنهم فقط الاعتماد على أنفسهم لحماية الأرواح والممتلكات وكرامة الإنسان”.

وقد أدى ذلك بالبعض ليشكّلوا جماعات للدفاع عن النفس الخاص بهم، بما في ذلك منظمة الغراب الأسود لمكافحة الوهابية، وهي مجموعة غامضة على أي حال أعلنت عن هدفها بالأخذ محاربة الاسلاميين. بالسيطر عليها بعناية، فإنّ مثل هذه المجموعة قد تساعد السّلطات المحلية. وبمبادرتها نفسها، فإنه سيتم تقويض المزيد من نفوذها.

بغض النظر عن الشكل الذي يمكن أن يكون عليه الجود الفيدرالي الموسع، يخلص ماركيدونوف إلى القول: “إنه الوقت لمعرفة أنّه تحت هذا المصطلح يجب ارفاقه ليس فقط في تعزيز حواجز الطرق ونقاط التفتيش ولكن أيضا في العمل المنهجي نحو دمج المنطقة في عموم الفضاء الروسي”.

إذا لم يحدث ذلك – وأن أحداث الأيام القليلة الماضية، على الرغم من وعود ميدفيديف، لم تعطي الكثير من الأمل، عندها فإن “الانحلال داخل جمهورية سيؤدي فقط إلى تعزيز النزعات المتطرفة [هناك] ومقدار القوة” الّتي تحتم على كل من السكان المحليين والقوات الفيدرالية أن تزداد.

 

قد تكون موسكوعلى استعداد لجعل ذلك الإستثمار نظرا لالتزام فلاديمير بوتين لعقد دورة ألعاب سوتشي في الموعد المحدد في عام 2014 لا ينبغي أن يكون مصدر شك، ولكن مجرد تطبيقهذا النوع من القوة التي استخدمها المركز الروسي حتى الآن قد يكون مثل رش المياه على الزيت الحار.

على أقل تقدير، توحي حجة ماركيدونوف، بان استمرار استعمال القوة ردا على حملة مسلحة متصاعدة قد تجعل الناس في روسيا وخارجها أكثر من أي وقت مضى يشككون في الحكمة من وراء عقد أولمبياد بجوار هكذا مكان أو — إذا أخذت الألعاب مجراها على أي حال — إعادة النظر في خطط الإقدام على هذه الزيارة.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

Share Button

اترك تعليقاً