روسيا تحظر عودة الشركس إلى وطنهم

روسيا تحظر عودة الشركس إلى وطنهم

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور المجلد: 20، العدد: 145

بقلم: عزت إينونلو (Izzet Enunlu)

20 سبتمبر/أيلول 2023


ترجمة: عادل بشقوي

21 سبتمبر/أيلول 2023

(Source: OpenDemoncracy)

تصاعدت التوترات بين موسكو والشتات الشركسي في الأشهر الأخيرة (see EDM, May 1923). لقد اكتسبت الحركة القومية الشركسية قوة جذب في الترويج للغة الشركسية وتشجيع العودة إلى موطنها التاريخي في شمال القوقاز. ومع ذلك، فقد سعى الكرملين بشكل متزايد إلى عرقلة مثل هذه الجهود. وفي أعقاب الزلازل التي ضربت تركيا في فبراير/شباط 2023، حرم المسؤولون الروس الشركس الذين نزحوا خلال الكارثة من إجراء مبسط للعودة إلى وطنهم والحصول على الجنسية (Kavkaz.Realii, May 1). كان قد تم نفي الشراكسة قسراً من قبل الإمبراطورية الروسية في عام 1864، وتم إعادة استيطان أراضيهم من قبل مجموعات عرقية أخرى. لم تعترف الفيدرالية الروسية قط بالسكان المنفيين كمواطنين وينكر حقهم في العودة إلى شمال القوقاز.

وتعتبر تركيا موطن لأكبر جزء من الشتات الشركسي، والذي يقدر قوامه بنحو 2.5 مليون نسمة (Kavkaz.Realii, May 1). بالمقارنة، فإن العدد الحالي للشركس المقيمين في شمال القوقاز يبلغ حوالي 700,000 (see EDM, June 22). لقد اندمج الشتات الشركسي بشكل جيد في تركيا، حيث يتقن اللغة المحلية ويتكيف مع العادات المحلية. ولكن بالنسبة للعديد منهم، فإن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الهوية والثقافة الشركسية هي العودة إلى وطن أجدادهم.

في عام 2006، اعتمدت الفيدرالية الروسية خطة تسمىبرنامج الدولة لإعادة التوطين الطوعي للمواطنين في الخارج إلى الفيدرالية الروسية“. وينصب التركيز الرئيسي للبرنامج على تبسيط عملية إعادة المواطنين الروس إلى وطنهم. وتأمل فيتسخير إمكانات وقدرات مواطنيها في الخارج لتلبية احتياجات التنمية في مناطق روسيا وتحقيق الاستقرار السكاني في روسيا، وخاصة في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية“ (Kremlin.ru, September 15, 2012). واعتبارًا من مايو/أيار 2023، تمت إعادة أكثر من 1.1 مليون شخص إلى وطنهم تحت شعار البرنامج {إلى روسيا}. واستقبلت المناطق الفيدرالية الوسطى والأورال وسيبيريا والفولغا غالبية هؤلاء المواطنين (Kremlin.ru, May 23). وشدد وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف (Vladimir Kolokoltsev) على أن العودة إلى الوطن يجب أن تكونسهلة وسريعة ومفهومة، ولكن بالطبع دون أي خطر على الأمن القومي“.

يبدو أن التهديدات المفترضة للأمن الداخلي تدعم المعارضة الروسية لإعادة واسعة النطاق للشتات الشركسي. {وبحلول} أغسطس/آب 2022، سُمح فقط لـ 3,500 شركسي بالعودة إلى روسيا — 2,000 إلى جمهورية أديغيا و 1,500 إلى جمهورية قباردينوبلكاريا. استخدم هذا العدد الصغير نسبيًا ثلاث طرق أساسية للحصول على الجنسية الروسية (Infocherkessia.com, August 3, 2022): (1) من خلال التأهل للمتطلبات الأساسية اللازمة كمواطن أجنبي، (2) من خلال الزواج من مواطن روسي و (3) من خلال برنامج العودة المذكور أعلاه. ويشترط الثلاثة إتقان اللغة الروسية (OC Media, August 1, 2018). في الآونة الأخيرة، طلب المتقدمون الشركس استثناءً لشروط الأهليّة، لكن تم رفض ذلك من قبل موسكو (Zapravakbr.ru, accessed September 19).

كما نظمت الجمهوريات الشركسية في روسيا برامج محلية منفصلة لتوطين مواطنيها. ومع ذلك، فإن هذه البرامج لديها موارد محدودة للغاية لا يمكنها دعم سوى بضع عشرات من المتقدِّمين (Kavkaz.Realii, April 20, 2021).

لا يضمن برنامج المواطنة دائمًا عمليات الإعادة إلى المناطق المرغوبة. وعلاوة على ذلك، لدى موسكو تعريف معين لكلمةمواطن“. لا يشير هذا إلى شرط التحدث بالروسية فحسب، بل أيضًا إلى التوقع بأن يحمل المتقدمون وجهة نظر سياسية معيّنةوجهة نظر تدعم أجندة النظام الحالي (Kremlin.ru, November 5, 2019). القضية الحقيقية هي أن الشراكسة ليس لديهم الكثير يلوذون اليه هنا. ويظل البرنامج الذي تسيطر عليه الحكومة هو النهج الأكثر جدوى لأولئك الذين يفتقرون إلى الموارد المالية الكبيرة للعودة إلى روسيا.

أدت الحرب في سوريا والزلازل في تركيا إلى نزوح العديد من الشراكسة. في تركيا وحدها، تم تدمير أكثر من 40 قرية شركسية بسبب الزلازل (Kremlin.ru, November 5, 2019). بالنسبة للعديد من النازحين، تعد العودة إلى شمال القوقاز خيارًا طبيعيًا. ومع ذلك، فقد رفضت الفيدرالية الروسية التماسهم على أساس أنهم لا يجيدون اللغة الروسية. وحقيقة أن جمهوريات شمال القوقاز تقبل لغاتها الأصلية إلى جانب اللغة الروسية كلغات رسمية لا يبدو أن ذلك يؤثر على قرار موسكو (Kavkaz.Realii, May 22).

وعلى روسيا التزام بإعادة الشتات الشركسي إلى وطن أجدادهم. لكن الكرملين أحجم عن تحمل هذه المسؤولية من خلال إنكار الطبيعة الحقيقية لنفي الشركس. تصف موسكو نزوحهم الجماعي في عام 1864 بأنهطوعيوتزعم بأن الشراكسة لم يكونوا مواطنين روس في ذلك الوقت (see EDM, May 26, 2015). ومع ذلك، فإن هذه المزاعم ليست صحيحة تماما. بالنسبة للهجرة الجماعية، كان البديل الوحيد للشركس هو إما الانقراض التام أو الاندماج الكامل في المجتمع الروسي. وفيما يتعلق بحجة المواطنة، فإنّهُ في عام 2006، احتفلت روسيا رسميًا بالذكرى الـ 450 للإتحاد مع الشركس. وإذا كانت شركيسيا جزءًا من روسيا قبل فترة طويلة من عام 1864، فإن سكانها الأصليين كانوا بالتأكيد رعايا الإمبراطورية الروسية (see EDM, September 13, 2006).

أعطت حرب روسيا ضد أوكرانيا زخما جديدا للقضية الشركسية. واليوم، تعمل الحركة القومية الشركسية على تطوير الدعم للعودة إلى وطنها. روسيا هي إحدى الدول الموقعة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي ينص على أن الفيدرالية الروسية ورثت التزامات الإمبراطورية الروسية. ولذلك، فإن موسكو ملزمة بسن التشريعات اللازمة للتخفيف من الظلم الذي يعاني منه الشركس. وقد يستخدم الشتات هذه الوسائل وغيرها، مثل الحصول على اعتراف دولي بأحداث عام 1864 باعتبارهاإبادة جماعية، للضغط على الكرملين لتسهيل المزيد من عمليات إعادة الشراكسة إلى شمال القوقاز.

المصدر:

https://jamestown.org/program/russia-blocks-circassians-return-to-their-homeland/#:~:text=Supposed%20threats%20to%20domestic%20security,to%20the%20Kabardino%2DBalkarian%20Republic.

Share Button