وكالة أنباء القفقاس تلتقي حاج بايرام بولات العائد الذي أبعد عن وطنه
“طلبوا مني أن أصبح عميلا و عندما رفضت بدأت جميع المشاكل”
أجرى الحوار فهيم طاشتكين
الجزء الأول
ولد حاج بايرام بولات في مقاطعة تشوروم في تركيا عام 1974. عام 1992 عاد إلى القفقاس. غدت قصته الآن حديث الساعة و أصبحت قضيته رمزا و مثلا للموقف الذي تتخذه أو ستتخذه الفدرالية الروسية و جمهورية القبردري ـ بلقار إزاء العائدين إلى الوطن الأم أو أولئك الذين يعتزمون العودة إليه
بعد أن كاد يكسب النضال الذي يخوضه على الساحة القانونية من أجل البقاء على أرض الوطن أبعد حاج بايرام عن وطنه و أعيد إلى تركيا بشكل منافي للقانون و يضرب بعرض الحائط جميع مبادئ حقوق الإنسان. لدى زيارته لها أجرت وكالة أنباء القفقاس مع حاج بايرام بولات اللقاء التالي
ـ متى و كيف بدأت مغامرتكم القفقاسية؟
عام 1992 ذهبت إلى القفقاس و كانت زيارتي الأولى. و قد ذهبت حينها إلى العاصمة الداغستانية مخشقلعة بناء على دعوة وجهها لي أحد معارفي
ـ و لماذا ذهبت إلى مخشقلعة و ليس القبردي ـ البلقار باعتبارك قبرديني الأصل؟
إني أنظر إلى القفقاس ككل لا يتجزأ. أما سبب ذهابي إلى مخشقلعة فكان كما قلت قبل قليل هو أن أحد أخصائيي اللغة التركية و يدعى أحمد مرتزالييف قد وجه لي دعوة للحضور إلى هناك
ـ هل كان الهدف من هذه الزيارة سياحي أم العودة إلى الوطن الأم؟
بالطبع ذهبت إلى مخشقلعة من أجل العودة إلى الوطن. و قد أقمت في العاصمة الداغستانية حوالي ثلاث سنوات توجهت بعدها إلى نالتشك عاصمة القبردي ـ بلقار وطني الأم. و كنت أريد متابعة تحصلي الأكاديمي هناك و العثور على عمل. و كان هدفي هو العمل مع الأوساط المثقفة في روسيا
ـ و هل تمكنت من الوصول إلى الأهداف التي أردت تحقيقها في المجال الأكاديمي؟
لقد درست في معهد التربية الحكومي في داغستان كما عملت مستشارا للعلاقات العامة في شركة خاصة. و بعد ذلك نقلت نفسي من هذا المعهد إلى معهد في القراشاي ـ شركس يتبع للمعهد اللغوي في موسكو حيث أتممت دراستي في قسم اللغة التركية. بعدها تم اختياري كمسؤول لقسم العلاقات الدولية في أكاديمية “توركي” التي هي في بنية الأكاديمية الروسية للعلوم. و قد فعلت أكاديمية “توركي” شيئا نادرا ما يحدث حيث أنها كتبت على شهادتي الملاحظة التالية: بوسعه متابعة تحصيله العالي
ـ هل كنت لا تزال على علاقة بهذه الأكاديمية عندما بدأت محاولات ترحيلك؟
لقد انتخبت لمدة خمس سنوات لم تنقضِ بعد
ـ هل كنت تشعر بالحنين إلى الوطن القفقاس؟
لو كنت قد جئت إلى تركيا عام 1999 لكان وضعي قد أصبح أفضل بكثير. إذ كان بمقدوري العمل في الجامعات التركية بسهولة أكثر و لكنت قد عشت بإمكانيات أفضل بكثير من التي في القفقاس. إلا أن هدفي الأساسي كان العودة إلى الوطن
ـ كيف بدأت محاولات إبعادك عن الوطن؟
عام 1999 اقترحت علي الـ كي. غي. بي “العمل سويا” إلا أني رفضت ذلك. و قالوا لي :”إذا ما عملت معنا فإنك لن تواجه أية مشاكل و سنمنحك الجنسية الروسية” إلا أني لم أقبل عرضهم هذا. (تعرف الاستخبارات الروسية الحالية الـ إف. إس. بي في الفدرالية الروسية بالـ كي. غي. بي حتى الآن كما كان يطلق عليها في العهد السوفيتي. فهيم طاشتكين)
بهذه الملابس أبعد حاج بايرام بولات عن وطنه
|
ـ و هل يقترحون شيئا كهذا على الجميع؟
أعتقد أنهم يقترحونه على الكثير من الأشخاص
ـ حسن و ما الذي حصل عندما رفضت؟
لقد قالوا لي :”سنجعلك تندم على هذا” و عندها بدأت المشكلة الرئيسية
ـ ما الذي حدث بعد ذلك مثلا؟
عام 2000 سُرق إذن الإقامة الدائم الذي كان بحوزتي عندما كنت أجلس في أحد المطاعم في تشيركسك
ـ أوهل كان هذا من عمل الـ كي. غي. بي؟
أعتقد بأنه تم عن قصد
ـ لماذا؟
لأني عندما راجعت الجهات المختصة في نالتشك من أجل الحصول على إذن إقامة مرة أخرى قال لي رئيس دائرة الهجرة و الجوازات العقيد مؤيد جاموخوف :”إن وزير الداخلية لا يسمح لنا بإعطائك إذن إقامة”. الأمر الذي جعلني أعتقد أن إذن الإقامة الذي كان معي قد سرق قصدا
ـ هل كان ذنبك الوحيد هو رفضك عرض الـ إف. إس. بي؟ ألم يظهروا لك أية أسباب أخرى؟
لقد قالوا لي أن السبب يعود لمعرفتي لأشخاص فعّالين و من فئات مختلفة. أما الأسباب الأخرى التي قالوها فكانت عدم شربي للخمر و تحدثي عدة لغات
ـ هل قالوا لك هذه الأمور بشكل رسمي؟
أجل. لقد قالوا لي أني سأبعد خارج الحدود في أقرب وقت. و أنا قلت لهم أني سألجأ إلى المحكمة الأمر الذي أجابوا عليه بقولهم “ليس لديك الحق بمراجعة المحكمة”
ـ متى وقعت هذه الأحداث بالضبط؟
عام 2000. بعد ذلك قمت بمراجعة المحكمة و كانت دعواي لا مثيل لها في محاكم شمال القفقاس. إذ أني رفعت دعوى ضد وزارة الداخلية و الـ إف. إس. بي. رفعت الدعوى في السادس من أيار و كانت الجلسة في 1 حزيران 2000
ـ لماذا رفعت دعوى ضد الـ إف. إس. بي؟ ألم تكن علاقتك مع وزارة الداخلية؟
كما واجه رئيس المحكمة التي تنظر في هذه الدعوى مشاكل أيضا عندما قام بمراجعة الجهات المعنية لتمديد فترة بقائه في مهمته في آخر العام الجاري. فالقضاة الذين يمارسون القضاء لمدة عشر سنوات يغدو بمقدورهم ممارسته على الدوام الأمر الذي يوافق عليه برلمان القبردي ـ بلقار و لجنة القضاة العليا. و قد قامت الـ إف. إس. بي بالكثير من الضغوط كي لا يحصل هذا، إلا أن المراجعة التي تقدم بها القاضي الذي ينظر في دعواي قُبلت بفارق صوت واحد فقط
ـ إذا اتضح أن الـ إف. إس. بي تتدخل بالقضية. كيف أثر هذا على قرار المحكمة؟
لقد أرغمت المحكمة وزارة الداخلية على إعطائي إذن إقامة
أجلـ و هل أعطتك وزارة الداخلية إذن الإقامة بناء على هذا القرار؟
ـ ما الذي حدث بعد ذلك و لماذا استمرت المشكلة؟ هل ألغي الإذن؟
بتاريخ 11 كانون الأول 2002 ذهبت إلى منزل أحد أصدقائي و بقيت عنده تلك الليلة. و في الصباح داهمت النقيبة ماريانا أتابييفا و أحد العاملين في الـ إف. إس. بي منزل صديقي الذي يقع في شارع “فورمانوف” في العاصمة نالتشك. تنقسم نالتشك إلى ثلاث مناطق و تعتبر المنطقة التي يقع فيها منزل صديقي المنطقة الثالثة بالنسبة لدائرة الأمن إلا أن النقيبة ماريانا أتابييفا كانت من المنطقة الثانية أي المنطقة التي يقع فيها مبنى الاستخبارات الروسية. و أنا أقطن في المنطقة الأولى. و مدون في إذن إقامتي أني أقطن في المنطقة الأولى. و قد طلبت مني أتابييفا إبراز أوراقي الشخصية و عندما أبرزت لها إذن الإقامة قالت لي :”لماذا أنت هنا؟” فأجبتها :”إني ضيف”. و قد أخرجوني من المنزل غير آبهين باعتراض صديقي و اعتقلوني و أخذوني إلى مخفر المنطقة الثانية. و هناك أرسلني رئيس المخفر العقيد جامبوروف ناوربي إلى المنطقة الثالثة. و قد رفض رئيس مخفر المنطقة الثالثة شامل بيشوييف التحقيق معي بقوله :”ليس هنالك جريمة كهذه في منطقتنا. أن يكون المرء ضيفا ليس بجريمة”. بعد ذلك أخذوني مجددا إلى المنطقة الثانية
ـ و ما الذي فعلته إزاء ذلك؟
راجعت محكمة المدينة بتاريخ 24 كانون الأول 2002 و كان رئيس المحكمة باتربي بيزروكوف. و لم يحضر الشرطة إلى المحكمة. و قد ألغت المحكمة الجزاء الإداري و المالي الذي صدر بحقي و ذكرت بأني لا أخل بأي من القوانين. إلا أن وزارة الداخلية لجأت للاستئناف لدى المحكمة العليا في القبردي ـ بلقار التي ألغت القرار متذرعة بحجة مضحكة و أرسلت ملف الدعوى إلى المحكمة المحلية من أجل إعادة المحاكمة من جديد. أما الحجة فكانت أن المحضر كان على ورقة فوتوكوبي
و في 26 شباط 2003 أصدرت محكمة مدينة نالتشك قرارا يقضي بأن ما فعله موظفي وزارة الداخلية قانوني و بأن الجزاء الإداري أيضا كذلك. و أسندت المحكمة قرارها للتقارير التي كتبها شرطيي المنطقتين. إلا أن كلا هذين الشرطيين قالا في المحكمة أنهما لم يرياني و لا يعرفاني الأمر الذي كان لصالحي. أما الشهود فقالوا أني كنت في ذلك المنزل ضيفا فقط
http://www.kafkas.org.tr/arabic/Ajans/2003/Agustos/15.08.2003_bolat_reportaj_1.htm
تحياتي للحاج بايرام بولات
إسمح لي أن أسألك سؤالاً أنا الآخر ، هل تظن أن الكيان الشركسي تحت الإحتلال بقادر على تفهمك ودراسة حالك من منطلق أنك شركسي عائد ، وحتى إن لم يكن الإحتلال فلا بد من أن تلتزم بدساتير البلاد التي صادفتك وأية مخالفه تكون مردودة عليك ، أما إبعادك وأنت صاحب حق سيبقى حق العوده من حقك أيضاً تنتظره مثلنا في ظروف يفتح لك الوطن ذراعيه لتبني كفرد صالح نافع لشعبك / مع تمنياتي لك بحياة طيبه هانئه أينما كنت