غازبروم مضطربة وفاسدة: تقول برقيات الولايات المتحدة
جاي فولكونبردج، رويترز
موسكو – إن طموح الكرملين لتحويل غازبروم، وهي الشركة الأكبر للغاز في العالم إلى عملاق للطاقة العالمية قد قُوّض بسبب التفكير على النمط السوفياتي، ولسوء الإدارة والفساد، وفقا للبرقيّات الدّبلوماسيّة الأميركيّة المسرّبة.
وقد حاول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وربيبه ديمتري ميدفيديف الّذي عمل رئيسا لمجلس إدارة شركة غازبروم السّابق الذي يعمل حاليا رئيسا لروسيا، لاستخدام غازبروم لاستعادة بعض من النفوذ الدولي الّذي فقدته موسكو بعدما انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
لكن البرقيات الدبلوماسية الّتي تسربت من السفير الاميركي في موسكو جون بيرلى، تصوّر أكبر شركة في روسيا بوصفها مؤسسة ضخمة مضطّربة وفاسدة وهي لا تزال تتصرف كسابقتها، وزارة الغاز السوفياتيّة.
و”غازبروم هي ما يتوقع المرء أن يلمسه من احتكار تقوم به الدولة وتتموضع فوق ثروته الضخمة — غير الفعالة ولكن المستغلّة سياسيا ولكن فاسدة”، كتب ذلك بيرلي في برقية في العام 2009 والتي نشرتها مجلة دير شبيجل الالمانية (
http://www.spiegel.de) على موقعها الألكتروني على الشّبكة العنكبوتيّة.
ورفض المتحدث باسم غازبروم سيرجي كوبريانوف الإدلاء بأي تعليق فوري على الوثائق، وهي جزء من 251287 برقيّة لسفارة الولايات المتّحدة الأميركية الّتي كشف عنها وأرسلتها ويكيليكس إلى وكالات الأنباء.
والبرقيّات المسرّبة تظهر بوتين بأنّه زعيم الزّمرة (alpha-dog) في روسيا الذي يسمح لنخبة المرتشين من المسؤولين الفاسدين لشفط مبالغ نقدية من مبيعات الطاقة، وهي تعليقات رفضتها القيادة.
غازبروم والّتي مقرها موسكو تقوم بتقديم إمدادات ربع احتياجات الإتحاد الأوروبي من الغاز ولديها خطط لزيادة حصتها في أسواق الغاز الأوروبية والآسيوية ضمن مشاريع خطوط الأنابيب الضخمة التي تتطلب عشرات مليارات الدولارات من الاستثمارات.
وخلال فترة رئاسته، قام بوتين – بمساعدة موظّف في الكرملين حيث كان غير معروف نسبيا وهو ديميتري ميدفيديف – بتحرّك لتأكيد سيطرة الدولة على شركة غازبروم، وبتعيين حليف له هو أليكسي ميلر في منصب الرئيس التنفيذي.
أصبحت الشركة التي تسيطر عليها الدولة رمزا لتنامي مكانة روسيا حيث يعملون على قضم الأصول في الداخل والخارج، والاقتراض بشكل كبير وتعطيل امدادات الغاز الى أوروبا في فصل الشتاء والتّنازع مع الجمهوريات السوفياتية السابقة مثل أوكرانيا.
غير أنّ الأزمة الاقتصادية سحقت غازبروم، وأصبحت الآن قيمتها السّوقيّة ما يزيد قليلا على 150 مليار دولار، أي أقل من نصف ذروتها الّتي كانت أكثر من 350 مليار دولار وصلتها في عام 2008.
إستراتيجيّة غازبروم
وتكرّر برقيّات الولايات المتحدة وجهة نظر العديد من المحللين الغربيين والروس في أن إدارة شركة غازبروم أخطأت في الحكم على المستقبل من خلال المراهنة على أن ارتفاع الطلب الأوروبي سيواصل دعم البائع في السّوق.
بدلا من ذلك واجهت شركة غازبروم تقلّصاً على الطلب في أوروبا منذ عام 2009 حيث أنّ الأزمة الاقتصادية العالمية أجبرت الزّبائن الأوروبّيّين على خفض الاستهلاك. كما أنهم تحولوا في كثير من الأحيان إلى استخدام الغاز المسال من الشرق الأوسط، حيث تبيّن أن المنتجين له يبدون أكثر مرونة في سياساتهم التسعيريّة من شركة غازبروم.
كانت “غازبروم ببساطة غير مستعدّة لحالة الرّكود الّذي لا مفر منه وكذلك للإنحدار الحالي في الطلب على الغاز الأوروبي”، كما قال السفير الاميركي في البرقيّات، مضيفا أن شركة غازبروم اخطأت في الحكم على أثر واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى أوروبا.
سوف تضطّر “غازبروم إلى التعامل مع كمّيّات جديدة ضخمة من الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية من خلال مشاريع جارية بالفعل في قطر وغيرها”، كما جاء فيما كتب.
غازبروم قالت مرارا وتكرارا انها حريصة على التوسع في أسواق الغاز في الولايات المتحدة لكنّها اضطّرّت الى تقليص طموحاتها لتوريد الغاز المسال عبر المحيط الأطلسي حيث أنّ الولايات المتحدة عززت من إنتاجها من الغاز المستخرج من الصخر الزيتي وخفّضت من وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.
لا تزال شركة غازبروم، يُنظر أليها بوضوح كأداة لسياسة الكرملين الإجتماعية، وفقا لبيرل، الذي استشهد بقول مسؤول تنفيذي من غازبروم بأن أوّل اثنتين من الأولويات للشركة: توفير غاز موثوق وبأسعار معقولة للسكان المحليين والى “الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية”.
إن “غازبروم التي تصرفت وكأنّها شركة عالمية تنافسية سوف تجد على الأرجح مسارا جديدا للنمو بسرعة أكبر”، كتب بيرل.
واضاف “لكن غازبروم ليست شركة تنافسية عالمية، على الرغم من أنّها تتربّع على أكبر إحتياطيات للغاز في العالم. وغازبروم تعتبر إرثا من وزارة الغاز السوفياتيّة السّابقة وانّها لا تزال تعمل بنفس الأسلوب”، كما كتب.
طومسون رويترز © 2011
نقلا عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز