كُلّنا أديغَه، كُلّنا شراكِسة، ونحنُ جميعاً وطنيّون شراكِسة!
الشركس (الأديغه)
بعد سنوات عديدة، أخذنا نركّز للمرة الأولى من هذه الفترة الطويلة على مشاكلنا فقط، ونحن نتساءل مع أنفسنا، بذرنا بذور لمؤسسات مستقبلنا وخطونا بعض “الخطوات الأولى”!
ويحدونا الأمل! ونحن نتطلع قدما بملئ الثقة!
المشكلة القومية الشركسية لم تعد تخصنا نحن فقط ولكن على جدول أعمال العالم بأجمعه. وإذا كانت المشكلة على جدول الأعمال، فإنّ الحل هو على جدول الأعمال أيضا.
هذه فرصة تاريخية بالنسبة لنا!
وكما أننا نحب وطننا فنحن نريد بناء أمتنا في الوطن التاريخي شركيسيا ونأخذ مكاننا بين الأمم ذات السمعة في العالم. نحن في وقت عصيب، ولكن من الممكن أن نحقق أحلامنا.
ونحن نمتلك الطّاقة لذلك! ونقوم بالإعتماد على أنفسنا!
النجاحات الصغيرة سوف تؤدي إلى النصر، والنصر النهائي سيكون حاصل جمع الانتصارات الصغيرة. إن التحدي الأوّل الماثل لدينا هو تنظيم مؤسّساتنا في الشتات بالهوية الوطنية.
بالتاّكيد يجب تنفيذ ذلك في العام 2011، ويجب علينا أن ننظّم “رابطة الجمعيّات الشركسيّة –الأديغه خاسه” في الشتات؛ من الأفضل أن نقول، يجب تغيير أسماء مؤسّساتنا في الشتات من
مسمّيات “مؤسّسات ثقافيّة قوقازيّة وشمال قوقازيّة” إلى “مؤسّسات الأديغه خاسة الشّركسيّة”.
وهذا التغيير يمهد الطريق لنصبح شركسا أكثر فأكثر وتقوية وتعزيز البنية الداخلية.
وبطبيعة الحال فإن مجرّد تغيير “الّلافتات” ليس كافيا. فبالتوازي علينا إعادة التفكير وإعادة تنظيم مؤسساتنا من أجل تلبية احتياجات الشعب الشركسي ولضمان توحيد الشعب الشركسي في جميع أنحاء العالم تحت عنوان “الرؤية لبناء أمة في وطننا شركيسيا”.
إنّ التّطوّرات في الفيدراليّة الرّوسيّة، الّتي هي جزء من العالم، والّتي ينتمي اليها وطننا، تعتبر فرصة عظيمة وتاريخية فريدة من نوعها بالنسبة إلينا، وتدفعنا لوضع سياسات جديدة. في عام 2011 يجب رفع مصالحنا الوطنية بشكل أعلى لأسماع العالم، إضافة إلى نضال أمتنا.
الهوية المشتركة ولغة الناس من شأنهما رفع صرح الأمّة والوطن. كل هذا ممكن: بناء أمّة شركسيّة (أديغيّة)؛ والتوحيد في كل من الوطن والشتات، وتعزيز العلاقات بين الوطن الأم والشتات، والتّعليم في مجالات مستقبلنا -أطفالنا وشبابنا- في الوعي عن الأمة، كشراكسة يحبّون وطنهم.
“فشركيسيا هي وطن الشركس”. كما أنّه لا يمكن التّفكير بأن تفصل الأمة عن الوطن، فإنّ الشّركس لا يمكن فصلهم عن شركيسيا. علينا أن نرفع راية “الوطن شركيسيا” في إدراكنا ويجب دائما أن إبقاءها عالية، من أجل تثقيف الشباب الوطنيّين الشراكسة الذين سيبلغون أهدافنا في المستقبل؛
لقد فشلت أنشطتنا المؤسسية حتّى يومنا هذا في “الحفاظ على الثقافة واللغة والعادات والتقاليد” من أجل إعطاء منظور مستقبلي وأمل لشعبنا. إنّها لم تأخذ في عين الاعتبار حقيقة الشتات (الإغتراب) والذّوبان. إنّ جهد إعادة التّأهيل أو حماية ما لدينا في كل يوم يمر، لا يجذب أي شخص آخر غير “نواة الفولاذ” الّتي تتقلّص؛ بل إنّها لا تحقق أيّة قيمة إضافية!
النقطة الّتي نقف عندها اليوم هي: هناك “نشطاء الأندية” من جانب وهم الّذين يظهرون من خلال بعض الوجوه ويتميّزون بعامل الصراع الداخلي، وعلى الجانب الآخرهناك آلاف غيرهم، وحتى مئات الآلاف الّذين لم يتم الوصول إليهم حتى الآن!
يجب أن نكون قادرين في الفترة القادمة على الوصول إلى “مئات الآلاف” هؤلاء وأن ننشئ إنفتاحا سياسيّا؛ يجب علينا على أقل تقدير أن نخطو في هذا الاتجاه. إنّ الأشخاص المتواجدين في مؤسساتنا في مواقف مسؤولة يتحمّلون مسؤوليّة رئيسية.
يجب أن يكونوا قادرين على رؤية الحقيقة: مواقف وجهود “أنا أعرف الطّريق” لإبقاء كل شيء تحت السيطرة هي السبب لماذا لم تعد مؤسساتنا ديمقراطية ولماذا أصبحت تنظيمات غير مجدية. وللتغلب على ذلك، ينبغي اتّباع سياسة منفتحة، وهناك حاجة الى إنشاء آليات لمشاركة أوسع في اتخاذ القرارات. وينبغي لجميع أفراد شعبنا أن تتاح لهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم سواء أحببناها أو لم نحببها. وينبغي للمؤسسات أن تكون قادرة على تمثيل وجهات نظر مختلفة وحتى مخالفة.
ولتوفير مجموعة متنوعة من الآراء يجب أن يكون هناك إجتماعات ومؤتمرات ومناقشات ومنابر لإلقاء الضوء على برامج هامّة وحاليّة متاحة لجميع الأعضاء وكذلك لجميع الراغبين في المشاركة.
في نفس الإتّجاه فإنّ الانتخابات في مؤسساتنا يجب أن تكون أكثر احترافا: كما هو الحال في منظمات ديمقراطية أخرى، فينبغي إعداد جميع البرامج ويجب على المشمولين في القوائم الإنتخابيّة أن يتنافسوا بروح من التنافس والمحاسبة على ما تم القيام به أو لم يتم القيام به هو ما ينبغي أن يكون واضحا في الانتخابات المقبلة.
أهم شيء: يجب أن تتّخذ القرارات العامة المتعلقة بالشعب الشركسي من خلال المؤتمرات الشعبية الشركسية (Adyghe Lhepkh Zefes). وهذا المؤتمر (الكونغرس) يجب أن يحتضن كافّة سياساتنا ومؤسساتنا وفي هذا الكونغرس يجب على شعبنا أن يحدد كلا من الأهداف قصيرة وطويلة الأجل؛ و ينبغي تحديد “خطوطنا الحمراء”هنا.
وبالمثل، لا تزال أنشطتنا “إنطوائيّة” جدّا. وفي الواقع، فإن الأشخاص الذين يشاركون في أنشطتنا هم في أغلب الأحيان أناس، نعرفهم تماما من الّذين لديهم الوعي بخصوص جذورهم الشركسية. لكن في قبضة الاستيعاب (الذّوبان) هناك الآلاف من الناس الذين يمكن أن يسهموا في الحركة الوطنية من خلال العلاقات الفكرية والاجتماعية. بعد ذلك، وجب علينا تنظيم مناسبات لتقديم حالنا على نحو أفضل للشراكسة وللرأي العام العالمي على حدٍ سواء. وعلينا أن نكون متفاعلين بشكل أكبر في الدعاية الديمقراطية.
عن طريق إبعاد أنفسنا بعيدا عن السياسة أو الأفكار السياسية، اعتقدنا أنّنا بذلك نحفاظ على وحدتنا وسلامتنا. لكن هذا السلوك لم يحرز مكانة، فإنّ ذلك أضعَفَ من مكانتِنا وقوّض منظماتنا.
إنّ النّهج الحالي يدعو لتطوير الإدراك الوطني، وبالتالي علينا أن نظهر بذل جهد خاص في عملية بناء الأمّة وأن نصبح قوة سياسية.
وهذا يعني عملا سياسيا في الوعي الوطني لمجتمعنا؛ للمطالبة بحقوقنا الديمقراطية ولحرياتنا في كل مكان نعيش فيه؛ أن نكون أكثر حساسية لمشاكلنا الوطنية، لنظهر رأينا ونتفاعل عبر المؤتمرات وحلقات النقاش والاجتماعات، عندما يتعلّق الأمر بأنشطة ذات صلة بأمتنا. هذا يعني انفتاح نحو الجمهور، من أجل الصحافة والإعلام والمنظمات الديمقراطية ولبناء علاقات أمتن وأسلم معهم، وهذا يعني الحصول على حضور شركسي عالمي وبنفس الوقت مهني ومتنور.
ولكن في الوقت نفسه كما تفعل جميع الدول الأخرى، يتعين علينا أن نعزز وعينا كوننا أمّة نتمتع بقيمنا وتاريخنا. فحتى الآن تجاهلنا ذلك كثيرا. في الواقع، نحن لم نضع ذلك من خلال جدول أعمال على الإطلاق.
ومع ذلك، فكل أمة لها أيامها ومناسباتها الوطنية. وهكذا لدينا:
1- الرابع عشر من مارس/آذار يصادف “يوم الّلغة الشركسية الأم”؛
2- الخامس والعشرين من أبريل/نيسان يصادف “يوم العلم الشّركسي”؛
3- الحادي والعشرين من مايو/أيّار يصادف “يوم الإبعاد الشّركسي عن الوطن ويوم الإبادة الجماعيّة – يوم الحداد الوطني”؛
4- الثّالث عشر من يونيو/حزيران يصادف “يوم الاستقلال الشّركسي”، و
5- الأوّل من أغسطس/آب يصادف “يوم العودة إلى الوطن”.
أياما كهذه يجب قطعا أن تنظّم وكذلك أن تمثّل أحداثا يتم حضورها بشكل جيد، ورواية معنى وأهمّيّة هذه الأيّام لشعبنا، وذلك لزيادة وعيهم حول ذلك.
على وجه الخصوص، “21 مايو/أيّار” هو اليوم الأكثر شؤما والأكثر إيلاما لأمّتنا؛ وفي الوقت نفسه هو أحد أهم المعالم في النّزوع لبناء مستقبلنا. كما أُعلن رسميّا عدّة مرّات من قبل مؤرخينا ومؤسساتنا وجمهورياتنا، لقد خسر أجدادنا الحرب لحماية حرية وطنهم، فوقعوا ضحيّة للإبادة الجماعية، وقد تم نفيهم من وطنهم في ذلك الوقت. في 21 مايو/أيّار، يجب علينا إحياء ذكرى هذا اليوم وفقا لدلالته وأهميته؛ علينا أن نطالب بعلاج هذا الظلم وعلينا ان نمضي قدما لمنظمة محترفة لإطلاع العالم على “الإبعاد والإبادة الجماعية للشعب الشركسي”.
في نفس النّهج “يوم الاستقلال الشّركسي” في 13 يونيو/حزيران من عام 1861، أعلن عنه في جميع أنحاء العالم من قبل أجدادنا، يجب أن يكون محفورا في أدمغة شبابنا ومجتمعنا.
وينبغي استخدام تعبير “شركيسيا الوطن الأم”، الّذي يقول “لا” لتقسيم مجتمعنا، يجب استخدامه في كثير من الأحيان. يجب علينا تنظيم “يوم استقلال شركيسيا” بحيث يكون كبيرا وحماسيّا مع جميع أصدقائنا وضيوفنا وأن تكون المشاركة من جميع أنحاء العالم.
واحد من أهم الأيام وذو مغزى لأمّتنا هو “يوم العودة إلى الوطن الأم في الأوّل من أغسطس/آب”. إنه رمز لمستقبلنا ولعمليّة بناء أمّتنا. كل شركسي (أديغه) سيستمر وجوده الدّائم في الوطن فقط. ولذلك، في كل يوم 1 أغسطس/آب يجب أن يكون هناك نشاطات منظّمة تصف الوطن وتشجع للعودة إليه. في هذه الأيام يجب علينا قطعا أن نحصل على طعم للوطن الأم وللدخول إلى أرض الوطن.
تحت عنوان “الأيام الوطنية الشركسية” اعتبارا من عام 2011 فصاعدا يجب إحياء الذّكرى والإحتفال بهذه المناسبات بشكل منتظم. في هذه الأيام، ينبغي وضع جميع المناقشات والخلافات بيننا جانبا ويجب أن نكون متّحدين ومتضامنين.
الوطنيّون الشراكسة ينظرون في القدرة على القيام بهذه التغيّرات والتحولات باعتبارها لحظة حيوية في مستقبل أمتنا. وقد أعلنّا بالفعل بأن نكون أكثر إصرارا من أي وقت مضى لتحقيق ذلك على جدول أعمال وبرنامج جميع مؤسساتنا وشعبنا.
ولذلك، إذا كان أي شخص يريد وصفنا “القوميّين الشراكسة”، فعلى الرحب والسّعة!
ونحن نتطلع قدما إلى عام 2011 لجلب الصحة والسعادة للشعب الشركسي والبشرية جمعاء وسنة مليئة بالإنتصارات بالنسبة إلينا جميعا…
الوطنيّون الشراكسة
نقلا عن: (Cherkessia.Net)
ترجمة: أخبار شركيسيا