“سنعارض أولمبياد سوتشي لأن…
في لقاء أجرته معه أولغا ألينوفا مراسلة صحيفة كومرسانت الروسية فند علي برزج أسباب معارضته إقامة أولمبياد عام 2014 في سوتشي التي كانت شاهدا على إحدى أحلك صفحات إبادة الشراكسة. وبرزج من أعضاء المركز الثقافي الشركسي في نيوجرسي وقد لعب دورا فعالا في تنظيم مؤتمر دولي في تفليس حول الاعتراف بإبادة الشراكسة.
سعي الشراكسة وراء اعتراف رسمي بإبادتهم في القرن التاسع عشر، وضع التدريس باللغة الأم في المدارس الروسية، أولمبياد سوتشي وغيرها من المواضيع تجدونها في طيات اللقاء التالي:
لماذا تعارض المنظمات الشركسية إقامة الأولمبياد في سوتشي؟
كيف يمكن السماح بإقامة أولمبياد في مكان أبيد فيه كل ما هو حي؟ في مكان شهد إبادة؟
العالم بأسره قد شهد حروبا فيما مضى…
الشراكسة أحياء. لقد قتل شعبا دون ذنب. سنعارض هذه الأولمبياد طالما ظل فينا عرق ينبض بالحياة لقد لجأ الشراكسة إلى العالم بأسره. تحروا الأمر بأنفسكم وقولوا لنا هل يمكن إقامة أولمبياد على هذه الأرض؟ أنا شركسي بلا وطن غادرت روسيا عام 2007 لأنه ليس ممكنا أن أدافع عن شعبي ومصالحه وأنا في روسيا. لقد خرجت كي أواصل دفاعي عنه من خارج حدود البلاد.
وإذا ما اعترفت روسيا بإبادة الشراكسة؟
برأي لا يمكن إقامة الأولمبياد في سوتشي حتى ولو اعترفت روسيا بالإبادة. إن شعبنا لا يزال على قيد الحياة رغم كل شيء وأبناؤه يصفون أنفسهم بالشراكسة في أي مكان يعيشون فيه في العالم رغم الدعاية الرسمية الروسية التي تقول إن المهجر الشركسي قد ذاب في الدول التي يقطنها في مختلف أرجاء العالم. إن الشراكسة في تركيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية هم شراكسة وليسوا أتراكا أو إيرانيين أو عرب إنهم شراكسة وهم قادرون على التصدي وطالما لم يطلق معهم حوار فهم سيحملون أفكارا سلبية تجاه السياسة الروسية وفي الوقت الراهن لا تلوح هناك بوادر أي حوار في الأفق.
لماذا؟
لأنهم يطلقون أحكاما مسبقة ولا يأخذوننا على محمل الجد. إذا كنا محرومون حتى من حقنا في الحصول على تعليم باللغة الشركسية في روسيا فعن أي حق يمكننا الحديث.
وكيف ذلك؟ هناك حصص باللغة الشركسية في المدارس…
ليس لدينا مدرسة واحدة في روسيا تدرس باللغة الأم طوال فترة التعليم الدراسي البالغة 11 عاما فالتدريس بالشركسية مقتصر على الصفوف الدراسية الأولى فقط وبعد ذلك يبدأ ترسيخ الوعي باللغة الروسية فقط.
ألا توجد لديكم إمكانية الدراسة باللغة الأم خارج البلاد؟
في خارج البلاد لا نكون في بيتنا بل ضيوفا إلا أن ذلك أفضل من العيش في روسيا الحالية. أن يعيش المرء ضيفا ويتذكر تاريخيه أمر؛ وأن يعيش في مكان تقام فيه نصب لشخصيات مثل “زاس” و”لازاريف” و”يرمولوف” كدليل على “الظرافة السياسية”، منزل لا يتمتع فيه المرء بإمكانية مشاهدة التلفاز باللغة الأم هو أمر آخر.
هل لك أن توضح لنا لماذا لجأت المنظمات الشركسية إلى البرلمان الجورجي وطلبت منه الاعتراف بإبادة روسيا الشراكسة في القرن التاسع عشر؟ ألا تعتبر مثل هذه المبادرات برأيكم ألاعيب أجنبية وليس أي شيء آخر في ظل التزام الشراكسة في روسيا الصمت؟
سبق وأن تقدم الشراكسة بطلب من هذا القبيل للإدارة الروسية. ففي منتصف تسعينيات القرن الماضي تقدم برلماني الأديغي والقبردي ـ بلقار إلى مجلس الدوما بطلب اعتراف الدولة الروسية بإبادتها الشراكسة وقد نشر ذلك في الصحف لكن لم يتم الحصول على أية إجابة. كان ذلك بالفعل ـ في ذلك الحين ـ رأي الشراكسة القاطنين في منطقة روسيا. في ذلك الوقت كان لا يزال هناك وجود لمؤسسات ديمقراطية وكانت تجرى انتخابات وكان النواب الذين قدموا الطلب للدوما منتخبين من الشعب أما الآن فلا توجد هناك عملية ديمقراطية والناس في روسيا لا يشعرون إلا بالخوف وإذا بدأت تطالب بالاعتراف بإبادة الشراكسة فستعتبر إرهابيا متطرفا. تذكرون كيف قتل ناشط “الأديغة خاسه” أصلان جوكوف في شركسك السنة الماضية وحتى الآن لم يكشف النقاب عن تلك الجريمة. بوسعي التأكيد أن جوكوف قد دفع حياته ثمنا لموقفه من القضية الشركسية.
ولم لجأ الشراكسة إلى البرلمان الجورجي بالتحديد؟
إن جورجيا قريبة جدا ونحن الشراكسة والشيشان والأنغوش والجورجيون جيران. لدينا جميعا مشاكل مشتركة نريد الحديث عنها وليس بوسع الجميع الحديث عنها في وطنه الأم. إن الوحدة عنصر أساسي للشعوب القفقاسية وهدف اللقاءات التي جرت في تفليس كان لفت أنظار شريحة أوسع إلى مشاكل شمال القفقاس. واليوم وبفضل تلك اللقاءات أدرك معظم القفقاسيين أننا لسنا أعداء بعضنا بعضا.
نقل عن: وكالة أنباء القفقاس
http://www.ajanskafkas.com/haber,25423,158716061593157515851590_1571160816041605157616101.htm
“