لم يعلن أي فرد أو أيّة جماعة المسؤوليّة عن التفجير الانتحاري الذي وقع في مطار دوموديدوفو في موسكو في 24 يناير/كانون الثّاني، الّذي أدّى إلى مقتل 35 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 125 آخرين ومع ذلك، ظلت لدى وسائل الإعلام الرّوسيّة وفرة بالنظريات والشائعات حول من قد يكون وراء الهجوم، ومعظمها يشير إلى شمال القوقاز.
وذكرت صحيفة كومرسنت (Kommersant) في 27 يناير/كانون الثّاني ان المحققين يعتقدون بأن الهجوم قد يكون نظمه فيتالي رازدوبودكو(Vitaly Razdobudko) وهو من سكان منطقة ستافروبول و”روسي وهّابي” الذي يُزْعَم بأنّه عضوٌ في جماعة النّوغاي (Nogai Jamaat). ووفقا للصحيفة، اقترحت مصادر تنفيذ القانون الرّوسيّة بأن رازدوبودكو يمكن أن يكون أيضا وراء الحادث الذي وقع في موسكو عشية رأس السنة الجديدة هذه، حيث أن فتاة إنتحاريّة مشتبهٌ بها ورد بأنّها توفّيت عندما انفجر حزامها الناسف بطريق الخطأ. ومع ذلك، ذكرت كومرسنت أن أقاربرازدوبودكو قالوا بأنه اختفى في أكتوبر الماضي، وحتّى أنهم ذهبوا إلى الشرطة بخصوص اختفائه، خوفا من انه قد يكون اختطف وقتل على يد مسلحين لانه كان يرغب في ترك صفوفهم (http://www.kommersant.ru/doc.aspx?fromsearch=e8ad831c-0ad4-4d1a-9986-6627c28d6907&docsid=1574311).
نقل موقع كفكازكي أوزيل (Kavkazsky Uzel) في 25 يناير/كانون الثّاني عن مصدر لم يفصح عن هويّتهُ يتبع للخدمات الخاصّة الروسيّة بأنّهُ ربّما أعضاء من “كتيبة نوغاي” التّابعةللمتمردين قد نفّذت تفجير دوموديدوفو انتقاما لعملية خاصة نفذت في منطقة نفتكومسك (Neftekumsk) التّابعة لستافروبول (Stavropol) في شهر أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، عندما تم إلقاء القبض على ثلاثة وقتل إثنان من “كتيبة نوغاي”. ووفقا للمصدر، بعد شهر من العملية، حصلت الخدمات الخاصة الروسية على معلومات تفيد بأن ثلاثة أعضاء من “كتيبة نوغاي” قد وصلوا إلى منطقة موسكو لشن هجمات باستخدام مُفَجّرات إنتحاريّات (www.kavkaz-uzel.ru, January 25).
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة الأخبار (The News) الباكستانيّة في 27 يناير/كانون الثّاني ان أجهزة الإستخبارات الروسية قد تقرّبت من نظيراتها الباكستانيّة لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول “إشتباه الأرتباط” بين الجماعات المتشددة الباكستانية والأفغانية من جهة، و”الجماعات الإرهابية في شمال القوقاز”، من جهة أخرى. ونقلا عن “اوساط دبلوماسية مطلعة في إسلام آباد”، حسبما ذكرت الصحيفة بأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) يعتقد أن المفجرين الانتحاريين الذين ضربوا مرارا وتكرارا في روسيا “كانوا على الأرجح قد تم تدريبهم من قبل شبكة القاعدة في الشّريط القبلي الباكستاني-الأفغاني. “وأضافت الأخبار وفقا للمعلومات الاستخبارية التي تقاسمتها السلطات الروسية مع نظيراتها الباكستانيّة”. إن المسلحين الشيشان … يشتبه في أنهم نفذوا تفجيرات إنتحارية في روسيا … يجري تدريبهم من قبل نفس شبكة الجهاد المرتبطة بالقاعدة التي تديرها وتقدم التدريب على الإرهاب لمئات من الأجانب الآخرين لشن هجمات على غرار هجمات مومباي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا. “وقالت الصحيفة ان جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) يعتقد ان هجوم دوموديدوفو قد نُفّذ من قبل إمارة القوقاز بقيادة زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف (http://thenews.com.pk/TodaysPrintDetail.aspx?ID=27830&Cat=1&dt=1/27/2011).
ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين استبعد احتمال ان يكون هجوم دوموديدوفو مرتبطا بالشيشان. “إن هذا العمل الإرهابي، ووفقا لبيانات أولية، لا علاقة له بجمهورية الشيشان”، قال بوتين ذلك للصحفيين في موسكو في 26 يناير/كانون الثّاني (Reuters, January 26).
ووفقا لكفكازكي أوزيل، لم يستبعد المحققون نسخة أخرى من هجوم دوموديدوفو: الّذي تم تنفيذه من قبل المجموعة الإسلاميّة السّرّيّة المسلّحة في داغستان. وأشار الموقع ان أعضاء تلك المجموعة اتّهِموا بأنّهم نظّموا ونفذوا تفجيرين انتحاريين في شبكة مترو الأنفاق في موسكو في مارس/آذار الماضي، حيث قتل فيهما 39 شخصا. وادّعى دوكو عمروف في وقت لاحق المسؤوليّة عن هذه التفجيرات (www.kavkaz-uzel.ru, January 28).
وفي غضون ذلك، تستمر في داغستان هذا الاسبوع أعمال العنف المرتبط بالتمرد. فأُصيب اثنان من رجال الشرطة يوم 27 يناير/كانون الثّاني عندما اقتحم أفراد الأمن منزلا في قرية سيرفني (Serveny) في منطقة خاسافيورت في داغستان، حيث زُعِمَ أن مسلحين كانوا يختبئون هناك. وفي 27 يناير/كانون الثّاني أيضاً، قتل في داغستان رميا بالرّصاص العقيد عبد الحليم كريموف (Colonel Abdulkhakim Kerimov) مدير الشرطة في منطقة بابايورت (Babayurt، على أيدي مهاجمين مجهولين خلال عملية أمنيّة كانت تجري في حينه في قرية لوكسمبورغ (Luxembourg) (www.kavkaz-uzel.ru, January 27).
في 26 يناير/كانون الثّاني، قتل أربعة أشخاص وأصيب ستة آخرون عندما انفجرت قنبلة قبالة مقهى كارافان (Karavan café) في خاسافيورت (Khasavyurt). وقتل ثلاثة من العاملين في المقهى على الفور وتوفي في وقت لاحق أحد الرّواد في المستشفى. وفقا لوزارة الداخلية في داغستان، وانفجرت القنبلة وهي بقوة 30 كيلوغراما من مادة تي ان تيحيث كانت مخبأة في سيارة متوقفة بالقرب من المقهى. ونقل موقع كفكازكي أوزيل عن مصدر لتنفيذ القانون في داغستان قوله بأن القصف يمكن أن يكون قد قام به أعضاء في جماعة إسلاميّة سرّيّة مسلّحة في الجمهورية، والّتي كانت تقوم بابتزاز “التّقدير” الدّفعات الماليّة من رجال الأعمال المحليين الذين يبيعون المشروبات الرّوحيّة. ووفقا للمصدر، كان هذا التفجير الرابع من نوعه هذا العام في خاسافيورت في سبيل استهداف محلات المشروبات، والّتي يرفض أصحابها الدّفع للمتمردين (www.kavkaz-uzel.ru, January 27).
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز