نافذة على أوراسيا: يقال أن الأمة الروسية فقدت قدرتها على استيعاب الآخرين
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستونتون ، 6 نوفمبر/تشرين الثاني – بالنسبة لمعظم العصور الحديثة، استوعب العرقيّون الروس أعضاءاً من أمم أخرى تعيش فيما بينهم لأنهم مثلوا مجتمعاً أكثر تقدما، لكن الآن، يقول مدون موسكوفي، لقد “فقدوا القدرة على استيعاب الشعوب الأخرى”، الأمر الذي يجعل من تدفق المهاجرين غير الروس أكثر إثارة للقلق وعامل تهديد .
”روسيا المعاصرة”، كما يقول المدون، “تتذكر أحفاد الآزتيك و المايا الذين يتجولون بين الأهرامات والأضرحة التي بناها أجدادهم ولا يفهمون من أين جاء كل ذلك”. ونتيجة لذلك، فإنهم لا يدركون ما يحدث أو ما الذي يتعين عمله (proudtimes.ru/news/135.html) .
ووفقا له، “الدول متعددة القوميّات لا يمكنها أن تبني على مبدأ الصداقة بين الشعوب المتباينة. وقانونيا بالطبع، يجب أن تكون هناك مساواة فيما بينها، لكن في حقيقة الأمر، ما دام هناك شعب واحد هو أسمى حضاريا من الآخرين، لن توجد مشاكل في دولة متعددة القوميات”. بمجرد أن يصبحوا على قدم المساواة، فإن مثل هذه الدولة ستنهار “وكأنه بيت من الكرتون”.
”في حين أن [العرقيّين] الروس كانوا أسمى مرتبة من غيرهم، ظلت روسيا إمبراطورية. وحالما انحطّوا إلى مستوى الشعوب الأخرى، بدأت روسيا في الإنحلال. الأقليات القومية القادمة إلى روسيا لم تعد تنصهر فيها. وسوف يظل إلى الأبد أرمناً، وأذربيجانيين وداغستانيّين، و سوف لن يكون أطفالهم من الرّوس أبداً”.
”لقد حان الوقت”، يواصل المدون، بالنّسبة للروس ليكفوا عن خداع أنفسهم حول هذه النقطة. مثل “هذه القصص تساعد[هم] فقط بأن يموتوا في سلام. فقد حان الوقت للبحث عن الحقيقة في الأعين والعودة إلى ساحة صراع الحضارات”.
يظن كثير من الناس، كما يقول، أن “كل مجتمعات ما بعد الفترة الصناعية في في طور الإحتضار”، وبالتالي تجلب المهاجرين. في معظم الحالات، ثقافة البلدان المستقبلة لا تزال في مستوى “أعلى”، وبالتالي تستوعبهم. لكن “هبط مستوى الشعب الروسي على مدى العقدين الماضيين إلى حد أدنى من الشعوب التي تعيش في المستعمرات الروسية” والتي لم يعد سكانها ينصهرون.
عندما يأتي مكسيكي إلى الولايات المتحدة، كما يشير، فإنّه “مع مرور الوقت، يصبح أمريكياً وسوف يصبح أولاده الأمريكيين”. لكن في الفيدراليّة الروسيّة، الأرمني أو حتى أطفال الأرمني الذي قدم للعمل والعيش في موسكو “سيبقوا إلى الأبد من الأرمن”.
هذا المدون مجهول الهويّة لا يدعم استنتاجاته ببيانات من دراسات علم الإجتماع، لكنه يعكس مخاوف العديد من الروس حول ما تعني الهجرة في الوقت الحاضر بالمقارنة مع ما كانت تعني منذ بضعة عقود فقط. وهذه المخاوف تفاقمت بالحجج من قبل بعض الخبراء في موسكو في هذا المجال.
في تصريحات لوكالة نوفي ريجون 2 (NovyRegion2) للأنباء يوم أمس، قال يفغيني ساتانوفسكي (Yevgeny Satanovsky) مدير معهد موسكو للشرق الأدنى (Moscow Institute of the Near East)، أن “روسيا تحتضر” وليس أمامها خيار سوى جذب المزيد من المهاجرين على الرغم من حقيقة أنه سوف تزداد حالات “اخذ مكان” ذوي الأصول الرّوسيّة (nr2.ru/moskow/468783.html).
لأن هؤلاء القادمين إلى روسيا يقومون بذلك من أجل العمل بدلا من الحصول على إعانات حكومية، والهجرة في روسيا تشكل مشكلة أقل مما تمثله في الدول الغربية، لكن “في الوقت نفسه، سيتدهور الوضع” حيث أن هناك 2-2.5 مليون من الأوزبك، و 1-1.5 من الطاجيك، و 400-800000 من قرغيزستان، قيرغيزستان بالفعل داخل الفيدراليّة الرّوسيّة .
لن يكون هناك أي سبب معين للقلق إذا طوّرت السلطات الروسية نظاماً فعالاً للتكيف بحيث يتعلم مثل هؤلاء الناس اللغة الروسية و”يتم التّزاوج سلميا”. لكن لسوء الحظ، قال ساتانوفسكي، لديه شكوك قوية بأن الحكومة الروسية قادرة على الخروج بأحد الحلول.
”هل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فعّالة؟ وهل كانت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في أي وقت مضى فعالة؟ منذ عهد بوريس غودونوف (Boris Godunov)، الذي كان بطبيعة الحال مديراً فعالا”، أضاف الباحث، “أنا لا أعرف عن أي إجراء تم اتخاذه. في الوقت الحالي، [في الواقع]، لا يتم حتّى مناقشة هذه المشكلة على محمل الجد” .
بدلا من ذلك، جادل ساتانوفسكي، هناك جدل ظاهري بين أولئك الذين يريدون الدفاع عن احتياجات أرباب العمل للمزيد والأرخص من العمال، من جهة، وأولئك الذين يريدون الدفاع عن حقوق المهاجرين، من جهة أخرى.
بالتفاهم وحسن النية، كما أشار، “مسألة الهجرة” يمكن حلها، لكن أعرب الباحث الموسكوفي عن شكوكه بأن “الدولة الروسية الحاليّة تستطيع أن تفعل ذلك”. هناك المتخصصين “الذين هم قادرون على تقييم الوضع”، ولكن “هل سيستمع لهم أي شخص [في موقع السلطة]؟”
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/11/window-on-eurasia-russian-nation-said.html)