نافذة على أوراسيا: في روسيا اليوم، أصبح التعذيب ‘روتينياً’، تقول المجموعات الحقوقيّة
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستاونتون، 16 نوفمبر/تشرين الثاني — أصبح التعذيب “ممارسة روتينية” في روسيا اليوم، وفقا لتقرير مفصّل من 69 صفحة أعدّ بالمشاركة بين الجمعية المسيحية الفرنسية للقضاء على التعذيب (the French Christian Association for the Abolition of Torture)، واللجنة الروسية لمناهضة التعذيب (the Russian Committee Against Torture)، ومؤسّسة الرّأي العام الروسي (the Russian Public Verdict Foundation).
والتقرير، موجود نصّه على موقع (http://unmondetortionnaire.com/IMG/pdf/acat_russie_ru.pdf)، ذكر من قبل غراني آر يو (Grani.ru) في مقال تم إعادة نشره في العديد من المواقع الالكترونيّة الروسية لحقوق الإنسان (grani.ru/tags/torture/m.221217.html و pravo-ural.ru/2013/11/16/pravozashhitniki-pytki-stali-rutinnoj-praktikoj-v-rossii/).
وفقا للّذين كتبوا التقرير، يستخدم التعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية الآن من قبل الشرطة الروسية وضباط الأمن “في جميع مراحل الإجراءات الجنائية، من لحظة الاعتقال أو التوقيف وحتى نهاية العقوبة لشخص ما في معسكر” أو سجن. وأنها بالتالي لديها الآن طابعاً “منهجياً”.
وعلاوة على ذلك، يقول التقرير، تتم ممارسة التعذيب بغض النظر عن ما يكون الاشتباه بالأفراد المنخرطين في النّسق، وهو وضع يضع أي شخص بغض النظر عن سلوكه في خطر. إن استخدام التعذيب بالتالي يساعد الشرطة على تعزيز إحصاءاتها على حل الجرائم، حتى لو استندت تلك الحلول على اعترافات زائفة، ويساعد السلطات على إبقاء السكان ضمن النمط.
وفيما يتعلق بأماكن الاحتجاز، يشير النشطاء الحقوقيين للظروف “اللاإنسانية” التي يتم بموجبها احتجاز السجناء: زنازين شديدة الإزدحام، وعدم إمكانيّة الحصول على الرعاية الطبية، والظروف السيئة للعمل وممارسة التمارين الرياضية، وبشكل عام الطريقة التي يتّبعها السجانين في معاملة سجنائهم .
في بعض المناطق والمؤسسات في روسيا، الوضع سيئ للغاية بما يتعلق بالتعذيب. الشيشان بشكل خاص يتعرّضون لسوء المعاملة في هذا المجال ليس فقط في جمهوريتهم ولكن عندما يتم القبض عليهم في أماكن أخرى. مثل هذه المعاملة عادة ما تبرره السلطات كجزء ضروري للجهود في مكافحة الإرهاب.
لقد أصبح الوضع سيئا للغاية في جمهوريات شمال القوقاز، كما يقول التقرير، حيث ان الكاتب لديه انطباع بأن في تلك المنطقة، “القوانين لا تعمل وفقاً للمبادئ”.
أولئك الذين تعرضوا للتعذيب والتمسوا الإنصاف غالبا ما يتعرضون للتعذيب مرة أخرى أو يُتّهموا بارتكاب جرائم إضافيّة، خصوصا إذا كانوا يقضون عقوبتهم بالفعل في السجون أو المعسكرات، حيث تقطع عنهم “أي وسيلة للدفاع القانوني”. الغرباء الذين يشتكون من هذا الوضع غالبا ما يواجهون “تهديدات” من جانب السلطات.
يستنتج التقرير إلى أن مشاكل انعكاسات الوضع هذه مع المدونة القانونية الروسية ومع التّطبيق “غير الفعال على الإطلاق” للقواعد القانونية مع الشرطة والنظم العقابية. عدم وجود تعريف واضح للتعذيب هو “عقبة” أمام إلزام المسؤولين كي لا يفعلوا أشياءاً معينة وتوجيه اتهامات ضدهم عندما يفعلون ذلك.
ويختم التقرير للأسف ولسوء الحظ، يذكرالعدد المحدود للناس هناك في الفيدراليّة الرّوسيّة الذين يناضلون بنشاط ضد استخدام التعذيب. هناك عدد قليل من المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان، ولكن تم تقييد أنشطتها من جراء اعتماد القانون الروسي الجديد بخصوص “الوكلاء الأجانب”.
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/11/window-on-eurasia-in-russia-today.html)
نقلاً عن: موقع الناجون من الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك