نافذة على أوراسيا: أكوام النفايات تقوض على نحو متزايد الصحة في شمال القوقاز
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستونتون، 13 نوفمبر/تشرين الثاني – أكوام قمامة متراكمة تم التخلص منها بشكل خاطئ والتسمم الناتج عنها نتيجة للمياه الجارية منها قد تم بالفعل اعتبارها مشاكل رئيسية في مواقع البناء الأولمبية وفي محيط سوتشي، لكن التهديد الذي تشكله النفايات للسكان هو أوسع من ذلك بكثير، ويؤثر الآن على كافّة سكان شمال القوقاز .
في مقال لصحيفة “نوفايا إزفستيا” (Novyye izvestiya) اليوم، تقول فيرونيكا فورونتسوفا (Veronika Vorontsova) أن “العديد من المناطق في مقاطعة شمال القوقاز الفيدراليّة تأتي الآن في المرتبة الدنيا بقدر ما يتعلّق بالرّفاه البيئي، حيث تأتي إنغوشيا في المرتبة 75 من بين 83 منطقة وداغستان في المرتبة 65 من المجموع الكلي” (newizv.ru/society/2013-11-13/192335-gory-musora.html).
وبالنظر إلى كل المشاكل الأخرى في شمال القوقاز، فإن الوضع البيئي قد يبدو مسألة ثانوية، لكن التلوث البيئي الناجم عن المنشآت الصناعية الّتي هي ببساطة في كثير من الأحيان تلقي بنفاياتها في الأنهار أو أعمال البناء التي تلقي نفايات شديدة السّمّيّة في أكوام قمامة بنيت بطريقة سيئة مما تسبب في معدلات الإصابة بالسرطان لتزداد بين الناس هناك .
كالمسؤولين المشاركين في جهود البناء الأولمبية في سوتشي على مدى السنوات العديدة الماضية، حيث يقول مديري المصانع بأنّهم كانوا يتخذون خطوات للحد من الانبعاثات والتخلص من النفايات بشكل صحيح، لكن، تقول فورونتسوفا ” الخبراء والمقيمين المحليين لا يصدّقون” ما يقوله المسؤولون ورجال الأعمال.
ويشير كلاهما إلى أن هاتين الفئتين من الناس تقوم بتوفير أوضح إشارة ممكنة بأنهم لا يقولون الحقيقة. خلافا لغيرهم من المقيمين الذين ليس لديهم في كثير من الأحيان أي خيار سوى العيش بالقرب من المصانع أو مواقع النفايات، وأسر المسؤولين ورجال الأعمال لا يعيشون أبداً على مقربة من حيث يأتي التلوث.
إذا كان الوضع البيئي هو سيء على وجه الخصوص في داغستان و إنغوشيا، فإنه يهدد كذلك بالخطر أيضا في غيرها من جمهوريات شمال القوقاز. مصنع شيّد في كاراتشاييفو – شركيسيا (Karachayevo-Cherkessia) لدعم البناء في سوتشي، يعطي مثالاً واحداً فقط، يقوم بقذف السموم بانتظام في الغلاف الجوي وإمدادات المياه، كما يقول النشطاء، ويصاب الناس بالمرض.
وقد نظم السّكان احتجاجات وعرائض خطية إلى مسؤولين محليين وإقليمين وفيدراليّين، ولكن حتى الآن، فإنهم نادراً ما تلقوا نوع التصرّف الذي يبتغونه. يتحدث المسؤولون عن رعاية “الطبيعة الفريدة من نوعها” في المنطقة، لكنهم يسمحون في إقامة أي شيء تقريبا باسم التنمية الاقتصادية .
وما يسمحون به في منطقة واحدة قد يجعل من الصعوبة بمكان تصحيح المعضلات في المناطق الأخرى: إزالة الغابات على نطاق واسع لا يلوث فقط الأنهار التي يعتمد عليها السكان، ولكن يقلل من قدرة البيئة الطبيعية لتنظيف نفسها سواء الآن أو في المستقبل. ونتيجة لذلك، فإن الأنهار الملوثة تبقى ملوثة وقتا أطول بكثير مما كان عليه في الماضي .
غايربيك عبدالرحمنوف (Gayirbeg Abdurakhmanov)، نائب رئيس حزب الخضر في داغستان، يعزي هذا التلوث للزيادة السريعة في عدد ضحايا السرطان “في جميع مناطق مقاطعة شمال القوقاز الفيدراليّة”. في داغستان وحدها، هناك 6500 من التنظيمات والشركات يضعون النفايات مباشرة في إمدادات المياه دون إبداء أي جهد لتصفيتها.
ايلناإيلينا (Elena Ilina)، وهي عضو في هيئة المياه البيئية (Ecological Water) في شمال القوقاز، تقول إنها تشعر بقلق خاص حول “عدم وجود جمع منتظم للقمامة من المدن الصغيرة والمستوطنات”. ويعني ذلك أن السموم تتسرب إلى إمدادات المياه .
لسوء الحظ، كما تقول، ان السلطات “لا تكرس إهتماما كافيا لهذه المشكلة”. إنّ ما يركزون عليه بدلا من ذلك هو مضايقة الجماعات البيئية مثل المراقبة البيئة (Environmental Watch) في شمال القوقاز لمنعهم من لفت الأنظار إلى هذه المشكلة قبل أن يحين وقت دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي .
وخلافا لفعل أي شيء لحماية البيئة وصحة الناس في شمال القوقاز، فإن اعتقال النشطاء هو شيء يبدو دائماً أن السلطات الروسية تتمكن من القيام به بسرعة وكفاءة .
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/11/window-on-eurasia-trash-heaps.html)
نقلاً عن: موقع الناجون من الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك