نافذة على أوراسيا: عشرة أسباب – والعد لا يزال مستمراً- لعدم الذهاب إلى سوتشي

نافذة على أوراسيا: عشرة أسباب – والعد لا يزال مستمراً- لعدم الذهاب إلى سوتشي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون 15 يناير/كانون الثاني – قبل شهر، وبعد أن أعلن الرئيس الألماني أنه لن يحضر حفل افتتاح اولمبياد سوتشي، يوليا سميرنوفا (Yuliya Smirnova)، التي تكتب بانتظام عن روسيا لصحيفة “دي تسايت” (Die Zeit) نشرت قائمة دعتها “عشرة أسباب لعدم الذهاب إلى سوتشي.” ومنذ ذلك الحين، ازداد التّأييد لكل من هذه الأسباب، وبرزت أسباباً إضافية إلى الواجهة.

            ومع ذلك، لا تزال قائمة سميرنوفا مرجعية مفيدة للمشاكل المرتبطة بألعاب سوتشي الّتي يجب على جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة أن يكونوا قلقين بشأنها. أدناه، تلك القائمة، كما تم إيجازها على موقع أبسني (APSNY.ge)، جنبا إلى جنب مع بعض التطورات في الآونة الأخيرة والتي تضيف وزنا لحججها (apsny.ge/2013/pol/1387332519.php).

            أولا، كما تشير، فإن العديدين أصيبوا بالذهول من جراء تداعيات القانون الرّوسي الجديد بشأن حظر “دعاية” الشذوذ الجنسي للأطفال. بينما يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يؤثر على زوار سوتشي، وقد دشّن في الواقع القانون الجديد موجة من العنف المناهض لمثليي الجنس في الفيدراليّة الرّوسيّة. البقاء بعيدا عن سوتشي هو وسيلة مفيدة للإحتجاج على ذلك.

            ثانيا، تتساءل سميرنوفا، هل القانون يعتبر المنظمات غير الحكومية الروسية التي تحصل على بعض التمويل من الخارج “عملاء أجانب”. وكما تشير “لا أحد يريد أن يطلق ذلك على نفسه لأن في روسيا بالفعل منذ العهد السوفياتي، يرتبط هذا المصطلح مع الكلمات جاسوس وهدّام”. وفي الشهر الماضي، تواصلت هذه الحملة، منتهكة وعود روسيا إلى أوروبا.

            ثالثاً، في عهد بوتين، تم التّضييق على حرية الصحافة على نحو متزايد. ووفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، تحتل روسيا الآن المركز 148 من حيث حرية الإعلام. وقد أصبح الوضع أكثر سوءاً في الأسابيع الأخيرة مع سعي موسكو لفرض ضوابط مشددة على المدونات ورفضها منح تأشيرة دخول لديفيد ستار (David Satter)، الصحفي الأمريكي البارز.

            رابعاً، إن ألعاب سوتشي لم تكن فقط الأغلى في التاريخ ولكن أيضا الأكثر فسادا. النشطاء الروس مثل بوريس نيمتسوف (Boris Nemtsov) أشار في الصيف الماضي إلى أن ثلث المبلغ الّذي يتعدّى 50 مليار دولار أمريكى والّذي أنفقته موسكو قد ذهب إلى جيوب القلّة والمسؤولين. في الأسبوع الماضي، اقرّ عضو في اللجنة الاولمبية الدولية بنفس القيمة.

            خامساً، وكان نهج موسكو نحو جيرانها مثل جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا أي شيء باستثناء ذلك المواطن الدولي الجيّد. واصلت الحكومة الروسية بوضع ثقلها على ما حولها وتطالب هذه الدول والمجتمع الدولي الاعتراف بحقها في القيام بذلك. وقد زاد ذلك كثافة فقط خلال الأسابيع الماضية.

            سادساً، ووفقا لسميرنوفا، يستمر العنف في شمال القوقاز وكذلك التهديد من الأعمال الإرهابية في أو على الأقل خلال الأولمبياد. منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، كانت هناك أعمال إرهابية في فولغوغراد و ستافروبول، وعلى الرغم من جهود أمنية غير مسبوقة، يعتقد قليل من الخبراء أن موسكو ستكون في وضع يمكنها من منع كل التحركات من قبل الجماعات الإسلامية.

سابعاً، تشير سميرنوفا إلى قيود موسكو بشأن الاجتماعات العامة من قبل جماعات المعارضة وفرض حظر على الاحتجاجات في سوتشي. منذ ديسمبر/كانون الاول، واصل المسؤولون الروس حظر الاحتجاجات، وكان آخرها مجموعة في موسكو سعت للتظاهر ضد كراهية الأجانب، ولكن حصل بوتين على الفضل لرفعه حظر كامل عن الاحتجاجات في سوتشي.

في الواقع، فإن إجراءات بوتين لا تعيد الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها الروس بموجب الدستور. باسم الأمن، سوف تحد حكومته من أي احتجاجات إلى مكانٍ بعيدٍ كل البعد عن المنافسة، وأي شخص يريد الانخراط في احتجاج فعليه الحصول على إذن من جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وهو احتمال مستبعد في أفضل الظروف.

ثامناً، كما ترى سميرنوفا، فرض نظام بوتين السيطرة الكاملة تقريبا على المحاكم، مستخدماً عدالة الهاتف من الحقبة السوفياتية لإعطاء مظهر الشرعية في الاستخدام السياسي لنظام المحاكم ضد أي شخص يعارض الكرملين. استمر ذلك الوضع، على الرغم من أن بوتين حصل على تأييد قوي عندما أطلق سراح جزءٍ ضئيلٍ من السجناء السياسيين في البلاد.

تاسعاً، تلاحظ سميرنوفا أن نظام العقوبات في روسيا لا يتوافق مع المعايير الدولية سواء من حيث السلامة أو النظافة. وقد تم الإبلاغ عن هذه العيوب كثيراً في الأيام الأخيرة من قبل بعض الذين أفرج عنهم من قبل بوتين كجزء من مسعاه لعلاقات عامة تسبق سوتشي.

وعاشراً، تكمل، هناك أدلة متزايدة لاستخدام المسؤولين الروس للتعذيب والاعترافات القسرية، وذلك انتهاكا للقانون الدولي ولالتزامات موسكو. والدليل على هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان هو الاستمرار في ازديادها على مدى الأسابيع الماضية، ومرة ​​أخرى في كثير من الحالات على وجه التحديد بسبب العفو العام وحالات العفو الّتي منحها بوتين.

            وما يبعث على القلق حول قائمة سميرنوفا ليس طولها، ولكن النقص فيها. هناك العديد من الأسباب الأخرى التي لا ينبغي لأي شخصية سياسية أن يحضر دورة ألعاب سوتشي بسبب سلوك موسكو وأنه إذا شارك الرياضيين، فإنهم يجب أن يكونوا مؤيّدين من قبل حكوماتهم إذا كانوا يريدون الإحتجاج على ما يقوم به الروس.

            بين هذه الأسباب الأخرى، هناك ثلاثة مقنعة بشكلٍ خاص: إن تدمير روسيا للبيئة ومحاولاتها لإخفاء ما تقوم به في هذا القطاع، واختيارها سوتشي لدورة الألعاب على الرغم من أن تلك المدينة كانت مسرحاً لجرائم الإبادة الجماعية التي جرت ضد الشراكسة قبل 150 عاما، وقتل الحيوانات الضّالّة على الرغم من الوعود الروسية بعدم فعل ذلك.

            وقد أدى الاستعداد لأولمبياد سوتشي إلى تدمير البيئة على نطاق واسع لواحدة من المناطق الأكثر جمالا وهشاشة في شمال القوقاز. أفراداً وجماعات بيئية مثل إكولوجيكال ووتش (Ecological Watch) في شمال القوقاز والتي حاولت أن توثّق ذلك قد تم التّضييق عليها، واعتقل قادتها وحكم عليهم بالسجن، بما في ذلك في الأسابيع القليلة الماضية.

            تحقّقت الحملة الشركسية ضد ألعاب سوتشي التي التزم بها الشركس في المنطقة والخارج منذ منحت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا عقد الالعاب. وقد اتخذت مطلباً إضافياً ملحاً لأن موسكو فرضت قيودا على عودة الشركس إلى وطنهم من سوريا التي مزقتها الحرب، ولأن منظمي دورة الألعاب الأولمبية أعدّوا  برنامج الحفل الختامي للألعاب في ذكرى ترحيل ستالين للشعوب من شمال القوقاز.

            ومؤخراً، ومرة ​​أخرى وعلى الرغم من الوعود بعدم القيام بذلك، أفاد سكان سوتشي أن المسؤولين الروس يقومون بجمع وقتل الحيوانات الضّالّة في المدينة. وكان عمدة سوتشي أناتولي باخوموف (Anatoly Pakhomov) قد وعد ببناء مركز للحيوانات، لكنه لم يفعل ذلك وقتل الحيوانات البريئة في تزايد مستمر (privetsochi.ru/blog/AmphiReptilia/40477.html).

            إن حال مقاطعة دورة ألعاب سوتشي من قبل كبار المسؤولين في البلدان الأخرى كان دائما مقنعاً، حتى إذا كان قد تم الطّعن بما يتعلّق باشتراك الرياضيين. وما هو مروّع حقا أن بوتين ونظامه جعلوا هذه القضيّة أقوى في الأسابيع الأخيرة، حتى أنهم قد ندّدوا بهؤلاء القادة الغربيين الذين قرّروا بالفعل عدم الذهاب.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/01/window-on-eurasia-ten-reasons-and.html)

Share Button

العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة – بقي 127 يوماً

127 يوماً من العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة
 
وثيقـة 113
30 تموز 1859
رسالة قائد القوات إلى مدير خط مالا – لابينسك(1) مع طرح للشروط المفروضة على المتوجهين إلى تركيا .
تم وضع القوانين التالية المتعلقة بإبعاد الجبليين الخاضعين لنا إلى الخارج :
1) يتوجب عليهم أن يستأذنوا لإجازة إلى تركيا وليس الرحيل إليها ، وفي الحالة الأخيرة يجب رفض طلبهم والتوضيح أن هذا غير مسموح به حسب قانون الدولة وأن من يعطي الولاء لقوى أخرى سيلقى معاملة الخونة وفي حال ظهورهم على حدودنا وستتم مصادرة أملاكهم وتحرير فلاحيهم.
2) تحديد مدة عام كأقصى حد للمبعدين إلى الخارج.
3) يجب على الراغبين بالمكوث لفترة أطول سواء بسبب المرض أو الشؤون الخاصة، أن يطلبوا ذلك عبر القناصل.
4) تعتبر الفترة المتبقية في الخارج دون الحصول على إذن بمثابة توطين غير مشروع في تركيا.
5) يتوجب على المغادرين إلى تركيا أن ينهوا أو يكفلوا بصورة مناسبة ، كل أعمالهم القضائية والشخصية .
6) يسمح للراغبين أخذ عائلاتهم والتابعين لهم (العبيد) ولا يسمح لهم بيع أولئك الذين لم يرغبوا بالسفر .
7) عدم الحيلولة دون بيع الجبليين ما يملكون من عقارات ، شرط ان تكون بدون ديون أو قضايا ، عند سفرهم إلى الخارج ، وعدم القيام بأي تحريات حول الأسباب التي تدفعهم لبيع أملاكهم ، وعدم القيام بأي بلاغات بهذا الصدد .
8) يجب أن يُعلـَنْ لكل المبعدين إلى الخارج ما يلي :
‌أ. أنهم يستطيعون استلام جوازات سفرهم من حاكم مدينة كيرتشينسك أو القائد العسكري لانابا أو قائد سوخومي حسب الميناء الذي يرغبون بالسفر إلى الخارج منه .
‌ب. أنه سيتم إعطاؤهم بطاقات عبور لتوصلهم إلى أبعد ميناء روسي .
‌ج. يمكن منحهم جوازات السفر حسب المدة التي حددها القانون ، إلى طرابزون أو اسطنبول ،وعليهم المثول في سفارتنا أو مفوضيتنا هناك لاستلام جوازات أخرى أذا رغبوا بذلك .
‌د. تُقطع المعونات المالية المصروفة من الخزنة عن مستلميها منذ تاريخ سفرهم إلى الخارج.
9) عند خروج عدد كبير من نفس المنطقة يتوجب على رئيس مركز الشرطة إبلاغي كل مرة مع تقديم كشف باسماء المبعدين بالاضافة لنسخة تقدم إلى رئيس أركان الجيش القوقازي مع تحديد موعد انطلاق المجموعة .
10) عند السماح بانصراف المسافرين يجب إلزامهم بالتعهد بما يلي :
‌أ) أنهم لن يعتمدوا في أي حال من الأحوال على معونات مالية من الملحقية ، سواء للسفر أو لإعالة أنفسهم ومهما كانت تلك المعونات ضئيلة.
‌ب) أنهم لا يمتلكون الحق في الذهاب إلى موانىء أخرى غير النقاط الثلاثة المحددة: كيرتش و أنابا وسوخوم قالة ، للسفر إلى الخارج .
‌ج) أنه يتوجب عليهم عبور البحر على متن بواخر غير ممنوعة وفي حال جرى عكس ذلك وقُبض عليهم على قوارب التهريب التركية ستعتبرون خونة وسيتعرضون للمساءلة القانونية .
11) فيما يخص تسليم الجبليين المبعدين إلى تركيا جوازات سفر ، فقد تم إبلاغ رئيس مركز شرطة كيرتش ينيكوليك ليقوم بتسليمها من الاستمارات المتوافرة لديه في كيرتش ، مع بطاقات عبورهم ، وسيتم ارسال جوازات سفر لهذا الغرض إلى رئاسة أنابا الحربية بطلب مني ، من محافظ ستافروبول المدني. وفيما يخص تسليم الجوازات من سوخوم قالة ، فقد طلبت من رئاسة أركان جيش القفقاس الإشراف على تزويد من يجب تزويدهم بالاستمارات اللازمة مُزوداً إياكم بهذه القوانين أثر تقريركم عالي المقام الذي وصلني في الثامن من تموز رقم 949 .
أعلمكم أن زعيم قبيلة الباشلباي أصلامبيك زاتلوغ له كل الحق ، مع من تحت سلطته ، بانتهاز الأجازة(4) المؤقتة(5) إلى الخارج، وأرجو عرض ذلك مع إرفاق كشف عائلي مفصل له ولمرافقيه الآخرين ، وسيعطى لهم فوراً بالإضافة إلى التصريح بطاقات مرور إلى مينائنا الأول ، وقد تم تدبير موضوع إعادة الأمانات التي أُخذت منهم في شباط العام الجاري، والتي يستطيعون استلامها أثناء مرورهم خلال أوست-لابا (6)ولا يمكن أن ترد لهم الامانات في موعد أبكر من ذلك .
ر غ ف ي ا ، ف. 14257 ، وب. 3 ، د. 468 ، ل . 2 – 4.
Share Button

نافذة على أوراسيا: يجب على روسيا وقف الاعتماد على حلول الإتّحاد السّوفياتّي والغرب في مسألة القوميّة واستخدام الحلول القيصريّة بدلا من ذلك، يقول مدير المعهد الرّوسي للأبحاث الإستراتبجيّة

نافذة على أوراسيا: يجب على روسيا وقف الاعتماد على حلول الإتّحاد السّوفياتّي والغرب في مسألة القوميّة واستخدام الحلول القيصريّة بدلا من ذلك، يقول مدير المعهد الرّوسي للأبحاث الإستراتبجيّة (RISI)

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون 14 يناير/كانون الثّاني – لفترة طويلة جدا، يقول مدير المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية ذو النّفوذ، أن الفيدراليّة الرّوسيّة استخدمت “إما تجربة الدول الغربية التي حاولت أن تقلّد” أو “بإدراك أو بدون إدراك” التجربة السوفياتية في مساعيها للتعامل مع المعضلات القوميّة.

            ولكن أيا منها لم يكن فعالاً لأن كل منهما يتجاهل ميّزات روسيا الخاصّة، يقول ليونيد ريشيتنيكوف (Leonid Reshetnikov)، وبالتالي، للمضي قدما في هذا المجال يجب على روسيا أن تسعى لإجابات على مسألة الجنسية من خلال الاعتماد على تجربة الإمبراطورية الروسية قبل عام 1917 (ruskline.ru/analitika/2014/01/13/nacionalnyj_vopros_v_institute_strategicheskih_issledovanij/).

            أدلى مدير المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية بهذا التعليق في مؤتمر عقده المعهد كجزء من الجهود الجارية لإعداد مذكرة تحليلية للإدارة الرئاسية وتحديدا فرع السياسة الداخلية في الإدارة الرئاسية. وبناء على ذلك، من المرجح أن أن يكون لأقواله وأقوال المشاركين الآخرين تأثيراً مباشراً على سياسة الكرملين.

            وتبرز ثلاثة أشياء حول تعليقاتهم: أولا، ادّعت الأغلبيّة بأن قوة الإمبراطورية الروسية تكمن في استعداد المركز للتّعامل مع أطراف مختلفة من الإمبراطورية على نحوٍ مختلف. ثانياً، ادّعى الجزء الأكبر إلى أن التّنوّع في البلاد لا يزال قائماً إلى حدٍ كبير. وثالثاً، زعمت الأغلبيّة بأن الأرثوذكسية الروسية يمكنها توحيد البلاد أكثر من اللغة الروسية.

            في كلمته، قال ريشيتنيكوف أن “معضلة السياسة القوميّة اليوم هي أننا ذوي العرقية الروسية فقدنا ماء وجهنا. الرجل الروسي لا يمكن أن يكون كما نراه الآن. يجب أن يكون قوياً، وسليماً ومؤمناً … [أو] لن تكون هناك روسيا متعددة القوميّات [لأنه] سوف لن يحترمنا أحد.”

            وأشار إلى أن جنرالاً شيشانياً كان قد قال له: ” إذا كان لديكم قيصراً أبيض وإله، فسوف نقف جميعاً جنباً إلى جنب معكم والمضي قدما سوياً.” ولكن للأسف، قال مدير المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية، “الغالبية العظمى من الشعب الروسي لا يوجد قيصراً في رؤوسهم ولا صليباً في نفوسهم.”

            بدلا من ذلك، تابع “لدينا كافّة أنواع الوطنيين – وطنيين يمينيّين، ستالينيّين يساريّين، الديموقراطيين الوطنيّين، والوطنيين الليبراليين ولكن لا يوجد شعب روسي. روسيا بانتظار نهضة للشّعب الرّوسي!”

            وقال متحدثاً ثانٍ، أندري يرشوف (Andrey Yershov)، وهو عميد معهد قازان للاقتصاد وإدارة مكافحة الأزمات، ان الإمبراطورية الروسية استخدمت ترسانة متنوعة من الوسائل لحفظ البلد متماسكاً، ومعاملة المناطق المختلفة على نحوٍ مختلف بدلا من الإصرار على أن الجميع يتكيّفون بشكل تعسّفي في سرير مشترك.

            وقال ان ذلك قد ساعد على إدراج غير الروس في طبقة النبلاء الروسية والطبقة العسكرية الروسية. ولكن بعد الثورة البلشفية، أصبحت القوميّة أقل أهمية في حياة الناس ما أدّى إلى تزايد التوترات بين الأمم وتدفق الروس العرقيّين من تتارستان وجمهوريات أخرى.

            ونتيجة لذلك، قال يرشوف، اليوم، في معظم الجمهوريات، “حصة الأمة الفخريّة للنخبة الحاكمة هو أعلى بكثير من ما هو للّذين من أصل روسي،” وإلى حد كبير لأن على مدى العشرين عاما من وجود الفيدراليّة الرّوسيّة، واصلت موسكو اتّباع “سياسة لينينيّة تعطي أفضلية للكوادر غير الرّوسيّة.”

            وفقا للباحث من قازان، هناك على الأقل خمس أصناف للقومية بين شعوب الفيدراليّة الرّوسيّة: القومية الكلاسيكية كما في الشيشان، والمساواة القوميّة التي تسعى إلى التّوازن، والقومية الإقتصادية كما هو الحال في تتارستان وياقوتيا والقومية الدفاعية التي تحاول الحفاظ على ثقافة فخريّة، وتحديث القومية الّذي يسعى لتحويل الشعب إلى أمة حديثة .

            وهناك أيضا نوع آخر من القومية، أضاف يرشوف، الذي يمكن ان يُسمّى “حاكمة” أو قوميّة “مخملية”. وتتكون من التلاعب في بيانات التعداد من قبل النخب في الجمهورية من أجل الإيحاء بأن أممهم تشكل حصة أكبر من السكان مما هم عليه في الواقع، وبالتالي يكونوا هم أكثر استحقاقا لأفضل المناصب.

            وقال متحدثٌ ثالث، هو بيتر مينتاتوري (Petri Mintaturi ، الباحث في مركز الأبحاث الإنسانيّة التابع للمعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية، أن الإمبراطورية الروسية دامت على وجه التحديد بسبب أنّها كانت تمتلك “فكرة دينية وعجزية فائقة،” وهو أمر فقدته الفيدراليّة الروسية اليوم، ولأن القيصر كان ممثلاً للأرثوذوكسيّة لكنّه كان يكن احتراماً عميقاً للديانات الأخرى.

             و أخيرا أشار متحدثٌ رابع، هو فردوس ديفباش (Firdus Devbash)، وهو الّذي حلّ محل رايس سليمانوف كرئيسٍ لمركز قازان الإقليمي التابع  للمعهد الروسي للأبحاث، أن الحضارة الدينية للروس بدلا من لغتهم كانت عماد الدولة، وهو الأمر الذي وضع روسيا دائما بمعزل عن أوروبا.

                وقال ديفباش أن تسامح سان بطرسبرغ في التعدد العرقي كان أيضا مصدراً لقوة الإمبراطورية وأصبح فرض ألكسندر الثالث (Aleksandr III) لنظام مشترك من الغوبرنيّة [gubernias] (وهو تقسيم إداري استخدم في زمن الإمبراطورية الروسية) على البلاد أصبح “أحد الأسباب التي أدت إلى سقوط الحكم المطلق” لأنه أوجد إغراءات جذّابة لتقرير المصير القومي.

            واختتم حديثه مقتبساً عن نيكولاي إلمينسكي (Nikolay Ilminsky)، الباحث في جامعة قازان في القرن التاسع عشر والذي روّج لانتشار العقيدة الأرثوذكسيّة إلى الجماعات غير الروسية، الذي راعى أن “الطريق الحقيقي الوحيد لإيجاد حل للمسألة القوميّة في روسيا هو تحقيق التكامل بين الشعوب الأصلية من خلال التوحيد الديني.”

            ربما رضيت العديد من الجماعات غير الروسية بدعوة المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية للنهج المتنوع لوضعهم داخل البلد، وهو على خلاف مع سياسات اتبعها فلاديمير بوتين حتى الآن، لكنها من المؤكد أن تكون حذرة من نظام إلمينسكي جديد الّذي من شأنه أن يمثل تهديدا واضحا لمعتقداتهم، وبالتالي تميّزهم القومي.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/01/window-on-eurasia-russia-must-stop.html

Share Button

إعلان للنشطاء الشركس بسبب ازدياد التهديدات الإرهابية في القوقاز

إعلان للنشطاء الشركس بسبب ازدياد التهديدات الإرهابية في القوقاز

إن التهديدات الإرهابية، المرتبطة باقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، قد تزداد في هذه الأيام.

كانت هناك هجمات إرهابية، وكانت هناك دعوات من جانب المتطرفين الدينيين للقيام بهجمات إرهابية، والجماعات والمواقع المتطرفة تستخدم موضوع الإبادة الجماعية الشركسية، والمعلومات تفيد بأنها تهدد بشن هجمات إرهابية جديدة.

في هذا الصدد، نحن، ممثلي المنظمات الوطنية الشركسية، نرفض أي نشاط إجرامي، بما في ذلك الإرهاب والتطرف.

نحن نكافح من أجل حق الوحدة، والحفاظ على وتنمية الشعب الشركسي وبشكل استثنائي في المجال القانوني – مع مراعاة تشريعات البلدان التي تضم سكاناً من الشركس، وفي إطار القانون الدولي، الّذي يضمن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب الأصلية.

وأية محاولة لربط الحركة الوطنية الشركسية بمظاهر التطرف يعتبراستفزازاً، يهدف إلى تشويه سمعتها.

والحركة الوطنية الشركسية تلتزم باستمرار وبدقة بالمبادئ العلمانيّة والأفكار الديمقراطية، وتعمل فقط من أجل حل حضاري لكافّة المشاكل القائمة.

أبو بكر مورزاكانوف (Abubekir Murzakanov)، رئيس مجلس أديغا خاكوج (Adygha Khakuzh – Circassia)

يوري ياخوتل (Yuriy Yakhutl)،

إبراغيم يغنوف (Ibragim Yaganov)، رئيس مجلس (خاسه)، قباردينو – بلكاريا

زاور شونديشكو (Zaur Chundyshko)، رئيس المجلس الشركسي ( أديغا خاسه)، جمهورية أديغييا

زاور غيدوادج (Zaur Geduadzhe)، مدير المعهد الثقافي الشركسي، ميونيخ، ألمانيا

جونتي ياميشا (Jonty Yamisha)، المدير التنفيذي، مؤسسة ناسيب (Nassip Foundation)، الولايات المتحدة الأمريكية

بيرس بولنت (Birs Bulent)، “وطنيوا شركيسيا” (Patriots of Circassia)، تركيا

رسلان كش (Ruslan Kesh)، منسق، الاتحاد الشركسي

ترجمة: عادل بشقوي
Share Button

العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة – بقي 128 يوماً

128 يوماً من العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة

وثيقة 97
إعلان استقلال شركيسيا
في عام 1835 وتبعاً للأوضاع الصعبة التي نتجت عن الحرب القفقاسية، اتحد رؤساء قبائل الأديغية وخرجوا ب “إعلان الاستقلال” ثم بعثوا به إلى ملوك أوروبا وآسيا ، وكان لهذا التصرف أثر كبير في الدبلوماسية العالمية. وقد تم نشر “الإعلان” في الكثير من اصدارات الصحف الأجنبية في ذلك العام . النص الحالي تمت ترجمته من إحدى الإصدارات باللغة الإنكليزية :
“إن سكان القفقاس ليسوا رعايا لروسيا وحتى أنهم ليسوا على سلم معها، لكنهم وعلى مدى أعوام كثيرة مجبرون على محاربتها، وهم يخوضون هذه الحرب بدون أي مساعدة خارجية، و لم يتلقوا قط أي مساعدة أو دعم من أية حكومة.
في الوقت الذي يقوم به السلطان بتحقيق زعامته في هذه المناطق كونه القائد الروحي للمحمديين (المسلمين)، تُرك سكان ساحل البحر الأسود الذين يعتنقون هذا الدين ليدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم، وفي الآونة الأخيرة خانتهم الموانىء مراراً وتركتهم بلا عون. باشا واحد فقط فتح بوابات أنابا الذهبية للتسهيل لموسكو بالنهب قائلاً للشراكسة أن الروس جاؤوا كأصدقاء لكي يقوموا بمؤازرة السلطان في صد عصيان زعماء أرمينيا. الباشا الآخر خانهم ثانية وتخلى عنهم بين عشية وضحاها.
ومنذ ذلك الحين أرسل الشراكسة مندوبيهم إلى السلطان مراراً وتكراراً، معبرين عن ولائهم وطالبين المساعدة، إلا أنهم قوبلوا بجفاء، وبنفس الشكل توجهوا إلى فارس، وبالنهاية إلى محمد علي الذي قبل ولاءهم ولكن رفض مساعدتهم.
في كل تلك الحالات كان مندوبو شركيسيا موكلين بإبلاغ كل هؤلاء الذين وبحكم بعدهم الجغرافي لم يعلموا مدى شدة ضغط روسيا ومعاداتها لتقاليد ودين وسعادة كل الناس، وإلا فلماذا حارب الشراكسة ضدها كل تلك الفترة الطويلة ؟ كم كان جنرالاتها غَدَارين وجنودها قساة .
أنه ليس من مصلحة أحد أن يتم تحطيم الشراكسة، وعلى عكس ذلك فإن من مصلحة الجميع أن يقوموا بدعم الشراكسة. إن مئات الألوف من الجنود الموسكوفيين مشغولين بمحاربتنا و متربصين ومحاصرين لنا، حتى يحاربوكم لاحقاً . مئات الألوف من الجنود منتشرين في أراضينا القاحلة ومنحدراتنا الوعرة، حيث يقاتلون ضد جبليينا البواسل ليملؤا فيما بعد سهولكم الخصبة وليستعبدونكم.
لقد كانت جبالنا حصناً لفارس وتركيا، وبدونها تستطيع أن تصبح البوابات مفتوحة لكلا هذين البلدين، إذ أنها ليست مجرد حاجز، بل إنها تمثل الباب المؤدي إلى المنزل والذي فقط بإغلاقه يمكن حماية القلب. بالإضافة إلى ذلك فإن دماءنا الشركسية تجري في عروق السلطان. فوالدته شركسية، وحريمه يتكونون من شركسيات، ووزرائه وجنرالاته شراكسة. إنه زعيمنا الديني وكذلك زعيم أمتنا ومالك قلوبنا، ونحن نعرض عليه موالاتنا. وإننا نطلب منه باسم كل هذه الصلات التعاطف والدعم. وإذا لم يرغب أو لم يستطع حماية أبنائه ورعاياه، فليفكر بخانات القرم الذين يتواجد أحفاده بين ظهرانينا.
هذه كانت كلمات نوابنا التي أوكلت إليهم ليقولوها إلا أنها لم تسمع، لكن هذا لم يكن ليحدث، لو علم السلطان كثرة القلوب والسيوف التي كان سيترأسها، لو توقف عن صداقته للموسكوفيين. نحن نعلم أن روسيا ليست الحكومة الوحيدة في العالم ونعلم أن هنالك حكومات أشد عظمة من روسيا، ومع كونها ذات سطوة بما فيه الكفاية، فأنها مضبوطة بالمودة، تثقف الجاهلين و تحمي الضعفاء، وليسوا على علاقات صداقة مع روسيا، بل على الأرجح يعادونها، و ليسوا أعداء للسلطان بل أصدقاؤه. نحن نعلم أن إنجلترا وفرنسا هما أول أمتين على الكرة الأرضية وكانتا عظيمتين وجبارتين الى مدة قريبة حين جاءنا الروس في زوارق صغيرة وطلبوا منا الإذن ليصيدوالأسماك في بحر آزوف، كنا نعتقد أن إنجلترا وفرنسا لن تكترثا مطلقاً بشعب بسيط وفقير مثلنا، إلا أننا لا نشك بأن هذه الأمم الحكيمة تعلم أننا لسنا بروس، ومع أننا لسنا مثقفين بشكل جيد ولا نمتلك المدافع والجنرالات والنظام والسفن و الثراء، إلا أننا شعب مخلص ومسالم عندما تدعوننا وشأننا، وأننا نمقت الروس ونقاتلهم دائماً بشكل تقريبي و لسبب خطير الشأن.
ولاحقاً علمنا وبمنتهى الإهانة أن بلادنا يشار إليها في كل الخرائط الأوروبية على أنها جزء من روسيا، وأن هنالك اتفاقات لا نعلم عنها شيئاً موقعة مابين روسيا وتركيا، تريد تسليم هؤلاء المحاربين الذين ترتعد روسيا خوفاً منهم، وهذه الجبال التي لم تطأها أقدامهم يوماً(المقصود هنا تركيا)، وأن روسيا تقول للغرب بأن الشراكسة هم عبيدها وأنهم قطاع طرق متوحشون وهمج، لدرجة أنه لايمكن التسامح معهم ولا يمكن أن يكبحهم أي قانون. إننا نعلن بصورة مهينة عن احتجاجنا أمام الله على تلك الالاعيب والخدع ،و إننا نجيب على الكلمة بالكلمة وهي كلمة الحق ضد الباطل. إننا وعلى طول 40 عاماً قاومنا منتصرين، ولكننا ننتصر ضد الهجوم علينا بالرغم من أن الأسلحة في أيديهم. إن هذا الحبر ودماؤنا التي أريقت تعلن استقلالنا، ونرفق ههنا تواقيع أناس لا يعلمون أن هناك ما هو اسمى من قرار بلادهم، أناس لا يفهمون البراهين المنمقة، لكنهم يعرفون كيفية استخدام أسلحتهم عندما يأتيهم الروس وأيديهم ممدودة بالسلاح.
أي قوة تستطيع أن تطردنا من هنا؟ إن إخلاصنا معروض للسلطان، لكن إن كان هو في حالة سلم مع روسيا، فانه لا يستطيع أن يتقبله، لأن شيركيسيا تدخل في حرب معها. إن إخلاصنا هو شعور طوعي لا يستطيع بيعه لأنه لم يشتريه.
دع أمة كتلك الأمة العظيمة انجلترا، التي توجهت إليها أنظارنا ومدت إليها أيدينا، لا تفكر فينا بتاتاً إن كنا محقين أم لا، ولتبقي آذانها مغلقة عن سماع احتيالات الروس قبل أن تغلقها أمام صرخات الشراكسة. ولتحكم على ذلك الشعب الذي يدعونه “متوحشاً وبربرياً ” من أفعاله وليس من الافتراءات.
نحن 4,000,000 شخص لكننا وللأسف مقسومون إلى عدة قبائل ولغات وأديان، عندنا عادات وتقاليد واهتمامات واختلافات متنوعة، ولم يكن لدينا هدف واحد أبداً، لكن كان لدينا ما يشبه السلطة وأوامر خاضعة للعادات. القائد المنتخب من قبل كل قبيلة في زمن الحرب يتمتع بكل السلطات، وأمراؤنا وكبارنا يديرون من كل موقع بحسب عاداته، بنفوذ كبير يفوق ما في الدول العظمى من حولنا. ولكن وبما أنه لا يوجد لدينا قائد واحد فنحن نختار قائداً غريباً للحكم في المشرق بأكمله. وبذلك خضعنا طوعاً لدولة خانات القرم وبعدها لسلطان القسطنطينية كونه قائدنا الروحي.
عندما استولت روسيا على أجزاء من بلادنا وتعالت علينا في كل مكان، حاولت أن تنزلنا لمرتبة العبيد، وتخرطنا في جيشها وتجبرنا على إسالة دماء عرقنا لإغنائها، وأن نحارب بالانابة عنها، ونستعبد لها الآخرين حتى مواطنينا ذوي الأصول المشتركة فيما بيننا ومن هم على ديننا. وكذلك نمت فيما بيننا الكراهية ، ولا يتوقف سفك الدماء وإلا لجرى إخضاعنا للقائد الموسكوفي منذ زمن بعيد. وكانت لتكون قصة محزنة وطويلة ليروى لكم عن قسوتها وما تم من حنث للأيمان والوعود، وكيف أحاطت روسيا ببلادنا من كل الجهات قاطعة عنا السبل للحصول على المواد الضرورية لبقائنا أحياء، وأوقفت تجارتنا، وكيف سلمت للقتلة المستأجرين آخر بقايا منازلنا وأبقتنا بلا زعيم نطيعه، وعن كيفية قضائها على قبائل وقرى عن بكرة أبيها، وكيف قامت برشوة وكلاء تركيا الغادرين، وكيف أوصلتنا إلى الفقر المدقع وأجبرتنا على أن نكره ونتوتر في كل العالم بالأهوال التي سمحت بها، في الوقت الذي قامت بأكاذيبها بمحاولة إلحاق العار بنا في عيون شعوب أوروبا المسيحيين.
لقد خسرنا قبائل، كنا سابقاً نجمع تحت راياتها ألوف المحاربين، لكننا توحدنا كلنا في النهاية كواحد في بغضنا لروسيا, 200 ألف إنسان من شعبنا وحده يخضعون لها في هذا الصراع الطويل وليس بين الباقين من يخدم روسيا طوعاً.
تم خطف الكثير من الأطفال، وأسر الكثير من أبناء النبلاء ولكنهم كانوا يفرون عائدين إلى بلادهم عند أول فرصة سانحة. بيننا أناس اغتنموا رضا واحترام وعطف الامبراطور، لكن الذين فضلوا هذا الرضا كانوا خطراً على بلادهم الأصلية.
بيننا ألوف الروس الذين فضلوا “بربريتنا” على “حضارة بلادهم”. روسيا قامت ببناء حصون على أرضنا، لكنها لا تشكل حماية أبعد مما قد تصل إليه مدافعها.وقد اجتاحنا قبل فترة 50,000 روسي لكنهم غُلبوا.
هذه البلاد يمكن احتلالها فقط بالسلاح لا بالكلام. وإذا أخضعتنا روسيا فستكون فعلت ذلك لا بقوة السلاح، بل بقضائها على اتصالاتنا واستخدامها لتركيا وفارس وكأنهم ينتمون إليها، وبحصارها لسواحلنا وتدميرها ليس لبواخرنا فحسب بل وبواخر الدول التي تأتي إلينا، وبإبعادنا عن السوق الذي فيه منتجاتنا الضرورية وبمنعنا من الحصول على الملح والبارود والمستلزمات الحربية الأخرى، والضرورية لاستمرار حياتنا، وحرماننا من الأمل.
إلا أننا مستقلون أحرار، إننا نحارب وننتصر. وممثل الامبراطور الذي يقدمنا لأوروبا على أننا عبيده، والذي يشير في الخارطة إلى بلادنا على أنها بلاده، بدأ مؤخراً يجري اتصالات مع الشراكسة، لكن ليس لوقف المقاومة، بل ليتم مبادلة 20,000 شخص تم أسرهم من قبلنا، وليتم تبادل للأسرى”.
من منشورات ف. م. أتاليكوف.
أنظر : تاريخ حي. 1992 رقم 2. س. 20-23

https://www.facebook.com/Countdown150Days

Share Button