نافذة على أوراسيا: بوكوفسكي يقول، حاشية بوتين قد تنقلب ضده بشأن شبه جزيرة القرم

نافذة على أوراسيا: بوكوفسكي يقول، حاشية بوتين قد تنقلب ضده بشأن شبه جزيرة القرم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون، 15 مارس/آذار – عبر غزوِهِ لشبه جزيرة القرم، فلاديمير بوتين لم يوحد فقط أوكرانيا كدولة ولكن يستفز الغرب لاتخاذ نوعيّة الخطوات التي من شأنها ليس فقط تنفير الكثير من الروس ولكن ما هو أكثر حسماً وهو تنفير العديد من الأنصارالرئيسيّين لسلطته، قال ذلك فلاديمير بوكوفسكي (Vladimir Bukovsky) لمحطة إذاعة بولندية.

            وقال، صنف العقوبات ضد روسيا الّتي يتحدّث عنها العديد من القادة الغربيين سوف تحد من قدرة أعضاء النخبة الروسية من السفر، ولتعليم أبنائهم في الخارج، والحفاظ على ثرواتهم في البنوك الأجنبية، مضيفا أن “هذا لن يرضي حاشية بوتين ولا بأي حال من الأحوال (charter97.org/ru/news/2014/3/14/90439/  من radyjo.net/4/91/Artykul/165092).

            يمكن أن يؤدي ذلك إلى صراع حقيقي في الكرملين، حتى إلى درجة العنف ضد بوتين، واصل بوكوفسكي. وقال المنشق السوفياتي السابق انّه يجب على المرء أن يضع في الإعتبار أن المحيطين ببوتين مثل عصابة إجرامية، أي مجموعة تعمل وفقا لِ”مبدأ بسيط: رئيس العصابة يعمل للعصابة، و العصابة تعمل له”.

            واضاف بوكوفسكي “اذا انتهك هذا المبدأ” – فإن تداعيات شبه جزيرة القرم قد تؤدي ببعض أعضاء العصابة إلى هذا الاستنتاج — عندها فإن الزعيم في ورطة وكذلك المحيطين به الذين قد يتّخذوا قراراً بأن العالم الذي سمح لهم بِ”السرقة لمدة 14 عاما” وبأن يجنوا الفوائد قد أصبح ينهار من حولهم.

            وقال بوكوفسكي، لكن مغامرة بوتين في القرم تمت وقد رافقها بالفعل نتيجة ماساويّة أخرى. زعيم الكرملين عن غير قصد وضد مصالحه الخاصة “حقق ما لم يكن أحد قد تمكن من تحقيقه من قبل: أنه وحّد الشّعب الأوكراني” إلى حد أنه لم يفلح أحد من تحقيقه في أي وقت مضى، على الرغم من تنوعها العرقي والديني والجغرافي.

            وذكر بوكوفسكي ان في الوقت نفسه، فإن القرم هو اختبار للمجتمع الدولي. “إذا كانت القوى العظمى لا يمكنها أن تفي بوعودها، فإن ذلك سيكون ضربة شنيعة لهيبتها وخطوة إلى انتشار الأسلحة النووية” إلى بلدان لا تعرف عنها، وهو تطور يحتمل أن تكون له عواقب أكثر خطورة.

            وقال أنه في حين أن البعض في أوكرانيا وبولندا وروسيا البيضاء قد توقع بأن الغرب قد يفعل أكثر مما كان عليه، ومع ذلك فقد “كان رد الفعل أكبر بكثير مما كان من الممكن ان نأمل”. وعلى أساس ما له من “ما يقرب من 40 عاماً في الغرب”، قال بوكوفسكي أنه يعلم “أن من المستحيل” أن نتوقع من الغرب استجابة واضحة ومعقولة للعدوان الروسي.

            ولكن نقاط الضعف الروسي – قواتها المسلّحة في خضم إجراء إصلاحها والدعم الشعبي لبوتين هو نتيجة سريعة الزوال نتيجة لجهد الدعاية الضخم – سيتم قريبا أبرازها من خلال تلك العقوبات الّتي من شبه المؤكّد أن تفرضها الحكومات الغربية بعد الاستفتاء غير الشرعي في شبه جزيرة القرم.

            كما يصبح ذلك واضحا – وسوف يمكن ذلك – أولئك الذين يؤيدون بوتين الآن سوف يتحولون بعيدا عنه، حيث خلص بوكوفسكي، ويترك زعيم الكرملين من دون دعم شعبي هو يدّعيه الآن أو دعم النخبة التي يعتمد هو أو أي زعيم روسي آخر عليها. ونتيجة لذلك، يمكن لأزمة القرم أن تمثّل بداية النهاية لبوتين ونظام بوتين.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-putins-entourage.html)

Share Button

نافذة على أوراسيا: بوتين يحاول ولكنّه فشل في تحييد تتار القرم

نافذة على أوراسيا: بوتين يحاول ولكنّه فشل في تحييد تتار القرم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون 14 مارس/آذار – في مؤشر آخر على أن الأسوأ ما زال في الافق في شبه جزيرة القرم، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون جدوى من اجل تحييد تتار القرم في مكالمة هاتفية مع مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الرئيس السابق لمجلس تتار القرم والزعيم الروحي لأمته .

            في مقال نشر على غراني آر يو (Grani.ru) يوم أمس، يستنتج ألكسندر بودرابينيك (Aleksandr Podrabinek) هذه النتيجة بعد تقديم التقرير الأكثر تفصيلا حتى الآن بشأن ما أسماه هذا الأسبوع المناورة من قبل “المنشق ومنظومة البوليس السري التي بلغت أوجها في مكالمة هاتفية لمدة 30 دقيقة بين بوتين وزعيم تتار القرم  (grani.ru/opinion/podrabinek/m.226636.html)

            إن نهج الكرملين نحو جميلوف لافت للنظر لأن موسكو غير راغبة في التحدث مع قادة الأوكرانيّين منذ الاطاحة بفيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) من قبل قوى ميدان (Maidan). وفي يوم 18 فبراير/شباط، التقى مسؤول روسي رفيع المستوى مع جميلوف في سيفاستوبول (Sevastopol) وأخبره بأن بوتين يرغب في أن يلتقيه.

            وليس من المستغرب نظرا لماضيه باعتباره كان منشقاً في العهد السوفياتي وخصوصا فيما يتعلق بدوره في إيجاد مجموعة المبادرة للدّفاع عن حقوق الإنسان في الإتّحاد السّوفياتي (Initiative Group for the Defense of Human Rights in the USSR) في عام 1969، فإن جميلوف تعامل مع هذا الاقتراح بحذر شديد خشية “القبول بتسوية مذلّة” من خلال اجتماع لا يستطيع التنبؤ بنتائجه.

            من الواضح، فإن زعيم تتار القرم لم يكن عليه القبول. ولكن كما أشار معلق غراني آر يو، كان عليه أن يأخذ في الاعتبار حقيقة أن “السلطات الأوكرانية والسياسيين الغربيين يعيشوا مع حلم الحوار مع روسيا الّذي من المفترض أنها سوف تساعد على حل الوضع في شبه جزيرة القرم” وفي غيرها من المناطق.

                طلب رئيس الوزراء الأوكراني  أرسني ياتسينيوك (Arseni Yatseniuk) ووزير الخارجية التركي من شميليف عدم رفض لقاء مع بوتين. ونتيجة لذلك، طار شميليف يوم الثلاثاء إلى موسكو حيث التقى مع سفراء أوكرانيا وروسيا الذين الذين طلبوا منه أيضا الاتفاق على الإجتماع مع بوتين.

            وكان الوسيط بين شميليف وبوتين هو مينتيمير شايمييف (Mintimir Shaymiyev)، الرئيس السابق لجمهورية تتارستان. حيث أن يوم الاربعاء، اجتمع جميلوف مع مينتيمير شايمييف في الممثليّة الدائمة لتتارستان في موسكو، وبعد محادثات استمرت لمدة ساعة، ذهب شايمييف إلى غرفة أخرى وتم طلب جميلوف على الهاتف.

            كان على الخط بوتين الذي كرّر بأدب ولكن بحزم ما أصبح الخطوط الأساسية لدعاية الكرملين حول ما يحدث في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وماذا يجب أن يحدث بعد ذلك. وقال جميلوف في وقت لاحق للصحفيين انّه صدم من استخدام بوتين للدعاية كبديل للحجة لما كان بعد كل ذلك محادثة خاصة .

            ورد زعيم تتار القرم من جانبه أنه مهما كانت الطّريقة الّتي تم حل مشكلة القرم بها، فمن الضروري أن يتم الحفاظ على السلامة الإقليمية لأوكرانيا. وقال بوتين انه يعلم مدى صعوبة حياة جميلوف وتتار القرم وأنه يمكن مناقشة أي زيادة في صلاحيات الحكم الذاتي في المستقبل بعد استفتاء 16 مارس/آذار.

            وقال جميلوف ان انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا سيكون “انتهاكا فظاً لوحدة أراضي أوكرانيا ولاتّفاقيّة [بودابست] لعام 1994 والّتي تضمن لأوكرانيا الحفاظ على سيادتها في مقابل التخلي عن الأسلحة النووية”. وتصدّى بوتين لذلك بالإعراب عن رايه بأنه يجب أن يسمح لسكان شبه جزيرة القرم التعبير عن رأيهم.

            فيما يتعلق بتتار القرم، فإن بوتين، على حد تعبير بودرابينيك، “وعد بأنّه سيتم إعادة تأهيل كافّة حقوق تتار القرم بسرعة وفعالية” بعد الاستفتاء “وليس كما حدث في أوكرانيا”. وحذر جميلوف من أن الوضع في شبه جزيرة القرم هو “متفجر” وأن الاستفزازات ممكنة جدا.

            وقال بوتين انّه لا ينبغي لأحد أن يحاول ذلك، مضيفا أنه أصدر أمره بأن “لن يلحق تتار القرم أي ضرر”. وفي ختام المحادثة، أعرب زعيم الكرملين عن أمله في أنه يمكن أن يستكمل حديثهما في المستقبل.

            ماذا كان كل ذلك؟ يتساءل بودرابينيك ببلاغة. لم يكن جميلوف في روسيا منذ عام 1986. لم يكن أبدا شريكا للساسة الروس. وفي الوقت الحاضر، فإنه “لا يشغل أي وظائف حتى في المجلس”. وباختصار، فإن بطريرك تتار القرم لا يبدو مرشحاً محتملاً لعقد محادثات مع بوتين.

            ووفقا لمعلق غراني آر يو، يعتقد جميلوف ان “بوتين يريد تحقيق حياد  تتار القرم في الوضع الراهن غير المستقر”، خاصة وأن ” لا تزال الأحداث الأكثر جدّيّة أمامنا”. وزعيم الكرملين “يفهم بوضوح أن تتار القرم هم قوة سياسية حقيقية وحيدة ومنظمة تنظيما جيدا في شبه جزيرة القرم”.

            ويخلص بودرابينيك بأن كل ذلك يوحي، أن “موسكو تشعر بالقلق إزاء الرد العسكري في شبه جزيرة القرم حتى لو كان هذا سوف يكون صراعاً مدنياً أو حرباً غير نظاميّة” ويريد أن يتخذ خطوات لمنعها. على ما يبدو، على أقل تقدير، يريد بوتين أن يكون في وضع يمكنه من الادعاء بأنه بذل ما في وسعه لمنع مثل هذا الاحتمال .

            ولكن على الرغم من هذه المكالمة الهاتفية المهذّبة، فقد فشل بوتين بزعزعة موقف جميلوف وتتار القرم. وقد بقي هو وهم ملتزمين بسلامة أراضي أوكرانيا ومعارضين للإستفتاء غير القانوني المزمع عقده في 16 مارس/آذار الذي يشرف عليه بوتين .

المصدر (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-putin-tries-but-fails.html)

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672487
Share Button

نافذة على أوراسيا: بوتين يحاول ولكنّه فشل في تحييد تتار القرم

نافذة على أوراسيا: بوتين يحاول ولكنّه فشل في تحييد تتار القرم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون 14 مارس/آذار – في مؤشر آخر على أن الأسوأ ما زال في الافق في شبه جزيرة القرم، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون جدوى من اجل تحييد تتار القرم في مكالمة هاتفية مع مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الرئيس السابق لمجلس تتار القرم والزعيم الروحي لأمته .

            في مقال نشر على غراني آر يو (Grani.ru) يوم أمس، يستنتج ألكسندر بودرابينيك (Aleksandr Podrabinek) هذه النتيجة بعد تقديم التقرير الأكثر تفصيلا حتى الآن بشأن ما أسماه هذا الأسبوع المناورة من قبل “المنشق ومنظومة البوليس السري التي بلغت أوجها في مكالمة هاتفية لمدة 30 دقيقة بين بوتين وزعيم تتار القرم  (grani.ru/opinion/podrabinek/m.226636.html)

            إن نهج الكرملين نحو جميلوف لافت للنظر لأن موسكو غير راغبة في التحدث مع قادة الأوكرانيّين منذ الاطاحة بفيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) من قبل قوى ميدان (Maidan). وفي يوم 18 فبراير/شباط، التقى مسؤول روسي رفيع المستوى مع جميلوف في سيفاستوبول (Sevastopol) وأخبره بأن بوتين يرغب في أن يلتقيه.

            وليس من المستغرب نظرا لماضيه باعتباره كان منشقاً في العهد السوفياتي وخصوصا فيما يتعلق بدوره في إيجاد مجموعة المبادرة للدّفاع عن حقوق الإنسان في الإتّحاد السّوفياتي (Initiative Group for the Defense of Human Rights in the USSR) في عام 1969، فإن جميلوف تعامل مع هذا الاقتراح بحذر شديد خشية “القبول بتسوية مذلّة” من خلال اجتماع لا يستطيع التنبؤ بنتائجه.

            من الواضح، فإن زعيم تتار القرم لم يكن عليه القبول. ولكن كما أشار معلق غراني آر يو، كان عليه أن يأخذ في الاعتبار حقيقة أن “السلطات الأوكرانية والسياسيين الغربيين يعيشوا مع حلم الحوار مع روسيا الّذي من المفترض أنها سوف تساعد على حل الوضع في شبه جزيرة القرم” وفي غيرها من المناطق.

                طلب رئيس الوزراء الأوكراني  أرسني ياتسينيوك (Arseni Yatseniuk) ووزير الخارجية التركي من شميليف عدم رفض لقاء مع بوتين. ونتيجة لذلك، طار شميليف يوم الثلاثاء إلى موسكو حيث التقى مع سفراء أوكرانيا وروسيا الذين الذين طلبوا منه أيضا الاتفاق على الإجتماع مع بوتين.

            وكان الوسيط بين شميليف وبوتين هو مينتيمير شايمييف (Mintimir Shaymiyev)، الرئيس السابق لجمهورية تتارستان. حيث أن يوم الاربعاء، اجتمع جميلوف مع مينتيمير شايمييف في الممثليّة الدائمة لتتارستان في موسكو، وبعد محادثات استمرت لمدة ساعة، ذهب شايمييف إلى غرفة أخرى وتم طلب جميلوف على الهاتف.

            كان على الخط بوتين الذي كرّر بأدب ولكن بحزم ما أصبح الخطوط الأساسية لدعاية الكرملين حول ما يحدث في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وماذا يجب أن يحدث بعد ذلك. وقال جميلوف في وقت لاحق للصحفيين انّه صدم من استخدام بوتين للدعاية كبديل للحجة لما كان بعد كل ذلك محادثة خاصة .

            ورد زعيم تتار القرم من جانبه أنه مهما كانت الطّريقة الّتي تم حل مشكلة القرم بها، فمن الضروري أن يتم الحفاظ على السلامة الإقليمية لأوكرانيا. وقال بوتين انه يعلم مدى صعوبة حياة جميلوف وتتار القرم وأنه يمكن مناقشة أي زيادة في صلاحيات الحكم الذاتي في المستقبل بعد استفتاء 16 مارس/آذار.

            وقال جميلوف ان انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا سيكون “انتهاكا فظاً لوحدة أراضي أوكرانيا ولاتّفاقيّة [بودابست] لعام 1994 والّتي تضمن لأوكرانيا الحفاظ على سيادتها في مقابل التخلي عن الأسلحة النووية”. وتصدّى بوتين لذلك بالإعراب عن رايه بأنه يجب أن يسمح لسكان شبه جزيرة القرم التعبير عن رأيهم.

            فيما يتعلق بتتار القرم، فإن بوتين، على حد تعبير بودرابينيك، “وعد بأنّه سيتم إعادة تأهيل كافّة حقوق تتار القرم بسرعة وفعالية” بعد الاستفتاء “وليس كما حدث في أوكرانيا”. وحذر جميلوف من أن الوضع في شبه جزيرة القرم هو “متفجر” وأن الاستفزازات ممكنة جدا.

            وقال بوتين انّه لا ينبغي لأحد أن يحاول ذلك، مضيفا أنه أصدر أمره بأن “لن يلحق تتار القرم أي ضرر”. وفي ختام المحادثة، أعرب زعيم الكرملين عن أمله في أنه يمكن أن يستكمل حديثهما في المستقبل.

            ماذا كان كل ذلك؟ يتساءل بودرابينيك ببلاغة. لم يكن جميلوف في روسيا منذ عام 1986. لم يكن أبدا شريكا للساسة الروس. وفي الوقت الحاضر، فإنه “لا يشغل أي وظائف حتى في المجلس”. وباختصار، فإن بطريرك تتار القرم لا يبدو مرشحاً محتملاً لعقد محادثات مع بوتين.

            ووفقا لمعلق غراني آر يو، يعتقد جميلوف ان “بوتين يريد تحقيق حياد  تتار القرم في الوضع الراهن غير المستقر”، خاصة وأن ” لا تزال الأحداث الأكثر جدّيّة أمامنا”. وزعيم الكرملين “يفهم بوضوح أن تتار القرم هم قوة سياسية حقيقية وحيدة ومنظمة تنظيما جيدا في شبه جزيرة القرم”.

            ويخلص بودرابينيك بأن كل ذلك يوحي، أن “موسكو تشعر بالقلق إزاء الرد العسكري في شبه جزيرة القرم حتى لو كان هذا سوف يكون صراعاً مدنياً أو حرباً غير نظاميّة” ويريد أن يتخذ خطوات لمنعها. على ما يبدو، على أقل تقدير، يريد بوتين أن يكون في وضع يمكنه من الادعاء بأنه بذل ما في وسعه لمنع مثل هذا الاحتمال .

            ولكن على الرغم من هذه المكالمة الهاتفية المهذّبة، فقد فشل بوتين بزعزعة موقف جميلوف وتتار القرم. وقد بقي هو وهم ملتزمين بسلامة أراضي أوكرانيا ومعارضين للإستفتاء غير القانوني المزمع عقده في 16 مارس/آذار الذي يشرف عليه بوتين .

المصدر (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-putin-tries-but-fails.html)

Share Button

نافذة على أوراسيا: فيلسوف أوكراني يقول، روسيا تعيش مرة أخرى على الأكاذيب

نافذة على أوراسيا: فيلسوف أوكراني يقول، روسيا تعيش مرة أخرى على الأكاذيب 

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

ستاونتون، الأوّل من مارس/آذار – يُعلّم فلاديمير بوتين روسيا مرة أخرى العيش على الأكاذيب، وبعد 40 عاما بعد أن حذّر ألكسندر سولجينيتسين (Aleksandr Solzhenitsyn) الروس من مخاطر أنفسهم والآخرين للقيام بذلك، كما يقول فيلسوف أوكراني في مقال رفضت نشره المجلات الروسية مثل “نيزافيسيمايا غازيتا” (Nezavisimaya gazeta)، ” وبوليت آر يو (Polit.ru) وسنوب آر يو (Snob.ru).

وعلى مدوّنته الخاصة، يشير سيرغي داتسيوك (Sergii Datsiuk) إلى أن “الكذب في روسيا هو وسيلة لتجنب التغييرات الضرورية … وهو محاولة لتحويل المسؤولية عن أخطاء المرء للآخرين من أجل تبرئة السلطات … إنه يشكل خطراً بالنسبة لروسيا نفسها لأنه يولد الكراهية من دون مخرج من المأزق … [و] أنه يشكل خطرا على العالم بأسره لأنه يقسم روسيا وبقية العالم (blogs.pravda.com.ua/authors/datsuk/53116eef447b1/).

في الحقيقة فإن الأوكرانيين يحبون الروس ويريدون أن يعيشوا في سلام، لكن الروس يكرهون الأوكرانيين وهم عدوانيين تجاههم، وهو ما أكدته تصرفات حكوماتهم المعنيّة واستطلاعات الرّأي المختلفة، وكما يقول، إنه ليس وضعاً طبيعياً أو لا مفر منه ولكن نتيجة لِ”حرب المعلومات الّتي تشنها روسيا ضد أوكرانيا”.

ووفقاً لداتسيوك، “كان من المستحيل في روسيا إجبار الروس لأن يكرهوا الشعب الأوكراني من دون استخدام الأكاذيب. و[بالتالي] بدأت روسيا تكذب وتشن الحرب”. تتكون تلك الحرب من عدة مكونات: التجارة، والمعلومات، والتاريخ، والتكنولوجيا.

ويضيف بأن الّذي يكمن وراء حرب المعلومات الّتي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، هو “عدم رغبة الرّوس في النخبة الروسية للاعتراف بحق الأوكرانيين في تقرير المصير والإستقلال”. ولكن نتائجها لم تكن لتكون رهيبة جداً حتى لو لم يكن هناك عناصر كومبرادور (طبقة البرجوازية) في أوكرانيا مثل يانوكوفيتش (Yanukovich) و البيركوت (Berkut).

ولكن يجب على الجميع أن يتذكّروا أن يانوكوفيتش ليس مجرد رئيس سابق وجماعته هم الذين يتحملون المسؤولية عن سفك الدم الأوكراني. ومسؤولين أيضا عن ذلك فلاديمير بوتين (Vladimir Putin)، وديمتري ميدفيديف (Dmitry Medvedev)، وسيرغي لافروف (Sergey Lavrov)، وديمتري كيسيلييف (Dmitry Kiselyev)، وفلاديمير جيرينوفسكي (Vladimir Zhirinovsky)، وسيرغي غلازييف (Sergey Glazyev) وديمتري روغوزين (Dmitry Rogozin).

ويقول داتسيوك “هناك أعداءاً لأوكرانيا”، والذين أدت تصرفاتهم إلى ضحايا من البشر”، ويمكننا ويجب الاعتراف بها على هذا النحو. ولكن كان لديهم المساعدة من الآخرين في النخبة الثقافية الروسية في نشر الكراهية ضد أوكرانيا والأوكرانيين، وأناس مثل ميخائيل زادورنوف (Mikhail Zadornov)، وإيفان أوخلوبيستين (Ivan Okhlobystin)، وسيرغي لوكيانينكو (Sergey Lukyanenko)، وإيوسيف كوبزون (Iosif Kobzon).

ما يحدث في شبه جزيرة القرم الآن هو “الإستمرار المباشر للمعلومات الخاصة بحرب روسيا ضد أوكرانيا”، حرب أعصاب تسعى لإثارة أوكرانيا لإيجاد رد مسؤول وقاسي حتى يمكن لروسيا أن تطلق العنان لحرب واسعة النطاق”. فإذا كان قبل وجود حرب المعلومات هذه مسألة يؤسف عليها، فهي الآن أصبحت “خطيرة قاتلة”.
قد تكون أوكرانيا هي الهدف من هذه الحرب، يقول داتسيوك، ولكن روسيا هي ضحية لها أيضا. “أوكرانيا ليست روسيا”. وحتى في أسوأ الأوقات من حكم يانوكوفيتش، “جاء الكذب في أوكرانيا من مصدرين – قنوات التلفزيون الرّوسي … وتلك القنوات الموالية للنظام، “الحقيقة انتصرت عليهم في أوكرانيا، لكن في روسيا، فإن الكذب ابتلع كل شيء.

ويقول داتسيوك،لا يستطيع المرء أن “يقتل كذب روسيا ضد أوكرانيا دون قتل الكذب في روسيا نفسها”.

و حدّث نظام بوتين وجدّد النظام الذي شجبه سولجينيتسين (Solzhenitsyn). وبادعائه أنه يشعر بالقلق إزاء الدفاع عن الدولة والشعب الروسي، فإن الكرملين يخفي جرائمه عن طريق نشر الأكاذيب حول البلدان والشعوب الأخرى، وفي هذه الحالة أوكرانيا والأوكرانيين .

وهذا يعني، كما يقول داتسيوك، أن “كذب السلطات الروسية عن نفسها يصبح أقل وضوحا” لأنه يتم حجبه بسبب الأكاذيب التي تنشرها موسكو عن الجميع. ونتيجة لذلك، “أصبحت روسيا تولد الكراهية في العالم”. لقد قاوم العديد من البلدان ذلك، بما في ذلك دول البلطيق وجورجيا وأوكرانيا الآن .

و”مع ذلك، لا تزال الكراهية قائمة في روسيا. وتبقى في روسيا الكراهية التي لا يمكن تغييرها إلى مكان آخر، تتراكم وتتفجّر من الداخل. فإن الكذب والكراهية سيدمّران روسيا إذا لم يتوقف ذلك”. ولكن هل يمكن أن يحدث ذلك؟ فنصيحة سولجينيتسين بأن يتوقّف الأفراد عن الكذب بشكل واضح لا يكفي. يجب على المفكرين أن يتحدّثوا بصراحة.

يقول داتسيوك أن “روسيا تحتاج إلى ميدان الخاص بها حيث لا توجد الكراهية”، وحيث يمكن للحقيقة أن تنتصر ولشعبها أن يفكّر ملياً “بشكل مشترك حول مستقبله” . “و’للعيش بلا كذب’ في وقتنا الحاضر لا يعني كثيراً تجنب الكذب من قبل الافراد ولكن الكذب الجماعي، والتحريض والدعاية الّذي تنقله السلطات الروسية عبر أخبار التلفزيون.”

الإنترنت لا يكفي؛ وأخبار التلفزيون مطلوبة. لكن “لا يوجد اليوم هناك في روسيا أخبار تلفزيونية نوعيّة”. إلا أنه بدلا من ذلك هناك “تحريض ودعاية” يعملوا على وجود “صورة حقيقيّة عن روسيا ونظامها”، ويقولوا أن روسيا محاطة بالأعداء، ويؤكّدوا بأن “الإمبراطوريّة الرّوسيّة هي جنّةٌ على الأرض”.

ويعكس ذلك ازدياد الكذب إلى مستوى جديد: النخبة الروسية تكذب على شعبها. “هذه هي الكذبة الكبرى حول إمكانية إمبراطورية. هذا كذب النخبة الروسية على نفسها في المقام الأول” لأن تلك النخبة “لا يمكنها إلا أن تعلم أن المستقبل ليس إلى جانب الإمبراطوريات أو حتى الدول المنعزلة ولكن إلى جانب التنظيمات الإقليميّة .

لكن “تستمر الكذبة الكبرى في روسيا وتدمر كل افكار المستقبل الذي لا يوجد به مكان للإمبراطورية. إن الأفكار الخاوية حول المستقبل تدعم وتزيّن الكذبة الكبرى”. المخرج الوحيد هو قول الحقيقة وفي المقام الأول القول والإعتراف بأنّه “لن تكون هناك إمبراطوريّة”. روسيا والروس يحتاجون إلى “السعى لشيءٍ آخر” .

المصدر:
Share Button

نافذة على أوراسيا: فيلسوف أوكراني يقول، روسيا تعيش مرة أخرى على الأكاذيب

نافذة على أوراسيا: فيلسوف أوكراني يقول، روسيا تعيش مرة أخرى على الأكاذيب 

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

ستاونتون، الأوّل من مارس/آذار – يُعلّم فلاديمير بوتين روسيا مرة أخرى العيش على الأكاذيب، وبعد 40 عاما بعد أن حذّر ألكسندر سولجينيتسين (Aleksandr Solzhenitsyn) الروس من مخاطر أنفسهم والآخرين للقيام بذلك، كما يقول فيلسوف أوكراني في مقال رفضت نشره المجلات الروسية مثل “نيزافيسيمايا غازيتا” (Nezavisimaya gazeta)، ” وبوليت آر يو (Polit.ru) وسنوب آر يو (Snob.ru).

وعلى مدوّنته الخاصة، يشير سيرغي داتسيوك (Sergii Datsiuk) إلى أن “الكذب في روسيا هو وسيلة لتجنب التغييرات الضرورية … وهو محاولة لتحويل المسؤولية عن أخطاء المرء للآخرين من أجل تبرئة السلطات … إنه يشكل خطراً بالنسبة لروسيا نفسها لأنه يولد الكراهية من دون مخرج من المأزق … [و] أنه يشكل خطرا على العالم بأسره لأنه يقسم روسيا وبقية العالم (blogs.pravda.com.ua/authors/datsuk/53116eef447b1/).

في الحقيقة فإن الأوكرانيين يحبون الروس ويريدون أن يعيشوا في سلام، لكن الروس يكرهون الأوكرانيين وهم عدوانيين تجاههم، وهو ما أكدته تصرفات حكوماتهم المعنيّة واستطلاعات الرّأي المختلفة، وكما يقول، إنه ليس وضعاً طبيعياً أو لا مفر منه ولكن نتيجة لِ”حرب المعلومات الّتي تشنها روسيا ضد أوكرانيا”.

ووفقاً لداتسيوك، “كان من المستحيل في روسيا إجبار الروس لأن يكرهوا الشعب الأوكراني من دون استخدام الأكاذيب. و[بالتالي] بدأت روسيا تكذب وتشن الحرب”. تتكون تلك الحرب من عدة مكونات: التجارة، والمعلومات، والتاريخ، والتكنولوجيا.

ويضيف بأن الّذي يكمن وراء حرب المعلومات الّتي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، هو “عدم رغبة الرّوس في النخبة الروسية للاعتراف بحق الأوكرانيين في تقرير المصير والإستقلال”. ولكن نتائجها لم تكن لتكون رهيبة جداً حتى لو لم يكن هناك عناصر كومبرادور (طبقة البرجوازية) في أوكرانيا مثل يانوكوفيتش (Yanukovich) و البيركوت (Berkut).

ولكن يجب على الجميع أن يتذكّروا أن يانوكوفيتش ليس مجرد رئيس سابق وجماعته هم الذين يتحملون المسؤولية عن سفك الدم الأوكراني. ومسؤولين أيضا عن ذلك فلاديمير بوتين (Vladimir Putin)، وديمتري ميدفيديف (Dmitry Medvedev)، وسيرغي لافروف (Sergey Lavrov)، وديمتري كيسيلييف (Dmitry Kiselyev)، وفلاديمير جيرينوفسكي (Vladimir Zhirinovsky)، وسيرغي غلازييف (Sergey Glazyev) وديمتري روغوزين (Dmitry Rogozin).

ويقول داتسيوك “هناك أعداءاً لأوكرانيا”، والذين أدت تصرفاتهم إلى ضحايا من البشر”، ويمكننا ويجب الاعتراف بها على هذا النحو. ولكن كان لديهم المساعدة من الآخرين في النخبة الثقافية الروسية في نشر الكراهية ضد أوكرانيا والأوكرانيين، وأناس مثل ميخائيل زادورنوف (Mikhail Zadornov)، وإيفان أوخلوبيستين (Ivan Okhlobystin)، وسيرغي لوكيانينكو (Sergey Lukyanenko)، وإيوسيف كوبزون (Iosif Kobzon).

ما يحدث في شبه جزيرة القرم الآن هو “الإستمرار المباشر للمعلومات الخاصة بحرب روسيا ضد أوكرانيا”، حرب أعصاب تسعى لإثارة أوكرانيا لإيجاد رد مسؤول وقاسي حتى يمكن لروسيا أن تطلق العنان لحرب واسعة النطاق”. فإذا كان قبل وجود حرب المعلومات هذه مسألة يؤسف عليها، فهي الآن أصبحت “خطيرة قاتلة”.
قد تكون أوكرانيا هي الهدف من هذه الحرب، يقول داتسيوك، ولكن روسيا هي ضحية لها أيضا. “أوكرانيا ليست روسيا”. وحتى في أسوأ الأوقات من حكم يانوكوفيتش، “جاء الكذب في أوكرانيا من مصدرين – قنوات التلفزيون الرّوسي … وتلك القنوات الموالية للنظام، “الحقيقة انتصرت عليهم في أوكرانيا، لكن في روسيا، فإن الكذب ابتلع كل شيء.

ويقول داتسيوك،لا يستطيع المرء أن “يقتل كذب روسيا ضد أوكرانيا دون قتل الكذب في روسيا نفسها”.

و حدّث نظام بوتين وجدّد النظام الذي شجبه سولجينيتسين (Solzhenitsyn). وبادعائه أنه يشعر بالقلق إزاء الدفاع عن الدولة والشعب الروسي، فإن الكرملين يخفي جرائمه عن طريق نشر الأكاذيب حول البلدان والشعوب الأخرى، وفي هذه الحالة أوكرانيا والأوكرانيين .

وهذا يعني، كما يقول داتسيوك، أن “كذب السلطات الروسية عن نفسها يصبح أقل وضوحا” لأنه يتم حجبه بسبب الأكاذيب التي تنشرها موسكو عن الجميع. ونتيجة لذلك، “أصبحت روسيا تولد الكراهية في العالم”. لقد قاوم العديد من البلدان ذلك، بما في ذلك دول البلطيق وجورجيا وأوكرانيا الآن .

و”مع ذلك، لا تزال الكراهية قائمة في روسيا. وتبقى في روسيا الكراهية التي لا يمكن تغييرها إلى مكان آخر، تتراكم وتتفجّر من الداخل. فإن الكذب والكراهية سيدمّران روسيا إذا لم يتوقف ذلك”. ولكن هل يمكن أن يحدث ذلك؟ فنصيحة سولجينيتسين بأن يتوقّف الأفراد عن الكذب بشكل واضح لا يكفي. يجب على المفكرين أن يتحدّثوا بصراحة.

يقول داتسيوك أن “روسيا تحتاج إلى ميدان الخاص بها حيث لا توجد الكراهية”، وحيث يمكن للحقيقة أن تنتصر ولشعبها أن يفكّر ملياً “بشكل مشترك حول مستقبله” . “و’للعيش بلا كذب’ في وقتنا الحاضر لا يعني كثيراً تجنب الكذب من قبل الافراد ولكن الكذب الجماعي، والتحريض والدعاية الّذي تنقله السلطات الروسية عبر أخبار التلفزيون.”

الإنترنت لا يكفي؛ وأخبار التلفزيون مطلوبة. لكن “لا يوجد اليوم هناك في روسيا أخبار تلفزيونية نوعيّة”. إلا أنه بدلا من ذلك هناك “تحريض ودعاية” يعملوا على وجود “صورة حقيقيّة عن روسيا ونظامها”، ويقولوا أن روسيا محاطة بالأعداء، ويؤكّدوا بأن “الإمبراطوريّة الرّوسيّة هي جنّةٌ على الأرض”.

ويعكس ذلك ازدياد الكذب إلى مستوى جديد: النخبة الروسية تكذب على شعبها. “هذه هي الكذبة الكبرى حول إمكانية إمبراطورية. هذا كذب النخبة الروسية على نفسها في المقام الأول” لأن تلك النخبة “لا يمكنها إلا أن تعلم أن المستقبل ليس إلى جانب الإمبراطوريات أو حتى الدول المنعزلة ولكن إلى جانب التنظيمات الإقليميّة .

لكن “تستمر الكذبة الكبرى في روسيا وتدمر كل افكار المستقبل الذي لا يوجد به مكان للإمبراطورية. إن الأفكار الخاوية حول المستقبل تدعم وتزيّن الكذبة الكبرى”. المخرج الوحيد هو قول الحقيقة وفي المقام الأول القول والإعتراف بأنّه “لن تكون هناك إمبراطوريّة”. روسيا والروس يحتاجون إلى “السعى لشيءٍ آخر” .

المصدر:
Share Button