نافذة على أوراسيا : العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو

 نافذة على أوراسيا : العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو 

نشر موقع “نافذة على أوراسيا” في موقعه على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 24 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب والمحلل السياسي بول غوبل بعنوان “العنف في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أسوأ بالنسبة لموسكو من هجوم دوموديدوفو، يقول مالاشينكو“، جاء فيه:
إن موجة العنف الّتي تجتاح قباردينو – بلقاريا تلقي ظلالا من الشك على قدرة موسكو على ضمان الاستقرار السياسي في شمال القوقاز، وبالتالي هي “أسوأ بالنسبة للقيادة الروسية” حتى من الهجوم الإرهابي الأخير، وأكثر وقْعاً بكثير من الهجوم الإرهابي على مطار دوموديدوفو في موسكو، وفقا لمحلل معتبر في موسكو.

فعلى موقع سلون (Slon.ru) الألكتروني يوم أمس، يقول ألكسي مالاشينكو (Aleksey Malashenko)، وهو مختص بعلم الأعراق في مركز كارنيجي في موسكو بأنّه من الأهمية بمكان أن نفهم أن “لا علاقة للأعمال الإرهابية في قباردينو – بلقاريا مع الوضع في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا أو في شمال القوقاز”. بدلامن ذلك، كما يقول، “أنها متصلة بالوضع في روسيا ككل (http://slon.ru/articles/537630/).
علماء السياسة في موسكو يعطون خمسة أسباب لتأكيده أن ما يحدث في تلك الجمهورية في شمال القوقاز التي كانت مستقرة بالسابق يعكس ويؤثر على مشاكل “كافة السياسات الداخلية لروسيا وبشأن الوضع في المجتمع”، ليس فقط في تلك المنطقة ولكن في جميع أنحاء البلاد.

بادئ ذي بدء، يقول مالاشينكو، ما كان يحدث في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا “يؤكد أن السّلطات [في موسكو] ليست بأي حال قادرة على حل الوضع في المنطقة” ، وعلى قدم المساواة فإنّهم غير قادرين على منع ما يحدث هناك من وجود تأثير له على الفيدراليّة الروسيّة ككل.

في الواقع، يكمل، مما له دلالة رمزية إلى حد كبير أن “بينما كان ميدفيديف وبوتين يتزلّجان في سوتشي ويتناولولان أطراف الحديث عن احتمالات السياحة الجماعيّة في شمال القوقاز، أظهر خصومهم أنهم يكذبون، وأن حديثهم عن هذه الأمور دون أي أساس”.
الثاني، ضربت الهجمات في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا في قلب مقترحات موسكو عن “التحديث في شمال القوقاز وعن تطبيع الوضع في تلك المنطقة”، وخصوصا منذ أن جعل ميدفيديف وبوتين من تنمية السياحة جزءا كبيرا من هذا الجهد. ولكن من سيختار زيارة مكان ما “إذا كان يعلم بأنه يمكن أن يتم تفجيره في أيّة لحظة”؟

الثالث، ويتعلق بالثاني، لأن هذه الهجمات تمثل هجوما على خطط موسكو لاجراء دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في عام 2014. ويضيف مالاشينكو: “اذا تخوّف السياح الروس من السفر إلى منتجعات جبلية”، “إذن ماذا يعني هذا القول عن احتمال أن يحضر الأجانب إلى دورة الألعاب الأولمبية” وهم على معرفة بأنّهم “يمكن أن يقتلوا في أية لحظة أن يقتلوا”؟ ”

من منظور كل من الروس والأجانب، يتابع المحلل الموسكوفي، “حقيقة إمكانية أن تضمن روسيا الاستقرار السياسي في [تلك] المنطقة تم وضعه أخيرا محل شك”. وبالنسبة للأمر الواقع للسلطات في العاصمة الروسية، يقول مالاشينكو، فذاك أمرٌ “أسوأ بكثير” ممّا حدث في دوموديدوفو.

وهذا صحيح بشكل خاص، كما يقول، لأن أعمال الإرهابيين تبيّن “نظام معين، وتجري على أسس ذات إستراتيجية محدّدة”. فكان للهجمات اهدافا رمزية، وقد “قوّضت ليس فقط سلطة دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، بل من حيث المبدأ السلطة في روسيا كذلك”.

الرابع، وبالنظر إلى أن عدم قدرة موسكو للسيطرة على نشاط الإرهابيين في شمال القوقاز فذلك يساعد على توليد مزيد من القومية الروسية، ثم “من وجهة النظر هذه”، من الواضح أيضا أن “القيادة الروسية ليست في وضع يمكنها لمنع نمو القومية الروسية”، وهو أمر لا يقل خطورة بالنسبة لموسكو وروسيا.

والخامس، سواء في اختيار أول الأهداف، المتزلجين من موسكو، وتوقيت الهجوم، عندما كان كل من ميدفيديف وبوتين يتحدثان عن تطوير السياحة في شمال القوقاز، يعكس من جانب الارهابيين فرك الأنوف في موسكو: “نستطيع قتل من نريد، وعندما نريد، ولا يمكنكم ان تفعلوا أي شيئ لنا”.

بالنّسبة لبوتين وميدفيديف، هذا يعتبر “حقا مأساة” وتحديدا بسبب كيفية روؤية الروس وغيرهم في جميع أنحاء العالم لذلك، يقول مالاشينكو. وما هو أهم، إن القادة الروس الحاليين “لا يمكنهم تقديم أي حل ايجابي لهذه المشكلة”. ويكمل ما عرضوا هو أمر بحيث “لا يصدقه احد سواء في روسيا أو في الخارج”.

ويجادل مالاشينكو بأن موسكو ما لبثت ترتكب “اخطاءاً في شمال القوقاز خلال السنوات ال 20 الماضية”. انها لم تكن بحاجة الى “إشعال حرب في الشيشان” سواء في المرة الأولى أو الثانية. لم يكن هناك حاجة للحديث عن “إغراق [قطّاع الطّرق] في المرحاض”، أو التحدث عن “قتال الجماعات”، كما فعل ميدفيديف.
بدلا من ذلك، ماذا كان وما هو المطلوب، يحاجج الخبير من موسكو، إنّه الإعتراف “بالمعارضة الدينية – السياسية” في المنطقة وإجراء محادثات “منهجيّة” وإن كانت ستكون صعبة معهم، وهو شيء من الصعوبة بمكان وحتّى من المخجل “لسياسيّينا الطموحين، لا سيما بوتين”.
ويخلص مالاشينكو بالقول: “لكن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق”، مشيرا الى انه عندما توصل بوتين في الواقع الى اتفاق مع احمد قاديروف في الشيشان، “انتهت الحرب هناك”. وباختصار، يقترح، “عندما نتحدث عن سياسة العصا والجزرة، إذن يجب أن يكون هناك توازنا بينهما. إذا استخدم المرء العصي فقط فسوف لن يتحقّق أي شيئ”.

لسوء الحظ ، يقول مالاشينكو، يبدو أن موسكو قد فوّتت الفرصة “لإجراء حوار جاد مع المعارضة” في شمال القوقاز. ونتيجة لذلك، يخلص المتخصص منذ فترة طويلة إلى القول، “لا أرى أي طريقة للخروج من هذه الحالة”، حقيقة واقعة مع عواقب مأساوية ليس فقط بالنسبة للمنطقة ولكن بالنسبة لروسيا ككل.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً