وزير روسي سابق: “روسيا تغرق تدريجيا الى الجحيم”

وزير روسي سابق: “روسيا تغرق تدريجيا الى الجحيم”

13285_1
نشر موقع قفقاس سنتر في موقعه على الشبكة العنكبوتيّة بتاريخ 11 يناير/كانون الثّاني 2011، مقالا تناول مقتطفات من كتاب جديد لميخائيل بولتورانين (Mikhail Poltoranin)، الوزير الروسي السّابق للصحافة والإعلام وقد كان أحد المقرّبين من الرّئيس الرّوسي السّابق بوريس يلتسين.

ذكر المقال أنه جاء في الكتاب أن: “روسيا تغرق تدريجيا في الجحيم. الناس بالفعل يشعرون بالغثيان من رائحة الكبريت الآتي من عالم الرذيلة” (ص 485).

وذكر أنّه: “حتى داخل مجموعة البلدان المشكّلة لرابطة الدول المستقلة، تعتبر روسيا من بين الأسوأ من ناحية المؤشرات الاقتصادية. 100 مليار دولار، خصصت من الميزانية لاجراءات مكافحة الأزمة، وقد تم تحويلها من قبل بوتين وميدفيديف إلى أتباعهم ورفاقهم (تم نقل الأموال فورا إلى الخارج) وأعطيت كذلك إلى المرابين (المقرضين). وبالنّسبة للصناعة التحويلية، فقد تركت الألكترونيات والتّفرّعات الأخرى التي تحتاج إلى الإبتكار من دون مساعدة من الدولة فانهارت هذه الصّناعات…

وانخفضت الابتكارات 15 نقطة. وبتعبير إنتاج الحصّادات عادت روسيا إلى الوراء إلى عام 1933، والجرّارات رجعت إلى الوراء إلى عام 1931 — والسيارات إلى الوراء لعام 1910 – والمنسوجات والأحذية – إلى الخلف للعام 1900…” (ص 485).

و”ازداد التدهور الإجتماعي واستمرار تدهور الإقتصاد  ليكون بدائيّا، ويزداد الإعتماد بسرعة على إنتاج النفط والغاز. وخلال أزمة عام 2009، فقد تم تخصيص مساعدة مالية من الدولة في المقام الأول إلى المرابين والقلة المحظيّين” (ص 453).

و”أحد أقطاب الأعمال القلّة أقام معسكر تشغيل (Concentration Camp) للنّاس في الجزء الّذي يخصّة من روسيا، وآخر في المكان الخاص به” (ص 485).

إنّ “الحصانة من الطّفيليّات وعجز الناس في تزايد مستمر. فالسلطة العليا غارقة في التملق والتّزلّف؛ والمسؤولون لا يفعلون شيئا يذكر ولا يتحرّكون إلا من خلال الرشاوى، والمجتمع ينتظر بفارغ الصبر شيئا ما. والتدهور في الأخلاق والثقافة والعلوم و كل شيء آخر هو على قدم وساق” (ص  485).

و”يبدو كما لو كانت الأمة تلوّح وداعا لبلدها. يصل عدد المفقودين سنويأ في روسيا إلى 50000 شخص – ونحن لا نعطي بالا لذلك. الغابات تُباد، والقلّة أقطاب الأعمال تقوم بتسميم مياه الأنهار، ويتم قطع الأشجار المعمّرة المحميّة تحت قصور الأغنياء الجدد — ونحن لا تعطي بالا لذلك.

في بلد يتمتع بموارد طبيعية هائلة، نجد الحد الأدنى للأجور 15 ضعفا أقل مما في هو البلدان الأفقر نسبيّا مثل بلجيكا وإيرلندا – هذا لا يضيرنا، فسوف نعمل على تجاوز ذلك. في روسيا، هناك نصف مليون من المسؤولين — ثلاث مرات أكثر مما كان عليه الحال في الإتّحاد السّوفياتي، إنّهم لا يخدمون أفراد الشعب، بل يضغطون عليهم بالعمولات والإبتزاز والرشوة — ولكن نحن لا نهتم لذلك…

هناك شخص ما يقترف الجرائم ويسرق  ويريق الدماء والناس صامتون، وكأنهم لا يعيشون هنا، ويربّون الأطفال والأحفاد. هذا فقط يحرّك سلطة الكرملين والّتي هي في تزايد دائم…”  (ص 452-453).

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

إحصائيّة بضحايا التفجيرات والأعمال الإرهابية في عام 2010

إحصائيّة بضحايا التفجيرات والأعمال الإرهابية في عام 2010

في نبأ للموقع الإخباري الألكتروني المسمّى العقدة القوقازيّة (Caucasus Knot)، نشر خبر في العاشر من يناير/كانون الثّاني 2011، بأن “ما لا يقل عن 178 شخصا لقوا حتفهم في التفجيرات والأعمال الإرهابية التي ارتكبت في شمال القوقاز وموسكو” خلال عام 2010.
 
فقدان 178 شخصا والإصابات التي حصلت لم تقل عن 895 شخصا من خلال 238 من عمليّات التفجيرات والأعمال الإرهابية التي ارتكبت في عام 2010 في أراضي منطقة شمال القوقاز الاتحادية (NCFD) وفي موسكو، وهي أكثر النتائج المأساوية للصراع المتأجّج في شمال القوقاز.

إنّ إحصائيّات موقع “العقدة القوقازيّة”، واستنادا إلى المعلومات الخاصة من المراسلين والبيانات من المصادر المتاحة، تعتبر أيضا أدلة على 24 عمليّة إرهابية ارتكبها إنتحاريّون وكذلك نتيجة لانفجارات-ذاتيّة في كلٍ من موسكو والقوقاز.

وقد حازت جمهورية داغستان على الزّعامة المطلقة نسبة لعدد الأعمال الإرهابية المرتكبة والأرواح التي فقدت. وفي عام 2010، ارتكب ما لا يقل عن 112 من التفجيرات والأعمال الإرهابية فيها. وأسفرت هذه الأحداث عمّا يقل عن 68 حالة وفاة، و37 منهم كانوا من السّكان المسالمين. فيما بلغ عدد المصابين في هذه الحوادث ما لا يقل عن 195 شخصا، من بينهم 65 مدنيّا. وهناك خمسة من الأعمال الإرهابية في داغستان ارتكبت من قبل مهاجمين إنتحاريين.

37 من الانفجارات والاعمال الارهابية حدثت في إقليم الشيشان وأسفرت عن فقدان 23 شخصا، أحدهم كان مواطنا مسالما. وجُرح 37 شخصا آخرين، بينهم 14 مدنيا. وكانت التفجيرات قد ارتكبت من قبل  مفجّرين إنتحاريين، فضلا عن تفجيرات-ذاتيّة، وهي 12 تفجيرا، وفقا لتقديرات موقع “العقدة القوقازيّة”. 

وفي عام 2010، تم تسجيل عدد كبير من ضحايا الأعمال الإرهابيّة في جمهوريّة أوسيتيا الشمالية. وشهدت أراضي الجمهورية ثلاثة من الإنفجارات وأعمال الإرهاب، مما أسفرت عن  22 حالة وفاة؛ حيث أنّ 19 من الضحايا كانوا من المدنيين. وفي هذه الحوادث أصيب ما لا يقل عن 163 شخصا. كذلك ارتكبت عمليّتان إرهابِيّتان من قبل اثنان من المفجّرين الإنتحاريّين.

في جمهوريّة أنغوشيا، كان هناك في عام 2010 ما لا يقل عن 40 إنفجارا وعملا إرهابيّا، حيث أودت بحياة ما مجموعه 8 أشخاص من بينهم 4 مدنيين وجرحت 78 شخصا، نصفهم — 39 شخصا — كانوا من المدنيين. ارتكب فيها أيضا تفجيران من قبل المفجّرين الإنتحاريّين. 

وتميز عام 2010 في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا بحدوث ما لا يقل عن 41 إنفجاراً وعملا إرهابيّاً. وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص، من بينهم أحد الذين لا علاقة له بهيئات تنفيذ القانون أو الجماعات السّريّة المسلّحّة، وأصيب بجروح ما لا يقل عن 53 شخصا؛ 37 منهم كانوا من المدنيين.

فمن بين الحوادث التي وقعت في أراضي جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، يعزى أحدها إلى تفجير في هجوم انتحاري.

ثلاثة من التّفجيرات وأعمال الإرهاب ارتكبت في عام 2010 في إقليم ستافروبول وتسبّبت في مفارقة ثمانية مدنيين للحياة، وعانى من جرّائها 79 شخصا على الأقل.

وختم النّبا بالقول: “دعونا نلاحظ هنا أيضا بأنّه ارتكبت عمليّتان إرهابيّتان في موسكو في عام 2010 واللتان كان لهما علاقة مباشرة بالوضع في شمال القوقاز.

أخبار شركيسيا

Share Button

إعتراف الـتّمرّد في شمال القوقاز باغتيال المختص الشّركسي بعلم الأجناس

إعتراف الـتّمرّد في شمال القوقاز باغتيال المختص الشّركسي بعلم الأجناس

في نبأ على الشّبكة العنكبوتيّة في العاشر من الشّهر الحالي يفيد بأن مقطع فيديو مدّته خمس دقائق نشر في وقت متأخّر من يوم الثّامن من يناير/كانون الثّاني على موقع (Islamdin)، وهو الموقع الألكتروني لجناح قباردينو – بلقار – قاراشي (KBK) لحركة التمرد في شمال القوقاز، اكّد فيه الأمير زكريا بأنّ المقاتلين التّابعين له، هم الذين قتلوا عالم الأعراق القبارديني الّذي كان يحظى بالإحترام أصلان تسيبينوف في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.

وقام زكريّا بتصنيف تسيبينوف الّذي اغتيل بأنّه وثني (مشرك) وسعى لإفساد الشبان المسلمين من خلال إحياء طقوس “وثنية”. وشدد على ان التمرد لا يستهدف فقط أفراد الشّرطة وقوى الأمن، بل أيضا “المنافقون والوثنيّون ومستحضروا الارواح”، وحذّر من أن جميع هؤلاء الأشخاص يواجهون خطر الموت على أيدي المتمردين ما لم يتوبوا.

وكان تسيبينوف، 51 عاما، الذي حظي بالإحترام، عالِما في الأعراق البشريّة ومختصّا في الفلكلور قد سعى إلى إحياء ونشر العادات القومية الشركسية، لكن ذلك أثار غضب المتمرّدين بحجة أن الإسلام لا يلعب سوى دورا ثانويّا في الهوية القومية الشركسية. وكان قد أردي قتيلا بالرصاص من قبل اثنين من المهاجمين في وقت متأخر من بعد ظهر يوم 29 ديسمبر/كانون الأوّل خارج منزله في شالوشكا (Shalushka) على المشارف الشمالية لمدينة نالتشيك.

وليس من الواضح لماذا لم تعلن حركة التمرد عن مسؤوليّتها على الفور عن مقتل تسيبينوف، حيث أنّه لم يتم سرد إسمه في قائمة وقائع الاعتداءات لشهر ديسمبر/كانون الأوّل الّتي نشرت على موقع إسلام-دين (Islamdin) بتاريخ الأوّل من شهر يناير/كانون الثّاني الحال. ولم تتم الإشارة لذلك من قبل عبدالّله (عسكر جابوييف) وهو الّذي وصف في نبأ راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرّيّة بأنّه القائد الأعلى للجماعة في قباردينو – بلقار – قاراشي (KBK) في بيان نشر في الثّاني من يناير/كانون الثّاني عن مسؤوليّة الجماعة عن اطلاق النار في 15 ديسمبر/كانون الأوّل على مفتي قباردينو – بلقاريا أنس بشيخاشيف.

وقال زكريا أن عبدالله  طلب منه شرح مبررات إغتيال تسيبينوف. حيث قال ان “الكثير من المسلمين لا يمكن أن يدركوا لماذا كان ينبغي للمجاهدين أن يقتلوا تسيبينوف وكيف أنّ الإسلام سيستفيد من وفاته”.

أوضح بأن النار أطلقت على تسيبينوف لأنه كان يرأس مجموعة من “الوثنيين والمشركين” الذين عملوا على إحياء “مهرجانات وثنية قديمة”، وانه “عارض علناً الإسلام والمسلمين وبشكل صريح”. ويشرح النّبأ معنى المصطلح “مشرك” ويبيّن بأنّه مستمد من كلمة في الّلغة العربيّة هي “الشرك”، ومعناها الخطيئة بسبب الوثنية أو الشرك: وهي الخطيئة الّتي تعتبر في الإسلام بأنّها لا تغتفر.

فتبرير زكريا يأتي تمشّيا مع دور المتمردين الّذين أخذوه على عاتقهم ليس فقط في قباردينو – بلقاريا، ولكن أيضا في أنغوشيا وداغستان، وذلك على غرار شرطة الآداب لدى طالبان، مستهدفين بذلك بيوت الدعارة والنوادي الليلية والمتاجر والأكشاك التي تبيع المشروبات الكحولية.

وفي خطاب له في أغسطس/آب الماضي المصادف عشية شهر رمضان، ادّعى زكريا المسؤولية لمقاتليه لتدميرهم ناد للتعري في شيغيم (Chegem). وفي الآونة الأخيرة، أعلن التمرد أيضا المسؤولية عن انفجار وقع يوم 4 يناير/كانون الثّاني الذي دمر ملهى ليليّا في نالتشيك، وعن قتلهم في اليوم السّابق “لساحر” في قرية كنجي (Kenzhe). ولم يكشف عن إسم “الساحر” المستهدف، وليس من الواضح كذلك ماهيّة أمور السّحر المطروحة التي عمل بها ومدى النجاح في ذلك.

وهو لا يزال في بواكير سني العشرينيّات، فقد زكريا إحدى عينيه عندما تم تفجير السّيّارة التي كان يستقلّها هو وشقيقه قبل بضع سنوات مضت. وفي الصيف الماضي تم التعريف عنه بأنّه أمير قطاع شيغيم غربي نالتشيك؛ وهو الآن أمير القطاع الجنوبي-الغربي بأكمله.

 

أخبار شركيسيا

Share Button

لا مساومة على الوطن الأم

لا مساومة على الوطن الأم

إذا كان الشيئ بالشيئ يذكر، فإن عنوان هذا المقال جعل ذكر الوطن والمساومة عليه من قبل النّفعيّين والإنتهازيّين مادّة لتقييمها وتقديمها لمن أراد البحث والتّمحيص بأمور الإلتصاق بالوطن وأسسه ومكوناته  حيث استند الموضوع على المقال المنشور على الموقع الألكتروني قوقاز تايمز بعنوان “مساومة للوطن“، حيث بدأ كاتب المقال بأن يتهجّس من أن يفهم الموضوع لأوّل وهلة على عكس ما يرمي إليه، حيث ذكر في البداية بأن “عنوان هذه القصة قد يبدو تجديفا” بحيث أنّه يتابع بأن هناك من ينظر إلى الوطن “على وجه الحصر بأنّه سلعة” ويمكن الإستفادة الذّاتيّة من ذلك! ولكون الوطن الشّركسي في شمال القوقاز لا يزال محتلّا والغالبيّة العظمى من الأمّة الشّركسيّة تقيم في الخارج بسبب التّهجير القسري الّذي لا تزال تعاني من آثاره الكارثيّة لما يقارب المائة وخمسون عاما، فإن النص الأصلي لا ينطبق على الحالة الشّركسيّة بالشكل الموصوف أصلا إلّا ان المضمون متشابه من حيث تشابه اللاعبين والإنتهازيّين والأقزام والمنشدين والطّارئين.

ويعتبر المقال بأن هناك إختلافا في تفاصيل وأنماط النمو المهني، ويُكمل بحيث يبيّن وضوح السّلوك في هكذا حالات وتحديدا اتخاذ منهج “الخوارزميّة” أساسا وارتكازا وهي اتّباع منطق  الحلول الرّياضيّة، من أجل “الحصول على السلطة بأيّة وسيلة”، والحصول عل الموارد الحكوميّة ويمكن أن يرد في هذا الباب الحصول على الجاه والسّلطة المعنويّة والسّطوة وإعادة توجيه كل ذلك نحو المنفعة الشّخصيّة والأنانيّة الّتي عادة ما تكون مكبوتة في نفس كل من تسوّل له نفسه العبث بمصائر النّاس والشّعوب وهدر الطّاقات والحقوق واختصار واجبات وشؤون الأفراد والجماعات بالأمور الآنيّة وغير المجدية والمصالح الضّيّقة، هذا إن نظرنا نظرة شاملة نحو أمّة يحتضر وجودها كأمّة محترمة بين الأمم لتذوب وتنصهر في أتون شعوب أخرى. إن وصف هؤلاء المنتفعين الّذين يكمن سلوكهم الحياتي بتكريس “الهجرة وزرع صورة عبقريّة يساء فهمها، ومقاتل في سبيل الديمقراطيّة والّلجوء السّياسي وهلم جرا”، وذلك يعطي فكرة عن مدى شخصنة المراكز القياديّة في المؤسّسات الشّركسيّة القائمة وكذلك الوظائف العامّة المخصّصة للأقلّيّات الشّركسيّة في ديار الشّتات والإغتراب عن الوطن مثل المجالس النّيابيّة وما شابهها وكذلك الوظائف الحكوميّة الأخرى.

يقول الكاتب بأنّ “هناك تنوّعا كبيرا في كيفيّة تغيّر أبطال وقتنا”، وانّ هناك “متغير ثابت هو إصرارهم على الإستشهاد – أو حتّى وصول مرتبة القدّيسين”، ويضيف: حتّى الآن “فإنّه مهما كانت مظاهر المبرّرات، فإن المساومة على الوطن قد تم تعريفها تاريخيّاً بمصطلح محدّد – الخيانة. إن التحولات القاسيّة والسّريعة في القناعات الأيدولوجيّة تشارك نوعيّا مع ما يسمّى المهنة الأقدم في العالم…”

و”ثمة سؤالا كلاسيكيا يطرح نفسه وسط هذه الهستيريا: من الذي سيدفع ثمن الوليمة؟ لا تضحكون على أنفسكم — كما جرت العادة”، فيجب وزن العقول “إنها أموال دافعي الضرائب” وهنا يجب التنبيه بأن الدّماء الّتي سالت في الدّفاع عن الوطن وأهله، هي الّتي تعتبر الضريبة الأعلى الّتي قدّمت للوطن سلفا، بل وفوق ذلك هناك من دفع ثمنا باهظا أعلى للوطن، ألا وهو الأرواح الطّاهرة الّتي قدّمت فداءا لأغلى ما يملك الإنسان العاقل السّوي وليس الّذي لديه أولويّات أخرى!

 

إن الشّركسي المقدام يعمل على بناء مقوّمات الوطن بالسّبل المتاحة ويقوم بتشييد وتقوية ركائزها مهما اختلفت الأمكنة الّتي ترتكز فيها، لأنّ في النّتيجة سيكون هناك صرحا قوياّ شامخا ومتينا في الوطن الشّركسي أي في شركيسيا؛ فعزّة الوطن من عزّة أهله ويزداد قوّة وعنفوانا بهم وبعطائهم وتضحياتهم. إن حب الوطن والوفاء له لا ينضب وهو مزروع في المهج والأرواح وسوف تحفر تلك الأعمال البطوليّة في صفحات المجد والسؤدد الخالدة الّتي ستحتفظ بها على مدى الأزمان.

وفي مقال آخر بعنوان “الوطن الأم أم الوطن البديل؟” بقلم بسّام درويش، يقول في إحدى فقرات المقال: “وحين ننتقل بفكرنا إلى حيث نقيم، إلى موطننا الجديد، نجدُهُ مقراً لنا ولعائلتنا ومصدراً لرزقنا، وفرصةً للإبداع لم تكن متوفرة لنا حيث كنا لأسباب أكثر من أن تُحصى”، وهنا يمكن القول بأن الأمّة الشّركسيّة الّتي بقيت في حالة حرب دائمة مع عدوٍ لا يكل ولا يمل نتيجة لتمتعه بالإمكانات المادية والبشرية والعسكريّة، ما أدّى إلى البقاء لعشرات السنوات في حصار دائم وحرب ضروس للدفاع عن الوطن بكل ما أوتوا من إمكانات محدودة في ذلك الزّمان. ويزيد المقال: “إذا كنا نعتبر هذا البلد وطناً ثانياً لنا فأنَّهُ سيصبِحُ لأولادنا من بعدنا، وطناً أولاً، ومن ثم لأولادهم، وطناً وحيداً. لا أولاً ولا ثانياً. لذلك، فمن حقِّهم علينا أن نترك لهم فخرالانتساب الينا ليقولوا لأيّ كان: لقد قدَّم أجدادنا لهذا الوطن ما قدَّمه أجدادكم”، وهذا ما كان حيث قدّم الشّراكسة الشّجعان ما استطاعوا للبلدان التي عاشوا بها حيث يفخر الأبناء والأحفاد بما قدّموا من غال ونفيس، إلا أن حق الوطن الأم يوجب عدم الوقوف عند ذلك بل بالمطالبة المستمرّة باسترجاع الحقوق المسلوبة.

ويكمل الكاتب بصيغة الإعجاب: “لنا في المهاجرين الأرمن الذين وجدوا في بعض الأقطار العربية كمصر ولبنان وسورية والعراق والأردن ملجأ لهم، بعد أن هربوا من الشيوعية ومن فتك العثمانيين، مثالٌ يُحتذى به. إنَّهم مع احتفاظهم بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم التي علموها لأولادهم وأحفادهم، لم يبخلوا على أوطانهم الجديدة بعطائهم، بل شاركوا في نشاطاته الإجتماعية والسياسية وحملوا السلاح مدافعين عنه عند الملمات وقدَّموا من أجله الشهداء، ولم يقف إيمانهم بدينهم حائلاً بينهم وبين الولاء للبلد المضيف الذي يدين بغير ما يدينون به. ونرى كثيراً منهم وقد هاجروا للمرة الثانية من البلاد العربية إلى أميركا يفتخرون بقولهم، لمن يسألهم عن أصلهم، أنهم سوريون أرمن أو لبنانيون أرمن أو عراقيون أرمن..”، فيمكن التّذكير من خلال ما ذكر أن الأرمن لم ينسوا وطنهم وحقوقهم رغم أن جمهوريّة أرمينيا قد استقلّت عن الإتّحاد السّوفياتي المنحل في عام 1991، ولكن لم ينس الأرمن بأن لهم حقوقا كادت أن تضيع لولا مطالباتهم المستمرّة والحثيثة لاسترجاعها وكذلك مطالبتهم المحدّدة بالإعتراف بالمذابح الجماعيّة الّتي اقترفت ضد أمّتهم، وها نحن نرى الدّول المختلفة تعترف بالمذابح الّتي جرت ضد الأرمن، مع العلم بأن المذابح الجماعيّة الّتي تعرّضت لها الأمّة الشّركسيّة في القرن التّاسع عشر هي أقسى وأمر وخلّفت ضحايا أكثر، وكذلك ألمّت نتائجها بشركيسيا وبمواطنيها أشد الإيلام ورشح عنها نتائج كارثيّة لا تزال إلى يومنا هذا لم تجد إلى الحل سبيلا.

إنّنا هنا أمام تقرير مصير لأمّة عانت الكثير وليس في حساب المخلصين من أبنائها أن يقبلوا وطنا بديلا…

إيجل

 

Share Button

السنة الجديدة تجلب سلاما هزيلا لشمال القوقاز

السنة الجديدة تجلب سلاما هزيلا لشمال القوقاز

 

نشرة: أوراسيا ديلي مونيتور

مؤسسة جيمس تاون

في تحليل أعدّه موقع كفكازكي أوزيل (Kavkavsky Uzel) أظهر أن الوضع الأمني قد تدهور العام الماضي بشكل ملحوظ في قباردينو – بلقاريا، حيث أصبح المتمردون ناشطين بشكل ملحوظ. ووفقا للموقع الألكتروني، كان هناك قفزة حادة في عدد الهجمات بالأسلحة النّاريّة والتفجيرات والأعمال الإرهابية في الجمهورية خلال فصل الصيف: وخلال 50 يوما من 1 يونيو/حزيران ولغاية 20 يوليو/تمّوز، كان هناك 17 انفجارا على الأقل وثمانية كمائن ضد الأفراد المكلفين بتطبيق القانون، في حين تم ابطال مفعول 13 عبوة ناسفة.

وفي خلال العام ككل، كان هناك ما لا يقل عن 41 من الهجمات على الشرطة وأفراد الأمن في قباردينو – بلقاريا، والتي قتل فيها 23 من ضباط تنفيذ القانون وجرح 35 منهم. وفقا لهيئات تنفيذ القانون في الجمهورية، فإن ما لا يقل عن 24 عضوا في “التشكيلات المسلحة غير المشروعة” قتلوا واعتقل سبعة منهم في عام 2010، في حين تم العثور على 26 عبوة ناسفة تم إبطال مفعولها خلال العام نفسه.

أعلنت السلطات خلال نفس العام في قباردينو – بلقاريا مرتين عن حالة مكافحة الإرهاب في الجمهورية: تم فرض حالة مكافحة الإرهاب في بلدة تيرنيوز (Tyrnyauz) لمدة شهرين تقريبا — من 20 أكتوبر/تشرين الأول ولغاية 25 ديسمبر/كانون الأوّل — بعد تبادل لإطلاق النيران بين المتمردين والشرطة حيث قتل خلاله شرطي واحد وثلاثة متمردين. وبعد تبادل لإطلاق النار، حاصرت قوات الشرطة والأمن مجموعة من المتمرّدين المشتبه بهم في منجم في مصنع مهجور للتنغستن والموليبدنوم وذلك في تيرنيوز. وشارك حوالي 400 من أفراد الأمن في العملية في المنجم، التي قتل خلالها اثنان من المتمردين المطلوبين المزعومين، وهم الّلذان تم تعريفهما: آرثر سوتاييف ورسلان أويانييف. وفي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثّاني، أعلن رئيس وزراء قباردينو – بلقاريا، ألكسندر ميركولوف، أن جميع المداخل إلى المنجم قد تمّ إغلاقها لمنع إستخدامها من قبل المتمردين و”العناصر الإجرامية”.

وفرضت حالة أخرى لمكافحة الإرهاب في الجمهورية في 27 أغسطس/آب، وهذه المرة في عاصمتها نالتشيك، حيث قتل خمسة متمردين مشتبه بهم خلال عملية خاصة في ذلك اليوم. ووفقا لكفكازكي أوزيل، لم يكن الجمهورعلى اطلاع مقدما عن العملية الخاصة، مما تسبّب في حالة من الذعر بين السكان المحليين.

وتعليقا على الوضع في قباردينو – بلقاريا، أشار الكسندر شيركيسوف من مجموعة ميموريال لحقوق الإنسان إلى أن الجمهورية تقدم مثالا على الطريقة التي تبيّن التدابير القاسية والعشوائية التي تتّخذها السلطات في شمال القوقاز باسم القضاء على الإرهاب والّتي هي في الواقع تعمل على تقوية التمرد في المنطقة. وبيّن شيركيسوف أن هذه التدابير لا تستهدف في كثير من الأحيان الإرهابيين أنفسهم، ولكن هؤلاء الّذين يمارسون شكلا من أشكال الإسلام يختلف عن ذلك الّذي يمارس محليا. وقال شيركيسوف أيضا إن استخدام التعذيب وتلفيق الأدلة ضد المشتبه بهم بالإرهاب أصبح هو المتعارف عليه، وأن هذه الأساليب “سلب الدولة ميزتها… الأخلاقيّة على الإرهاب السري” (www.kavkaz-uzel.ru, January 7).

وفي غضون ذلك، استمرت أعمال العنف في شمال القوقاز منذ بداية عام 2011. ففي يوم 5 يناير/كانون الثّاني، فرضت السلطات في داغستان حالة مكافحة الإرهاب في خاسافيورت ونفذت عملية خاصة والتي قتل فيها أربعة من المتمردين المشتبه بهم، بمن فيهم ما زعم أنّه  “أمير” خاسافيورت، رسلان ماكافوف. وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة في العملية بجروح طفيفة. وفي يوم 4 يناير/كانون الثّاني، قتل اثنان من المتمردين المشتبه بهم، وهما بادرودي راسولوف ومقصود إسماعيلوف، في عملية خاصة في قرية شامخال على مشارف عاصمة داغستان محج قلعة. وفي اليوم نفسه، تعرض رجال الشرطة لهجوم من قبل الرّكاب الموجودين داخل سيارة كانوا قد أوقفوها لفحص الوثائق في محج قلعة. وقتل شرطي متأثّرا بالجروح الّتي أصيب بها في الطّريق إلى المستشفى نتيجة تعرّضه لإطلاق النّار، بينما قتل أيضا أحد المهاجمين. وألقي القبض في وقت لاحق على اثنين آخرين مشتبه بهما (www.kavkaz-uzel.ru, January 7).

تم تفجير محل للبقالة في خاسافيورت في 2 يناير/كانون الثّاني. وقال مصدر بالشرطة لوكالة أنباء إنترفاكس ان عبوة ناسفة انفجرت عند مدخل المتجر حيث أدّى ذلك تقريبا إلى تدميره تماما (Interfax, January 2).

في الساعات الأولى من صباح الأوّل من يناير/كانون الثّاني، تم إطلاق النار على محمّد رسول ماكاشيف القائم بأعمال رئيس قسم التحقيق الجنائي في منطقة أنتسوكولسكي (Untsukulsky) في داغستان، من قبل مهاجمين مجهولين. وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه (www.newsru.com, January 4).

في يوم 4 يناير/كانون الثّاني، أصيب بجروح خطيرة نائب رئيس هيئة أركان الوحدة العسكرية الروسية المتمركزة في نازران، أنغوشيا، ألكسندر أورلوف، وذلك في فلاديكافكاز في أوسيتيا الشمالية المجاورة، بعد انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته. وورد لاحقا أن أورلوف استعاد وعيه في مستشفى الطّب السّريري المركزي في اليوم التّالي (www.kavkaz-uzel.ru, January 5).

في أنغوشيا، انفجرت قنبلة على خط للسكك الحديدية في ضواحي مدينة نازران في 4 يناير/كانون الثّاني عند مرور قطار لنقل البضائع. أدّى الإنفجار إلى خروج ست عربات عن مسارها وترك حفرة كبيرة قطرها أكبر من متر واحد (www.newsru.com, January 4).

يوم 3 يناير/كانون الثّاني، فجر مجهولون محطة بنزين بالقرب من قرية غازي-يورت في منطقة نازران في الأنجوش. وذكرت وزارة الداخلية في أنغوشيا ان أحدا لم يقتل أو يصب في الإنفجار الذي وفقا للوزارة، قد يكون نتيجة لقذافة قنابل يدوية أطلقت على محطة البنزين. وفي اليوم نفسه، ألقى مهاجمون مجهولون قنابل يدوية على اثنين من رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون شجرة عيد الميلاد في الساحة المركزية في قرية أوردزونيكيدزيفسكايا في منطقة سونجا في أنغوشيا. ولم يصب أحد في الحادث(Interfax, January 3).

يوم 2 يناير/كانون الثاني، أطلق مسلحون مجهولون النار من قاذفات القنابل المثبّتة على البنادق على الكنيسة الارثوذكسية الروسية في أوردزونيكيدزيفسكايا (Ordzhonikidzevskaya). و لم يصب أحد في الهجوم، الذي تسبب في اضرار طفيفة للكنيسة. وكان هذا هو الهجوم الثالث من نوعه على كنيسة أرثوذكسية روسية في القرية (www.kavkaz-uzel.ru, January 3).

في الشيشان، جرح ثلاثة من رجال الشرطة عند تعرضهم لهجوم بالسكاكين من قبل أحد السكان المحليين في أوروس مارتان في 1 يناير/كانون الثّاني. أطلقت الشرطة النّار على المهاجم، الذي توفي في الطريق الى المستشفى. في ليلة رأس السنة، 31 ديسمبر/كانون الأوّل، و في غروزني تعرّض للنّيران وأصيب بجراح اثنان من قوات وزارة الداخلية الروسيّة (RIA Novosti, January 1).

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقلت عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button